بسم الله الرحمن الرحيم:
قال تعالى: { فمن كان منكم مريضا أو به أذى من رأسه ففدية من صيام
أو صدقة أو نسك } سورة البقرة{الاية:196}
ان أهمية الطب تعود الى حاجة الناس اليه، سواء صغيرهم أو كبيرهم، ذكرهم
أو أنثاهم. فالطب يحفظ البدن، ويدفع عنه غوائل المرض وأنواع السقم، بل هو
العلم الذي يدفع عن الإنسان البؤس والشقاء والتعاسة، ويجلب له الراحة
والطمانينة والسرور ، وان معظم ما جاء في الطب النبوي انما هو من باب
حفظ الصحة والطب الوقائي والمناهج الصحية في الاسلام كثيرة.
وقد اشتهر عصر الخليفة العباسي المأمون بالعصر الذهبي لما يسمى بعلوم
الحكمة والفلسفة وحيث بلغت الترجمة أوج نشاطها وفي تلك الفترة أسس
المأمون بيت الحكمة واشتغل مجموعة من السريان وبعض العرب بترجمة
الكتب العلمية المتعلقة بالطب والنبات والحيوان والفلك والجغرافيا والحساب
... من اليونانية والسريانية والهندية والفارسية الى اللغة العربية وكان يرأس
فريق المترجمين ( حنين بن اسحاق)، وتولى ( يوحنا بن ماسويه ) رئاسة بيت
الحكمة.
وكان المأمون واسع الاطلاع عالما بمختلف فنون المعرفة في عصره بالاخص
ما يسمى بعلوم الحكمة مثل الطب والفلك والرياضيات.. وله مقدرة على
المشاركة في مجالس العلماء والحكماء والفلاسفة الذين تزدان بهم مجالسه.
في ذلك العصر وفي بلاط المامون ومع وجود علماء واطباء مثل صالح بن
بهلة الهندي وجبريل بن بختيشوع ويوحنا بن ماسويه.. وغيرهم
كتبت أول رسالة في الطب يكتبها عالم مسلم، بل تعتبر أول رسالة في الطب
تؤلف في التاريخ الاسلامي.. حيث أن ما كتب قبلها لا يعدو ترجمات من كتب
اليونان والسريان الطبية.
وقد أوضحت رسالة المأمون لكاتب الرسالة ( تقريضه وكافة العلماء من أهل
الدراية في الطب والحكمة والفلسفة الذين كان يعج بهم قصره ومجلسه،
واعترافهم بفضل كاتبها، وأمره ( أي المأمون) بكتابتها بالذهب وتسميتها
بالرسالة المذهبة، دليل على مكانة الرسالة العلمية.
فما هي هذه الرسالة، ومن هو كاتبها، وماذا تضمنت من معلومات طبية لتحظى
بهذا الاهتمام!!
الى لقاء قريب للموضوع تتمة.
اللهم علمنا ما ينفعنا و انفعنا بما علمتنا ، اللهم آآآآآمين .
هــمــ الحنين ــس