استفادوا من إقامة وتعويضات مادية
''الجزائرية'' تنجد المعتمرين المعلقين بجدة
قررت الخطوط الجوية الجزائرية تأجير طائرات لنقل مئات المعتمرين الجزائريين المعلقين بمطار الملك عبد العزيز الدولي بجدة بعد إلغاء الخطوط الجوية السعودية رحلاتها التي كانت مبرمجة في إطار الاتفاق المسبق مع الخطوط الجوية الجزائرية وذلك منذ يوم الأربعاء الفارط، وتأتي أزمة المعتمرين الجزائريين بعد تلك التي عانى منها المصريون في أولى أيام عيد الفطر المبارك.
دخلت الخطوط الجوية الجزائرية في مفاوضات ماراطونية مع نظيرتها السعودية لحل أزمة المعتمرين الجزائريين المعلقين منذ أربعة أيام بالمطار الدولي الملك عبد العزيز، مما خلف مناوشات وشجارات بين المسافرين وأعوان الشركة بعد قرار إلغاء رحلة باتجاه الجزائر سهرة يوم الأربعاء الفارط اثر تهافت المسافرين على مكاتب التسجيل للاستعلام بعد طول انتظار.
وحسب ما نقلته جريدة الشرق الأوسط أمس عن القنصل الجزائري بجدة السيد صالح عطية، فإن الأمر يتعلق بإلغاء الخطوط الجوية السعودية لرحلات كان من المفترض أن تقل المعتمرين الجزائريين من دون سابق إنذار، مشيرا في تصريح صحفي بعين المكان إلى أنه ''من الممكن تقبل تأخر الرحلات لساعات معدودة، إلا أن إلغاءها من دون سابق إنذار من شأنه أن تترتب عليه آثار وخيمة على المعتمرين من الناحيتين النفسية والجسدية، خاصة بالنسبة لكبار السن الذين لا يستطيعون المكوث في المطار لفترات طويلة دون وجود بدائل أخرى''.
من جهة أخرى، أكد المتحدث أن ''إلغاء الطرف السعودي لرحلات مبرمجة في إطار اتفاق مسبق مع الخطوط الجوية الجزائرية يدل على عدم التزامه ببنود الاتفاق، داعيا شركة الخطوط الجوية السعودية إلى استدارك الأمر حتى لا تتكرر مثل هذه الإشكاليات خلال موسم الحج المقبل''، وقصد احتواء غضب المعتمرين الجزائريين أرسلت القنصلية الجزائر ممثلا لها إلى مركز تفويج المعتمرين بمكة المكرمة لحل إشكالية توقيف نشاط حافلات نقل المعتمرين إلى جدة على خلفية إلغاء الرحلات، مما خلف استياء كبيرا وسط المعتمرين، وبعد نقاش طويل مع المسؤولين تقرر نقل المعتمرين الجزائريين إلى احد الفنادق بجدة وإسكانهم على نفقة الخطوط الجوية السعودية لغاية حل الإشكال.
من جهتها، بررت الخطوط الجوية السعودية سبب ارتفاع عدد المعتمرين الجزائريين المعلقين بالمطار إلى قدومهم قبل الوقت المحدد لرحلاتهم وهو الأمر الذي نفاه القنصل الجزائري الذي طالب السلطات السعودية بإيجاد حل سريع للمشكل، منتقدا غياب المشرفين على الخطوط السعودية خلال فترة إلغاء الرحلات، حيث اضطر المعتمرون إلى افتراش أرضية المطار لثلاث ليال قبل الاتفاق على نقلهم إلى احد الفنادق.
وفي خطوة من السلطات السعودية لاحتواء غضب الحجاج الجزائريين، أعلنت عن تعويض معتمرين جزائريين بقيمة 700 ريال لكل راكب عن كل يوم تأخير، مع إسكانهم في أحد الفنادق إلى حين المغادرة إلى الجزائر.
وكانت الهيئة العامة للطيران المدني في جدة قد أرجعت سبب تأخير مغادرة المعتمرين وما نجم عن ذلك من فوضى إلى عدم التزام الكثير من المعتمرين الذين قدموا للعمرة خلال شهر رمضان بتواريخ العودة طبقا للحجوزات، كما أن جل المعتمرين لم يتقيدوا بالتعليمات والضوابط الخاصة بوزن وحجم الأمتعة مما أدى إلى تكدسها أمام أجهزة الوزن وتأخير العديد من رحلات العودة.
من جهتها رفضت مصالح الخطوط الجوية الجزائرية التعليق على الأمر مفضلة استعمال لغة الحوار مع نظيرتها الخطوط الجوية السعودية خاصة وأنها في مفاوضات معها منذ عدة أيام لتحديد الفترة الزمنية المحددة للحج، وحسب مصاردنا من المؤسسة فقد تقرر اللجوء إلى تأجير طائرات لنقل المعتمرين خلال الأيام القليلة القادمة.