فى هذا اليوم من كل عام 21 سبتمبر تحتفل الامم المتحدة بيوم السلام العالمى
فى اليوم العالمى للسلام والذى يوافق 21 سبتمبر من كل عام والذى اعلنته الامم المتحدة منذ عام 1982 جاء ليذكرنا سنويا باهمية السلام العالمى حيث تتشابك مصالح الشعوب واضحى هذا الحلم يداعب مخيلتنا وضروروة مٌلّحة نحو عالم افضل لابنائنا .
إن عالمنا يكابد تغييرات سريعة تقربه أكثر وأكثر نحو ما أطلق عليه بعض الناس “القرية العالمية” التى تدار الكترونيا من خلال شبكات الانترنت والتواصل الاجتماعى الخارجة عن نطاق الحكومات والدول والتى جعلت الحضارات والشعوب التي عاشت أغلب حقب التاريخ في معزل عن بعضها البعض قد صارت الآن تتعامل وجهًا لوجه على أساس يومي وتنقل خبراتها الى كل العالم . ولكن للأسف، فإن التقدم الاجتماعي والعدالة بين اطياف الشعب الواحد وازالة الهوة بين الغنى الفاحش والفقر المدقع لم يكونوا على قدم وساق مع التطورات المادية المتلاحقة ولذلك فإن قريتنا العالمية ليست مكانًا سعيدًا يتمتع بالسلام.
إن الوقت قد حان لكبار العالم أن يتشاوروا فيما بينهم ويفكروا في المستقبل وان يدركوا ان مستقبل بلادنا والعالم هم اطفالنا وشبابنا . فعندما ننظر إلى ما بعد الأزمات والصراعات الحالية سنرى أن أحد أعظم المخاطر التي تواجه الجنس البشري يكمن في جيل من الأطفال والنشأ الذي يترعرع في فراغ أخلاقي ومشكلات مجتمعية طاحنة كالفقر والجوع والجهل والمرض و غياب برامج لادماج هؤلاء الصغار فى المساهمة لنمو وخدمة مجتمعاتهم .
إن قلوبنا تنفطر إزاء اطفال الشوارع الذين لا امل لهم فى حياة آمنة , وساكنى المناطق العشوائية بمصر والدول النامية ,و الأطفال المجندين في افريقيا، واطفال المجاعة بالصومال واستغلال الأطفال فى الاعمال غير الاخلاقية وزواج الطفلة في آسيا وفى الصحارى ، وجامعي القمامة البائسين في الملاجئ التي لا تحصى حول العالم، واستغلال الاجساد البريئة فى تجارة الاعضاء البشرية الكريهة فى العديد من الدول النامية وتلاعب تجار السلاح فى العالم فى مقدرات الشعوب التى تلهث للدفاع عن نفسها ويهوى اقتصادها فى هذا الطريق الوعر الذى يجلب مزيدا من الفقر والعوز للشعوب. ان هؤلاء جميعا هم ضحايا الفقر – المادي والروحي على حد سواء. ويجب ألا ننسى ملايين الصغار الذين يترعرعون في مجتمعات باتت أنظمتها التقليدية في حطام، أو أولئك الذين حرموا التدريب الروحاني من قبل أجيال لا تقيم وزنًا إلا للتربية المادية. وحتى لا نهون كثيرًا من شأن العلل أو العلاج، دعونا نذكر أيضًا أولئك الصغار الذين أنتجتهم الليبرالية الانفتاحية في الغرب حيث نشأ الكثير منهم على حب العنف والتسلح شأنهم في ذلك شأن أقرانهم في مناطق أقل حظًا من الأرض , والاكثر تضررا فى كل الحالات دائما هم الاطفال والسيدات وكبار السن .
ان كل طفل يولد فى هذا العالم هو قيمة انسانية يجب على كل المجتمع رعايته ففيه يكمن نور العالم وظلامه. وإضاءة مصابيح هذه الأرواح البريئة مسئولية لا بد أن نتبناها جميعًا لو كان للحضارة الانسانية والتى نحن جزء فيها أن تزدهر. فلا يجب أن يٌحرم الأطفال من نور التربية الأخلاقية والمادية وخصوصًا الفتيات اللاتي ستحملن لواء تغيير القيم وزرع بذور المحبة والسلام للأجيال القادمة باعتبارهن المربيات لاطفالهن بالمستقبل. فتثقيف الفتيات هو أحد أهم مفاتيح السلام العالمي. فاذا نالت الفتاة حقها فى التعليم لن ترضى ان تلقى باطفالها فى اتون الحروب التى لا طائل لها الا مزيد من الفقر والعوز.
إن السلام الحقيقي والدائم الذي تمناه يعتمد على الوحدة و الاتحاد بين كل اطياف الشعب . فعندما نتحد اتحادًا يحتضن التنوع ويوقره فكل المشاكل يمكن حلها. وكبداية فإن التطبيق الصادق لمبدأ معاملة الأخرين كما نحب أن يعاملوننا – هو مبدأ يقع في قلب كل الديانات – من شأنه أن يحدث تغييرًا جذريًا في العالم. وعلى قادة الاديان ان يقوموا بدورًا بنّاءً في تشكيل مستقبل الإنسانية فعليهم أن يركّزوا على القيم الأخلاقية الإيجابية السائدة في كل الخلفيات الدينية بدلاً من التركيز على الإختلافات. فربما اعتقد كل منا بأن ديانته هي الأفضل، لكن علينا أن نحترم الخيارات الروحية للآخرين حتى إذا اعتقدنا أنهم خطأ. فلو كان حتمًا أن يكون ثمة تنافس فيما بين الأديان فليناضل كل منا في طريق إرشاد الناس إلى التعايش السلمي والتفاهم المشترك. فالدين يملك القوة التى من شأنها تعبئة قلوب الناس وعقولهم وحثهم على السير قدمًا في طريق السلام والتفاهم المشترك. وللدين سلطة أخلاقية وحساسية أدبية من شأنها أن تكمل مصادر وخبرات الحكومات والجماعات المدنية من منظور يتجرد عن المقتضيات الآنية والصراعات اليومية الإنحيازية للحياة السياسية.
لذا لابد من الاقرار بان لدينا تحديا كبيرا وعليه ان نجابهه سويا كشعوب وكقادة فى العالم في خلق الاحترام المتبادل اللازم والتعاون بين القيادات الشعبية و السياسية والدينية والمدافعين عن حقوق الانسان فى فتح طرق للسلام ، الأمر الذي بدونه سيكون السلام العالمي وازدهار الجنس البشري أمرًا بعيد المنال. فالتفاهم المشترك سوف يٌقيم أساسًا راسخًا لجهود مبنية على الإتحاد وبروح الخدمة للجنس البشري عمومًا.
إن بناء عالم مبني على الوحدة والتنوع مفعم بالحب والعدل هو عمل ليس باليسير ولكنه العمل الذي لا بد من تحمّله من أجل أنفسنا ومن أجل أطفال اليوم ومن أجل الأجيال التي لم تولد بعد. وفي تحمل هذه المسئولية علينا بالتأكيد أن نعتمد على التأييد القوي لخالق الكون الله سبحانه وتعالى . واعود الى حلمى بان ارى اليوم الذى يَلقى فيه كل من يحمل سلاحه ورماحه ارضا ويجعل منها سككا وطرقا جديدة للسلام .
ــــــــ
اليوم العالمى للسلام
اليوم الدولي للسلام
مناسبة اليوم العالمي للسلام
21سبتمبر,يوم,مناسبة,كلمة,حولة,الدولي,العالمي,السلام,للسلام