مسجد تيزي ببلدية تسامرت ارتبط بناؤه بالفتح الإسلامي، ووصول أوّل الفاتحين القادمين من الحجاز إلى المنطقة الواقعة شمال برج بوعريريج، وتوزّعوا على قراها، لنشر تعاليم الدِّين الجديد، ومن بين هذه القرى قرية تيزي صفح، الّتي بنوا في أعلى نقطة منها مسجد أورير، واختلف أبناء المنطقة في تحديد تاريخه.
بني المسجد في منطقة عالية جدًّا تكثر فيها الرياح العاتية، ولمواجهة ذلك بلغ عرض أساسه حوالي متر، مع تقليص تدريجي لعرض الجدار حتّى وصل إلى حوالي 50 سنتمتر، أمّا سقف المسجد فكان من الخشب والطين، واعتمد مؤسسو المسجد على النمط المعماري الإسلامي القديم، بإحاطة مدخله بأقواس، وحسب شيوخ المنطقة فإنّ عدد الأقواس بعدد أيّام الأسبوع، خمسة منها بحجم كبير يدخل منها المصلون، واثنان صغيران، موجّهان لقِرب الماء لتمكين المصلّين من الوضوء. ومن بين أوائل الأئمة الّذين أقاموا فيه الإمام سيّد علي بن زيد القادم من الدولة الحمادية، الّذي اتّخذ لنفسه فيه خلوة سمّيت باسمه إلى اليوم. ومع مرور الزمن امتزجت الحقيقة بالخرافة، وارتبط اسم المسجد بقصص توارثتها الأجيال، ومن بينها أن امرأة صالحة تزوّجت وطلبت من أهلها تحضير طبق من الكسكسي وقطعتي لحم لتحملهما إلى الولي الصّالح وتلميذه في المسجد، وقبل وصولها طلب الإمام من تلميذه أن يغلق عينيه ولا ينظر إليها، ولكنّه ما أن سمع وقع الحذاء حتّى فتح عينيه ونظر إلى المرأة الصّالحة ليفقد بصره مباشرة، وقال له الإمام جنيت على نفسك وأبناء أبنائك، ويُقال إن عائلة التلميذ لم يمت فيها فرد قبل أن يفقد بصره.
وما يزال المسجد شاهداً على قرون من العبادة، وارتباط أبناء المنطقة به رغم محاولات تهديمه، حيث تمّ ترميمه عدّة مرّات بوسائل تقليدية من طرف سكان القرية، ليبقى شاهدا على اعتناق السكان للإسلام، وترحيبهم بالفاتحين الأوائل.