التأتأة مشكلة عالمية ، طبية ،نفسية واجتماعية ، تحتاج لفهم ومتابعة وتركيز ، فمشكلة النطق او عدم القدرة على الكلام احيانا بشكل طبيعي ليس بالامر الغريب . و بحسب ما قرأت عن النطق في موقع طبيب اون لاين، تعود orthophonie جذور كلمة تقويم النطق للأصل اليوناني
وهي مركبة اصلاً من الكلمتين:
ortho = تقويم أو تصحيح
Phonie = نطق أو صوت
قيلت كلمة "أورثوفونيا" اليونانية أو تقويم النطق للمرة الأولى في فرنسا سنة 1828 أثناء تأسيس مركز تقويم النطق لتصحيح النطق ومعالجة التأتأة.
تترجم عبارة تقويم النطق بأشكال مختلفة بحسب البلدان:
بلجيكا: logopédie
العالم العربي: تقويم النطق
البلدان الناطقة باللغة الانكليزية: speech therapy
فرنسا : orthophonie
بولندا : logopedia
النرويج: logopedi
يقول المختصون ان التأتأة عادة ماتكون مرتبطة بالقلق النفسي ومراقبة الشخص لتفسه في كيفية اداءه ومن أفضل وسائل علاجها ممارسه التمارين مثل الاسترخاء وهناك مواد مسجلة تساعد في هذا الاطار.كما يمكن للشخص ان يحدد الحروف التي يصعب نطقها وأن يكررها حرفاً حرفاً بصوت منخفض ثم بصوت عالٍ ، كل يوم ، وعلى الشخص أن يأخذ نفساً عميقاً عند بداية الكلام. وهناك من الخبراء من ينصح الشخص بداية بأن يبدأ القراءة لوحده بصوت مرتفع، مع تسجيلها على جهاز تسجيل ثم اعادة سماعها. ثم لاحقا القراءة بحلقة مصغرة مع الأهل والمعارف المقربين، ثم يتم الانتقال الى المحيط الأكبر فالأكبر على مراحل وبخطوات مدروسة.
كما أنه أفضل للإنسان ان يتكلم بتأتأة وتلعثم من ان يصمت ولا يتكلم ، هكذا هي حكمة الطب والمختصين بأمراض اللجلجة التي تشمل التأتأة، التمتمة والفأفأة في النطق. وهناك أيضا حديث للرسول (صلعم) يتناول قضية التأتأة. إذ هناك مسلمون تصعب عليهم تلاوة القرآن بشكل طبيعي بسبب التأتأة، فيعتقد بعضهم ان تلاوته للقرآن غير جائزة ، لكن الصحيح ان القرآن الكريم يقرؤه الإنسان المؤمن بقدر ما استطاع كغيره من الطاعات (فأتقوا الله ما استطعتم). وللقارئ أجر بقدر مستطاعه في هذا المجال، فإذا كان يشق عليه فإن له أجر التلاوة وأجر المشقة فالماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة والذي يقرأ القرآن ويتأتأ فيه وهو عليه شاق فله أجران كما جاء ذلك في الحديث. وهناك من يقول : لقد لاحظنا أن كثير من المتتأتئين يسهل عليهم قراءة القرآن، وهذا من نعم الله تعالى.. وهناك من يقول أن على الشخص الحريص على تلاوة القرآن أن لا ينسى أن يدعو لنفسه (رب اشرح لي صدري، ويسر لي أمري، واحلل عقدة من لساني) .
وقد قام علماء من بريطانيا بإنشاء مكتبة الكترونية على شبكة الانترنت لمساعدة من يعاني من هذه المشكلة. وتحتوي تلك المكتبة على 150 شريطاً صوتياً ويعتقد أخصائيون إنكليز ان نحو ثلاثة ملايين بريطاني يعانون من التلعثم بالكلمات والتأتأة أثناء الحديث، منهم حوالي 100 الف طفل بين سن الخامسة والسادسة عشر، غير انهم يتخلصون من هذه الحالة قبل انتهائهم من مرحلة التعليم الأساسي. أما في بولندا فيقدر عدد هؤلاء بنصف مليون مواطن. ومعروف ان التأتأة توجد لدى الذكور بنسبة اعلى بكثير منها لدى النساء، وعلاجها ممكن، كما أنه يحبذ ومن الأفضل أن يبدأ مع بداية اكتشاف المرض بين سن 3 و5 سنوات بحيث أن إمكانية علاجه بسرعة والشفاء منه كبيرة جدا.
وقد قرأت في موقع مسلمة الالكتروني بعض النصائح المفيدة الموجهة للنساء المصابات بهذا المرض ، واستكمالا لما بدأناه أقدم تلك النصائح للقارئات المحترمات :
" اتبعي الآتي : إياكِ و :
الخجل .. و تذكري أن الحياء مطلوب ولكنه يختلف عن الخجل.
الخوف .. فلا شيء يخيف في الحياة ، تقربي إلى الله تضمني طمأنينة دائمة.
عدم الثقة بنفسك ، بقدراتك .. و انتبهي لمحاسنك و مميزاتك، فهي كثيرة فوق ما تتصورين.
مراجعة الطبيب بانتظام و تقوية عزيمتك للتخلص من التأتأة فهي أهم عوامل الشفاء."..
أما الذي يشعر بالتأتأة أثناء الحديث وهو كبير بالسن ولم يكن يعرفها من قبل عليه الذهاب فورا الى الطبيب لأنها عادة ما تكون من علامات الجلطة الدماغية. وعلاج هذا النوع من التأتأة قد يمنع التلف الكامل للدماغ أو حتى قد ينقذ الحياة.( لا أدري إن كان لازال هناك أدمغة في بلاط الحكام العرب حتى تنطبق عليها هذه الحالة)... ويقول الدكتور نيل شولمان :أما التأتأة في الحديث فقد تمر دون ملاحظة ويمكن أن تقود بسبب ذلك الى جلطة في أحد الأوعية الدموية التي تغذي الدماغ أو نزيف في هذا الوعاء".. لذا فيا ايها الناس احذروا التأتأة التي تمر عليكم وتعتقدون انها عبرت بهدوء ، عليكم التنبه لها والذهاب معها الى المراكز الطبية قبل ان تصابوا بالجلطة الدماغية.
وفي نهاية تأتأتي هذه أحب أن اعلمكم بأنه في أرض الرباط قد تعاظمت نسبة التأتأة بين طلاب المدارس منذ بدأت الانتفاضة الفلسطينية الثانية التي قررت تحرير الوطن من الاحتلال والفساد والانحلال. فمنذ ما بعد اجتياح السور الواقي ازدادت عوارض التأتأة عند طلاب المدارس في الضفة والقطاع بنسبة 21% وذلك بحسب احصائيات الأمم المتحدة في يونيو 2003. وهذا التقرير أصبح الآن متقادما كما أصبحت النسبة أكبر من ذي قبل لأن المجازر الصهيونية في استمرار وتصاعد وتزداد وحشية وقسوة يوما بعد يوم