تأسست زاوية سيدي بهلول بقرية الشرفة بولاية تيزي وزو في القرن الثامن للهجرة، وقد تمّ غلقها من طرف الاستعمار الفرنسي الذي حوّلها إلى ثكنة قبل أن يهاجمها الإرهاب في التسعينيات ويخربها ويستولي على بعض الأغراض منها. تعد زاوية سيدي بهلول بتيزي وزو من أكبر وأقدم زوايا منطقة القبائل، يعود تأسيسها إلى القرن الثامن للهجرة وكانت تأوي ما يقارب من 120 طالب قرآن قبل الثورة التحريرية. وفي العام 1957 أقدم الاستعمار الفرنسي على غلقها وتحويلها إلى ثكنة عسكرية. وبعيد الاستقلال مباشرة تمّت إعادة فتحها مجدّداً وذلك بجلب بعض أطفال وشباب القرية لتعلّم القرآن. إلاّ أنّ سمعتها ومكانتها ساهمت في تزايد عدد طلبة القرآن فيها من مختلف ولايات الوطن، علاوة على دور الصلح الذي كانت تلعبه الزاوية سواء بين مواطني قرية الشرفة أو حتّى في المنطقة بصفة عامة.
وفي بداية السبعينيات، تحوّلت إلى مدرسة للتّعليم الأصلي والشؤون الدينية، حيث وصل عدد المتمدرسين بها إلى أزيد من 250 يؤطّرهم 10 أساتذة معظمهم من الأزهر الشّريف، قبل أن تعود إلى صورتها الطبيعية كزاوية للتّعليم القرآني بعد غلق مدارس التّعليم الأصلي.
وعانت زاوية سيدي بهلول من ويلات الإرهاب حيث تمّت مهاجمة شيخها الشيخ أوبلقاسم منتصف التسعينيات، الذي نجا من الموت إلاّ أنّ العملية خلّفت مقتل نجله الذي تدخّل لنجدة والده. كما تمّت مهاجمة الزّاوية في نفس الفترة، حيث تمّ تخريب مكتبتها والاستيلاء على كتب ومجلدات ومواد غذائية مخصّصة لطلبة القرآن، إلاّ أنّ التّعليم القرآني لم ينقطع بها منذ إعادة فتحها بعد الاستقلال.