ما يباع في الأسواق خلطات كيمياوية وملوّنات
بعض المواد المستعملة بكميات غير متوازنة تشكل خطرا على الصحة
أغلبية المنتجين لا يحترمون معايير التحضير باستثناء بعض العلامات
بالرغم من أن إنتاج الأجبان في كل العالم يخضع لقانون واضح يحدد المعايير، إلا أن ما يتم تسويقه في الجزائر ماعدا بعض العلامات، يبقى بعيدا عن المعايير العالمية دون فوائد غذائية، بل يشكل بعضه خطرا على حياة المواطن.
تم تحديد المعايير الأساسية لإنتاج مختلف الأجبان في المرجع العالمي لمعايير التغذية ''كوداكس أليمونتاريس''، وهي مطبقة من طرف كل المؤسسات العالمية لإنتاج الأجبان، في حين أن ما يتم تسويقه في الجزائر من طرف عدد من المنتجين لا يعدو أن يكون مجرد خلطات بها رائحة الجبن دون أدنى فائدة غذائية من المفروض أن يحتويها الجبن، حيث إن كمية الحليب لا تحترم مع تغيير بعض المكونات وإقصائها من التحضير مثلما يفعل الكثير من المنتجين، باللجوء إلى استعمال الشحوم النباتية عوض الحيوانية في إنتاج الجبن، ما يؤثر على نوعيته وينقص من قيمته.
ويلجأ العديد من المنتجين إلى استعمال ''المايزينة'' في تحضير الجبن لإنقاص كميات الحليب و''الشيدار'' المستعملين في الإنتاج لتخفيض التكاليف، وهذا بحثا عن الربح السريع، وهي المادة التي وإن كانت تسمح بجمع التحضيرة لإعطائها شكل جبن، إلا أنها تفقدها كل فوائد الجبن.
كما يلجأ العديد من المنتجين إلى مادة جديدة ظهرت مؤخرا وهي مادة ''شيداريلا'' التي تعوض الشيدار في إنتاج الأجبان الذائبة أو الأجبان للطلي، وهي مادة لا يمكنها أن تمنح فوائد الشيدار وتزيد من إنقاص الفوائد الغذائية للجبن.
ولكن أكبر مشكل في تصنيع الأجبان في الجزائر، هو أن الكثير من المنتجين لا يحترمون قياس الإضافات الغذائية أو الأذواق، حيث إنهم يطبقون مثَل ''عينك هي ميزانك''. إلا أن هذه المواد المضافة يشكل تناول جرعات إضافية منها خطرا على صحة المستهلك، ولكن الكثير من المنتجين لا يحترمون ذلك ضاربين بعرض الحائط صحة المواطن. وحسب ما أكده العديد من الخبراء في مجال تصنيع الأجبان ومشتقات الحليب، فإن الكثير من الأجبان التي ظهرت مؤخرا في السوق كالجبن الطري بذوق ''إيدام'' أو ''قودا''، ليست إلا ملوّنا يتم إضافته إلى التحضيرة الجبنية ويتم تسويقه على أساس أنه جبن بذوق خاص.
وأفاد مصدر من وزارة التجارة بأن الكثير من المنتجين يخالفون القانون ويلعبون على التسمية من أجل الهروب من الوقوع تحت طائلة القانون، حيث إنهم يكتبون على العلب ''تحضيرات جبنية'' وليس جبن، للبقاء في إطار القانون، ولكن هذه الكلمة لا تكون في أغلب الأحيان بارزة كفاية، ما يؤدي بالمواطنين إلى الوقوع في استهلاك هذه المواد على أساس أنها جبن.