السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته :
في فصل الصيف ينطلق الناس الى أحضان الطبيعة لملء صدورهم بالهواء،
ولتنشيط الدورة الدموية، والتخلص من الضغوط النفسية، ودب الحيوية و
النشاط في الجسم بعيدا من الإرهاق. والأهم من هذا كله، تشريع الجلد
لأشعة الشمس بهدف الحصول على سحنة أكثر اشراقا ولمعانا. لا بأس من
التعرض للأشعة الشمسية ضمن اطار المعقول والمقبول، فهذه الأشعة مفيدة
في بعث الدفء، وفي تحسين الحال النفسية والمعنوية، وفي صنع الفيتامين
«د» الضروري لامتصاص الكلس وفرشه في العظام والأسنان، وفي
معالجة بعض الأمراض الجلدية ، لكن هناك من يبالغ في التعرض لأشعة
الشمس، طمعا في نيل البشرة البرونزية، ظنا بأن هذا الاسمرار هو أمر
صحي وطبيعي، غير أن الحقيقة ليست كذلك أبدا، فالاسمرار ما هو الا
صرخة انذار يطلقها الجلد دفاعا عنه لحماية نفسه من أضرار أشعة الشمس.
ولكن لا حياة لمن تنادي، فالمولعون بالشمس، يمعنون في التعرض لأشعتها،
فاتحين الباب على مصراعيه لحدوث تغيرات طارئة تجعل الجلد في حال
يرثى لها، اضافة الى زيادة خطر التعرض لسرطان الجلد، واحتمال الاصابة
بالضربة الشمسية ، والضربة الشمسية حال اسعافية خطرة يمكن أن تطاول
الكثيرين، رجالا ونساء، كبارا وصغارا ، ان أشعة الشمس الساطعة، تؤدي
الى ارتفاع حرارة الجو وبالتالي حرارة الجسم، ولمواجهة هذا الوضع يقوم
هذا الأخير بانتاج العرق للحفاظ على درجة حرارة البدن الطبيعية.
ولكن لسبب من الأسباب، يمكن أن تتعرض آلية التعرق للافلاس، فعندها تقفز
حرارة الشخص نحو الأعلى الى درجة أنها قد تصل الى 42 أو 43 درجة
وربما أكثر، واضافة الى ارتفاع الحرارة يعاني الشخص المصاب بالضربة
الشمسية من العوارض والعلامات الآتية:
- جفاف الجلد واحمراره.
- الضعف العام والدوخة والصداع.
- الغثيان والتقيؤ والاسهال.
- تشوش في الرؤية.
- تسارع في ضربات القلب، وأحيانا عدم انتظامها.
واذا استمر ارتفاع الحرارة طويلا تظهر على المريض علامات تدل على
فشل الدورة الدموية، وفشل الكلية، وفشل الكبد، اضافة الى الهذيان وفقدان
الوعي والاختلاجات، وقد تنتهي الاصابة بالموت، اذا لم يتم اسعاف المريض
بالسرعة اللازمة.
ان أفضل شيء يمكن فعله لتفادي الوقوع تحت رحمة الضربة الشمسية
وعواقبها الثقيلة، هو التقيد بالنصائح الآتية:
- اللجوء الى الظل عندما تكون أشعة الشمس قوية.
- ارتداء ملابس قطنية خفيفة وفضفاضة وفاتحة اللون.
- وضع قبعة على الرأس أو استعمال المظلة الشمسية.
- شرب السوائل في شكل منتظم ومستمر.
- الامتناع عن استعمال الزيوت والكريمات التي تسد مسام الجلد، فتمنع
التعرق الضروري للحفاظ على حرارة الجسم ضمن الحدود الطبيعية.
- تناول أغذية غنية بمعدن السيلينيوم (ثوم، بصل، ملفوف، قنبيط، حبوب
كاملة) وفيتامين بيتاسكاروتين (جزر، مشمش، فواكه جافة، بقدونس)
والفيتامين E ( لوز، عنب...)، فهذه العناصر لها أهمية كبرى، اذ تساعد
في تعزيز دفاعات الجلد وحمايته من أذى الأشعة الشمسية.
ان التعرض لأشعة الشمس لفترات طويلة وسط جو حار يؤدي الى ارتفاع
مضطرب في حرارة الجسم، وكلما كان الارتفاع شديدا كان الخطر ماحقا،
فاذا ترافق هذا الارتفاع مع شلل في ميكانيكية التعرق، فان هذا سيقود الى
خلل طارئ في عمل الأجهزة الحيوية كالقلب والرئة والكلية والدماغ والكبد.
واذا بلغت حرارة الجسم 41 الى 42 درجة مئوية، فان المضاعفات ممكنة
جدا، وقد تقود الى الوفاة، من هنا أهمية التشخيص المبكر لاعطاء العلاج
المناسب بالسرعة المناسبة من أجل انقاذ حياة المصاب.
الوقاية خير من العلاج ...
هــمــ الحنين ــس