رسالة بمناسبة اليوم العالمي للسلام الحسن بن طلال *
منذ عام 2002 والعالم يحتفل سنوياً باليوم العالمي للسلام في الحادي والعشرين من أيلول. وقد جاء هذا الاحتفال بعد سنوات من إطلاق الجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم العالمي للسلام للمرة الأولى عام 1981.
غير أن ظواهر عدم المساواة الاقتصادية والظلم الاجتماعي والنزاع الثقافي استمرت في السيطرة على العالم؛ معمّقةً بذلك الفجوة بين الغني والفقير وبين الشمال والجنوب. في الآنِ نفسه، تعالت الأصوات المنادية بتحقيق الاستدامة والأمن الإنساني وبناء السلام. ودأبت قطاعات واسعة على العمل من أجل هذه الغايات لبناء عالم أفضل.
وقد ساهمت هذه الأصوات المخلصة في تعزيز الوعي العام بالقضايا الملحّة التي تؤثّر على كل فردٍ منّا. كما كرّست فهماً جديداً لقوّة الأفراد في التعامل مع الأسباب المؤدية إلى الفقر والعنف والإضرار بالبيئة. تشجّع الأصوات المنادية بالسلام الناس، بقطاعاتهم المختلفة، على المشاركة في تحقيق التحوّل السلمي، وبناء جسور مادية وروحية من أجل التعاون بين الشعوب والثقافات في أنحاء العالم كافة. ولن تبقى هذه الأصوات طويلاً بمنأى عن أسماع سياسيي العالم، والمؤسسات وأجهزة الإعلام. وسرعان ما ستحفّز الأفراد على إدراك أنهم جزء من مجتمع عالمي متكافل، مكرّسٍ للعدالة والإرادة الطيبة والكرامة الإنسانية.
آمل أن تحظى شعوب العالم بلحظة آمنة خالية من أصوات الرصاص وأعمال العنف، تنعم فيها بالمصالحة والتأمل. فهذا اليوم يذكّرنا بضرورة تعظيم الجوامع واحترام الفروق والعمل الجمعي من أجل بناء ثقافة دولية للسلام.
* رئيس منتدى الفكر العربي وراعيه؛ مؤسّس ورئيس مشارك للجنة المستقلة الخاصة بالقضايا الإنسانية الدولية ICIHI؛ رئيس شرف منظمة المؤتمر العالمي للأديان من أجل السلام؛ رئيس مؤسسة البحوث والحوار بين الأديان والثقافات. (عمّان – 21 أيلول 2008)