بعد سنوات من الجفاء، ظهر واضحا للأندية الأوروبية أن اللاعبين المسلمين سواء أكانوا من أصول عربية أو تركية، أو ممن أسلموا حديثا بعد اقتناع، هم الأكثر التزاما وتضحية وبحثا عن المجد والإنجاز بحكم القيم والأخلاق التي يتمتعون بها، والتي طالما أمر بها دينهم.
رغم بعض ''النعرات'' التي أطلقها مدربون للمطالبة بمنع لاعبيهم المسلمين من الصيام في شهر رمضان المبارك، إلا أن التجربة أثبتت بخير برهان أن اللاعب الصائم قادر على بذل الجهد المضاعف خلال المباراة، وهو ما شدّد عليه الفرنسي فرانك بلال ريبري الذي أشار، في حوار صحافي سابق، إلى إعجابه بأوائل المسلمين الذين خاضوا فتوحات وهم صائمون.
ولأن التجربة خير برهان، فقد وجد مدربون وإداريون في فرق أوروبية كبيرة، أن اللاعب المسلم الملتزم بالقيم والمبادئ السامية دائما ما يكون مصدرا للطمأنينة والاستقرار في الفريق.
ويكفي لإثبات ذلك تقديم نموذج برشلونة الإسباني على سبيل المثال، والذي عقد مقارنة بين نجم النجوم البرازيلي رونالدينيو الذي كان يخرج من نادي ليلي إلى ''خمارة'' والعكس، والمدافع المتواضع أريك أبيدال الذي رسم له النادي الكتالوني واحدة من أجمل لوحات الوفاء في تاريخ كرة القدم الحديث.
ولم يكن بمقدور برشلونة الصبر أكثر على تصرفات رونالدينيو رغم تتويجه مع الفريق محليا وأوروبيا، فرحل غير مأسوف عليه إلى الدوري الإيطالي، في حين أن الصبر نفسه عجز عن وصف المهلة التي منحها النادي الكتالوني لأبيدال حتى يتعافى من المرض العضال الذي باغته على حين غرة منتصف الموسم، قبل أن يمنح ''استثنائيا'' شرف تسلم كأس أبطال أوروبا في ستاد ويمبلي. وتفاخر برشلونة بتقديم إبراهيم أفيلاي الذي التقط الصور في كامب نيو مع والدته ''حبيبة'' المحجبة، في حين وجد ريال مدريد مثلا أن من مصلحته نشر صور لاعبه الجديد نوري شاهين وهو يقبّل قطعة من الخبز ويضعها على رأسه قبل إخراجها من الملعب عندما كان يرتدي زي بروسيا دورتموند بطل ألمانيا. ولم يعد مستغربا أن تبدأ المباريات بـ''الفاتحة'' في بطولات أوروبا كلها.
وفيما يلي ثلّة من أبرز النجوم المسلمين في ملاعب أوروبا حاليا، على غرار اللاعبين لاسانا ديارا (ريال مدريد)، أريك أبيدال وسيدو كيتا (برشلونة)، سولي مونتاري (إنتر ميلان)، نيوكولاس أنيلكا (تشيلسي)، فرانك ريبري (بايرن ميونيخ)، فريدريك كانوتي (أشبيلية)، مامادو ديارا (موناكو). وهذا دون استثناء اللاعبين من أصول عربية أو تركية مسلمة، ومنهم سمير ناصري ومروان الشماخ (أرسنال)، مسعود أوزيل ونوري شاهين وكريم بن زيمة وحميد ألتنتوب(ريال مدريد)، إبراهيم أفيلاي وسيدو كايتا وايريك أبيدال(برشلونة)، محمد زيدان (بروسيا دورتموند) وخالد بولحروز (شتوتغارت).
وهناك الكثير من اللاعبين وفي مختلف الأندية.