في كل عيد يتبادل الأقرباء الزيارات والهدايا، ويحرصون على اللقاءات الكبيرة التي تضم جميع أفراد العائلة ( بدءاً من الجد والجدة إلى الأعمام والعمات والأخوال والخالات إلى البنين والبنات والحفدة) . وإذا فاجأت أقاربك في جمعهم بفكرة لم يتوقعوها فرحوا بالعيد أكثر وامتنُّوا لك، ورغم أننا في عصر المادّة إلا أن الأشياء المعنوية والعواطف الصادقة هي أكثر ما يستهوي الناس ويفرحهم! فحاولي الابتكار فيها فالتجديد يضفي المزيد من البهجة على العيد.
وسأقص عليك تجربتي ولعلك تستوحين منها شيئاً جميلاً تقدمينه لأهلك في العيد:
صادف في أحد الأعياد أن اجتمعت المنغصات على أفراد عائلتي الكبيرة (وعددهم أربعون)، فكلٌّ لديه همٌّ كبير يقلقه ويؤرّقه، وحتى أدخل عليهم البهجة وأنسيهم بعض ما هم فيه، أتيت بورق رسائل جميل وخصصت لكل فرد ورقة وكتبتُ في رأسها: (هدية هذا العيد كشف بما تتحلى به من صفات جميلة نعرفها جميعاً ونراها فيك ، ونحبك ونقدرك زيادة لأجلها!) ، ثم سردت تحتها لكل واحد مزاياه المعروفة ومعها مزاياه التي قد لا يعرفها في نفسه ولا يستشعرها، وكتبت صفات كل منهم بصدق وإخلاص.
وحتى أضفي المرح على الفكرة وضعت كل ورقة في علبة من علب التموين (علب المعكرونة والشاي والمناديل..) بعد أن أفرغتها من محتوياتها بطريقة تبدو بها وكأنها لا تزال مختومة. وفي يوم العيد حملتُ الأربعين علبة في أكياس (السوبر ماركت) وتوجهت إلى مكان اللقاء، وحين وصل الجميع وانتهوا من تبادل التهاني، قلت لهم : (لابد أنكم مللتم من الهدايا الغالية التقليدية التي نتبادلها عادة، ولذا سأقدم لكم هدايا مختلفة هذا العيد، ولا شيء أفضل من المعونات الإنسانية! ومن الهدايا الرمزية ذات الفائدة الكبيرة، مثل: الحليب والأرز ومعجون الأسنان...)، وناولت كل فرد العلبة التي فيها ورقته، في البداية ظن الجميع أنني أقدم لهم فعلاً علب التموين وأخذوا ينظرون باستغراب ويضحكون من هذه الهدية العجيبة، وعندما أمسكوا العلب وجدوها خفيفةً! ففتحوها على وجل، فرأوا الأوراق وانهمكوا في قراءتها، وحين انتهوا دمعت عيونهم، وكانت سعادتهم غامرة بتلك الرسائل التي جاءتهم في وقتها (وقد ظلوا يذكرونها بعدها لسنين)، وكانت سعادتي أكبر لأني رفعت معنوياتهم وأعدت البهجة إليهم .
مجلة الأسرة العدد 150 رمضان 1426هـ
تحرير: حورية الدعوة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة : ولك بمثل »
فكرة لهدية العيد
عابدة المؤيد العظم