نهاية فترة حكم زياني في المنتخب " "الانقلاب على الإمبراطور زياني " " استبعاد الشيكور زياني" ...تفننت الصحف الوطنية في زف بشرى استبعاد زياني من قائمة المنتخب وظهرت منتشية كثيرا رغم أنها في وقت سابق ظلت تطبل وتهلل له لتنقلب عليه ولم تخفي فرحتها باستبعاده...فرحة لم ينافسها فيها إلا فرحة الشعبين التونسي والمصري برحيل الرئيسين "مبارك وبن علي " وكأننا بصدد رئيس مخلوع وليس لاعب مستبعد ونقص ان تقول : " اللاعب المخلوع كريم زياني "
لقد شكل استبعاد زياني ضربة قاصمة لكل من نسج أساطير حول هذا اللاعب وجعله فرعونا لا يتكلم معه احد داخل المنتخب، وصُوّره على انه اللاعب الذي يفعل أي شيء يحلو له ولا يوقفه احد بل ويتدخل في فرض اللاعبين ووضع الخطط التكتيكية .
خرجة حليلوزيتش بإبعاد " فخامة الرئيس زياني" تعطينا الانطباع أن الأمر في النهاية مرتبط بقوة شخصية المدرب وقدرته على فرض نفسه ، وإذا كان زياني يلعب في المنتخب برغم مستواه المتدني فهذه ليست مشكلته على الإطلاق ، بل مشكلة المدربين ضعاف الشخصية الذين يذبون وينصهرون إمام إشعاع اللاعب القوي ويشركونه وهو في احط مستوياته ....زياني الذي قال انه يحترم قرار المدرب وسيبقى وفيا لبلده ألجم كل من قال انه يلعب في المنتخب "ذراع "أو انه "باترون أو شوشو" وغيرها من المسميات... وبدد كل ما قيل حوله من انه يستدعي نفسه بنفسه ...
ما أحزنني في الحقيقة هو أن يتم نكران كل ما قدمه زياني للمنتخب ...صحيح أن زياني ليس هو زياني الأعوام الماضية ولكن هذا لا يبرر حملة التهجم والتشفي بل والابتهاج المعلن باستبعاده ...
في غمرة كل ذلك نسى الكثيرون أن زياني هو المهندس الحقيقي للتأهل التاريخي إلى كاس العالم الماضية بتمريراته الحاسمة ، كما نسوا انه اللاعب الوحيد الذي رفض المنتخب الفرنسي مذ كان صغيرا وأعلنها صراحة انه لن يلعب إلا للمنتخب الجزائري ، ولم ينتظر حتى تتأهل الجزائر للمونديال ليضع شعارافي معصمه
بالوان الجزائر ولا ليأخذ صورة بعلم الجزائر ...زياني لعب للمنتخب يوم كانت تعيش كرتنا وضعا مأساويا ، يوم كنا نحضر في "أحواش البطاطا " ونلعب مقابلات ودية أمام منتخبات مجهرية... يوم كان يقيم المنتخب في فنادق "خردة " ويسافر في رحلات عادية مع بقية " الغاشي " ...زياني قبل بلده بكل عيوبها وسلبياتها ولم يسجل له التاريخ تقاعسا أو تململا أو ترددا بل انه بسبب المنتخب وإصابته في كل مرة ضيع مشورا احترافيا كبيرا، زياني من اللاعبين القلائل الذين يصرون على وضع بنود في العقود التي تربطهم بالأندية الأوروبية تتعلق بالمنتخب وبصيام رمضان ...زياني صاحب العبارات المشهورة التي يرددها في كل مرة : " من اجل المنتخب سألعب ولو برجل واحدة " " سآتي إلى الجزائر ولو زاحفا " " أتشرف باللعب في بلد مات لأجله الرجال"..... سيسجل لك التاريخ يا زياني بأنك كنت رجلا شهما