الراحل شيبان هو من زوج خليفة لعروسي بالسيدة "كباش"عاد الكولونيل الطاهر الزبيري في مذكراته الصادرة عن مؤسسة "الشروق" بتفاصيل تنشر للمرة الأولى حول عائلة لعروسي خليفة والد عبد المؤمن خليفة، ليكشف بدقة أصول العائلة والمهام الكبيرة والمناصب الهامة التي تقلدها الرقم الثاني في جهاز الاستخبارات الجزائري قبل الاستقلال.
*
وكشف الزبيري في مذكراته المثيرة للجدل، أن أصول عائلة خليفة لعروسي تعود إلى ولاية الوادي، مضيفا أنه ابن شقيق الشاعر الكبير محمد العيد آل خليفة أحد أعضاء جمعية العلماء المسلمين، مضيفا أن عائلة خليفة عاشت لفترة من الزمن في مدينة عين البيضاء بأم البواقي أين ولد خليفة لعروسي في 28 أكتوبر سنة 1917 وكان من المحظوظين في ذلك الوقت، حيث وصل إلى مستوى تعليمي محترم وتخرج حاملا معه شهادة في الفلاحة، خاصة وأنه كان يجيد الفرنسية والعربية معا، ولذلك عينته الإدارة الاستعمارية رئيس دائرة بفرنسا وهناك تزوج بامرأة فرنسية وأنجب منها طفلين.
*
بعد اندلاع ثورة التحرير التحق لعروسي خليفة سنة 1955 بثورة التحرير بالولاية الخامسة التاريخية أين أصبح أكثر الشخصيات قربا من عبد الحفيظ بوصوف، ليؤسسا أول جهاز استخبارات جزائري خلال الثورة التحريرية بالمملكة المغربية مع مجموعة الشباب الجزائري ومنهم أبناء موظفين من أصل جزائري في المغرب.
*
وبعدها تم تعيين خليفة لعروسي أمينا عاما لوزارة التسليح والاتصالات(MALG) ومدير مدرسة الإطارات، حيث تمت الاستفادة من خبرته كأول جزائري يصبح رئيس دائرة بفرنسا.
*
سنة 1958 أصبح خليفة لعروسي رئيسا لديوان عبد الحفيظ بوصوف ومديرا لمدرسة إطارات وزارة التسليح والاتصالات، وفي سنة 1961 اتهم بوصوف زوجة خليفة لعروسي وهي فرنسية بتهمة الجوسسة لصالح فرنسا، وقام خليفة لعروسي بتطليقها سنة1961 وترك أيضا صديقه عبد الحفيظ بوصوف ليلتحق بمحمد بوخروبة (هواري بومدين) بوجدة، ليسانده خلال أزمة صائفة 1962 .
*
وقال الزبيري، إن خليفة لعروسي كان يتمتع بثقافة واسعة وانضباط تنظيم دقيق وكان "رمزا للإداري الذي يتلقى الأوامر ويبلغها"، وسنة 1965 وقف خليفة لعروسي مع بومدين في انقلابه العسكري على بن بلة، مضيفا أن لعروسي وقف معه في محاولة الانقلاب على بومدين في 14 ديسمبر 1967واعتقل واتهم بالمشاركة في الحركة، وحكم عليه بالسجن لمدة أربع سنوات ولكن أطلق سراحه بعد سنة واحدة قضاها في السجن.
*
بعد الاستقلال تم تعيين خليفة لعروسي نائبا في أول برلمان للجزائر المستقلة ثم وزيرا للتصنيع والطاقة، ثم سفيرا للجزائر بلندن، ثم مديرا عاما لشركة الخطوط الجوية الجزائرية في سبعينيات القرن الماضي، قبل أن يتم تعيينه ممثلا للجزائر في مجلس الأمن والسلم المقرب من الكتلة الشرقية في فترة عرفت تصاعد الحرب الباردة بين المعسكرين الشرقي والغربي، وساعده منصبه ذلك في تأليف كتابين في هذا الشأن وقامت زوجته شخصيا بتصفيف الكتابين بالآلة الراقنة وكانت خير عون له عند نشرهما، وبعدها تفرغ للحياة العلمية ودرس الصيدلة بجامعة الجزائر ليفتح بعد تخرجه صيدليته الخاصة ومخبرا صغيرا للأدوية بمساعدة زوجته والتي كانت تشرف أحيانا على صندوق المال إلى غاية وفاته يوم 1 سبتمبر 1990 .
*
وكشف الزبيري، أن لعروسي خليفة قرر الزواج بعد الاستقلال مجددا، وطلب من الشيخ عبد الرحمان شيبان (رحمه الله) أن يخطب له بنتا، وكان بالفعل أن خطب له بنتا من عائلة "كباش" المعروفة بولاية بجاية، وتزوجها وهي التي أنجبت ثلاثة أبناء منهم، عبد المؤمن الذي أصبح أصغر رئيس لأكبر إمبراطورية اقتصادية ومالية في تاريخ الجزائر المستقلة والمطارد اليوم في بريطانيا.
*
وقال الزبيري، إن لعروسي كان صديقا مقربا منه وكان يتبادل معه الزيارات العائلية، مضيفا أن وضعه المالي كان محدودا عند وفاته، حيث واصل ابنه عبد المؤمن العمل بالصيدلية بعد وفاة والده، مضيفا أنه لم يتعرف عليه ولم يلتقه بعد وفاة والده، إلى أن أسس إمبراطورية ضخمة في ظروف غامضة سرعان ما انهارت سنة 2003 .