مدينة مانيلا (بالإنجليزية: City of Manila ، بالفلبينية: Lungsod ng Maynila)، أو مانيلا Manila، هي عاصمة الفلبين. وواحدة من 17 مدينة وبلدية تكون ما يسمى (مترو مانيلا). تقع على السواحل الشرقية لخليج مانيلا مباشرة غرب (منطقة العاصمة الوطنية) في الجانب الغربي من لوزون، وهي أحد المراكز المحورية للمنطقة العمرانية المزدهرةالتي يسكنها نحو 14 مليون نسمة. وتحتوي المدينة نفسها على نحو 100 متنزه.
تشغل مانيلا مساحة قدرها 38.55 كيلومتر مربع وهي ثاني أكبر مدن الفلبين تعداداً بعد كيزون سيتي، العاصمة الوطنية السابقة. وتعد تلك المنطقة العمرانية ثاني أكثر المناطق العمرانية اكتظاظاً بالسكان في جنوب شرق آسيا. وتتعتبر هذه المدينة مركزًا اقتصاديًا وسياسيًا واجتماعيًا وتعليميًا، كما أنها ميناء دولي رئيسي.
تاريخ مانيلا
كانت مانيلا بلدًا مسلمًا قبل وصول الأسبان إليها عام 1571م. وقد حكمها في ذلك الوقت أميران هما سليمان وماتندا. كما حكم أمير آخر اسمه راجا لاكاندولا قرية أخرى في الجزء الشمالي من نهر باسيغ. لقد أغرت منطقة مانيلا الغنية الواقعة خلف الساحل الكابتن ميجيل لوبيزدي لجازبي قائد الحملة الأسبانية إلى الشرق. وفي عام 1571م، عقد الكابتن لجازبي معاهدة صداقة رسمية مع الأمراء سليمان وماتندا ولاكاندولا، وشكل مجلسًا بلديًا يتألف من حاكمين اثنين و 12 مستشارًا وسكرتيرًا. وقد أصدر ملك أسبانيا فيليب الثاني في العاشر من شهر يونيو عام 1574م مرسومًا ملكيًا أطلق بموجبه على مدينة مانيلا لقب المدينة المميزة ودائمة الولاء. وفي عام 1595م أصبحت مانيلا عاصمة للأرخبيل. كان موقع مانيلا القديمة إبان الحكم الأسباني بالقرب من مصب نهر باسيغ. وكان يحيط بالمدينة سور، ولذلك فقد كان يطلق عليها آنذاك اسم المدينة المُسَوَّرة. تناثرت خارج المدينة قرى كان يحكم كلاًّ منها زعيم ويوجد فيها سوق. وعندما قوي حكمهم، بدأ الأسبان ببناء الكنائس والمدارس داخل المدينة المسورة وكذلك في الخارج بالقرب من الأسواق، وهذا ما ساعد على انتشار المذهب الكاثوليكي. امتد بناء مانيلا إلى خارج الأسوار لاستيعاب كنائس جديدة. وتطوّرت القرى القديمة مراكز تجارية وسكنية تحولت إلى مناطق تتبع الآن لمانيلا. بدأ الراهب الأوغسطيني أندري دي أوردانيتا ـ الذي رافق الحملة الأسبانية عام 1565م ـ بنشر النصرانية حين أسس عدة كنائس وأديرة ومدارس. وتعتبر كنيسة سان أوغسطين في المدينة من أقدم الكنائس في مانيلا. كانت مانيلا تعاني من مشاكل داخلية وخارجية خطيرة، ولفترات عديدة، خلال الحكم الأسباني وقد قام الصينيون بثورات ضد الأسبان في الأعوام 1600 و1609 و1645م، كما ثار السكان الأصليون في مناطق أخرى من البلاد ضد النظام التعسفي الذي مارسه بعض مسؤولي الحكومة. احتل البريطانيون مانيلا من عام 1762م وحتى عام 1764م، وذلك في خلال حرب السنوات السبع، لكنهم أعادوا المدينة إلى الأسبان بعد توقيع معاهدة صلح بينهم. حدث تطور كبير في مجال تشييد المباني العامة والنقل والمواصلات والتجارة خلال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر الميلاديين. وبنيت بوابات للمدينة بين عامي 1781م و 1783م. وانفتحت المدينة على التجارة الخارجية عام 1832م، كما أدى افتتاح قناة السويس في عام 1869م إلى تحسن الوضع التجاري للمدينة. وافتتح أول خط برقي وأول خط سكك حديدية يربط مانيلا بداغوبان عام 1872م. وشغّـلت أول شبكة لتزويد السكان بمياه الشرب عام 1882م. ثم كانت مانيلا مركزًا نشطًا للثورة الفلبينية التي بدأت عام 1896م تحت قيادة أندريه بونيفاشيو. فقد شكل هذا الثائر منظمة سرية في قريته بالقرب من مانيلا أطلق عليها اسم كاتيبو نان، اكتشفها حاكم هذه المنطقة وأعلن الأحكام العرفية في مانيلا في 30 أغسطس 1896م. وكانت مانيلا إحدى ست مناطق ثارت ضد الأسبان، وهكذا فإن إشعاعات الشمس الثمانية الموجودة في علم الفلبين الحالي تمثل ذكرى هذه الحادثة. هزم الأسطول الأمريكي الأسطول الأسباني في خليج مانيلا عام 1898م. وبعد ذلك، احتلت القوات الأمريكية المدينة وعينت حكومة عسكرية استمرت حتى 7 أغسطس عام 1901م. ثم وافقت اللجنة الفلبينية على ميثاق جديد لمدينة مانيلا. وفي خلال الحرب العالمية الثانية (1939- 1945م) أصبحت مانيلا مدينة مفتوحة وانسحبت القوات المسلحة الفلبينية والأمريكية منها. واحتل اليابانيون مانيلا في شهر يناير 1942م، ولم تعان المدينة كثيرًا أثناء الغزو الياباني بل تضررت عندما أعادت القوات الأمريكية السيطرة عليها في شهر فبراير عام 1945م. وأعيد بناء مانيلا بمساعدة من الولايات المتحدة.
الموقع
تقع مدينة مانيلا على ساحل خليج مانيلا عند مصب نهر باسيغ في لوزون. وهي تبعد نحو950كم إلى الجنوب الشرقي من هونج كونج وتبعد نحو 2,400كم إلى الشمال من جاكرتا. وتقع مانيلا في سهول نهر باسيغ المنخفض حيث يصب هذا النهر في بحر الصين عبر قناة عريضة داخل خليج مانيلا. وتقذف مياه النهر الطمي إلى السهل. توجد مدينة مانيلا على هذه الطبقة من الطمي وفوق الأراضي التي تم استصلاحها من مياه البحر. ولا يرتفع مستوى أرض المدينة عن مستوى سطح البحر سوى بضعة أمتار. يقع جزء كبير من المدينة فوق مناطق كانت مغمورة، وتم ردمها لبناء مساكن للأعداد المتزايدة من السكان.
توجد مدينتا كالوكان ونافوتاس في شمال مانيلا، ومدينة كيزون في الشمال الشرقي، كما توجد مدينتا سان كوان ومندَ لويونَغ في الشرق، ومدينتا باسي وماكاتي في الجنوب الشرقي. مناخ مانيلا رطب واستوائي ويتميز بوجود فصول رطبة وأخرى جافة. يستمر المناخ الرطب من شهر يونيو حتى شهر نوفمبر، ويستمر المناخ الجاف من شهر ديسمبر حتى شهر مايو. أكثر الشهور حرارة أبريل ومايو، كما أن أكثر الشهور برودة يناير وفبراير. أما درجات الحرارة فهي تختلف بين شهر وآخر، وعادة ما تكون الليالي لطيفة بسبب هبوب نسيم البر والبحر. وأكثر الشهور رطوبة يوليو وأغسطس وأكثر الشهور جفافًا أبريل ومايو.
تحمي المدينة جبال سييرامادر وجبال شبه جزيرة باتان من أعاصير التيفون غربي خليج مانيلا. تعتبر مانيلا ذات موقع متميز كمنفذ بحري، ففيها ميناء محمي قريب من المناطق الزراعية الخصبة في وسط وشمال لوزون.