يُمثّل الشيخ الحاج مسعود طلعي، رحمه الله، أحد أبرز الدعاة ورجال الدِّين الّذين أنجبتهم ولاية الطارف إبان الحقبة الاستعمارية، والّذي حمل على عاتقه مهمّة نشر الوعي والدِّين الإسلامي بين الشباب آنذاك، ومحاربة التّبشير المسيحي للمحافظة على الهوية الجزائرية الإسلامية العربية. إذ يعتبر الشيخ المجاهد مسعود طلعي أحد مؤسّسي الزاوية الرحمانية ببلدية الشافية سنة 1870م، بعد والده الشيخ أحمد الطاهر بن الحاج مسعود المولود سنة 1848م بالبسباس والمتوفى سنة 1900م، والذي أجبره الاستعمار آنذاك على الخروج من البسباس لنشاطاته الدعوية الدينية ليستقر بدوار الشافية، أين أنشأ الزاوية الرحمانية رفقة أبنائه. وقد جمعت نشاطات هذه الزّاوية بين النشاط الديني لمقاومة حركة التبشير المسيحي بتحفيظ القرآن،ونشر تعاليم الدِّين الصحيح بين سكان منطقة الشافية مجاناً، بالإضافة إلى ممارسة النشاط الفلاحي مثل استصلاح الأراضي وزراعة الحبوب والأشجار المثمرة.
وبعد وفاة الشيخ أحمد الطاهر، رحمه الله، تسلَّم ابنه الحاج مسعود طلعي مسؤولية إدارة الزاوية وتسيير شؤونها وتطويرها، إذ تمّ إرسال عدّة بعثات لمواصلة الدراسات العليا بقسنطينة وتونس ومصر، إضافة إلى اهتمامها بكتابة وطباعة المصاحف والمخطوطات الّتي أتلف الاستعمار منها الكثير بعد ذلك، ولم يبق منها سوى مصحف مكتوب بيد الحاج سعود ومصحف آخر من ثلاثين جزءا كتبه الحاج إبراهيم إلى جانب بعض المخطوطات.
كما ساهمت الزاوية في عديد النّشاطات الإجتماعية وكذا السياسية، إذ كانت مركزاً للحركة السرية الّتي مهّدت لاندلاع الثورة بالمنطقة، ليستمر نشاط هذه الزّاوية إلى غاية 1957م، بسبب تعرّضها باستمرار للتّفتيش من قبل المستعمر، كونها مصنّفة كمركز ومأوى للمجاهدين، وترحيل عائلة طلعي وتهديم ممتلكاتها، وكذا وفاة الشيخ الحاج مسعود طلعي.