حيوانات شرسة ممنوعة بأوروبا تتجول بشوارعنا
احتدمت معركة مرافعات ساخنة أول أمس، بالمحكمة الإبتدائية لشلغوم العيد بولاية ميلة، على خلفية قضية تعرض شخص لهجوم كلب من نوع "بيتبول"، حيث اعتبرها دفاع الضحية جريمة مفجعة، مشيرا لخطورة تربية هذه الكلاب الشرسة، وعدم التحكم فيها. فيما دافع محامي المتهم بشراسة عن الكلاب التي تدلل وتعامل في الغرب أفضل من البشر" عندنا كما قال.
* القضية حدثت الشهر المنصرم، حينما كان الضحية متوجها لبيته في حدود الساعة الثامنة ليلا، استفزه المتهم الذي كان برفقة صديقه بكلام جارح، ثم انهال عليه بخنجر في أماكن متفرقة من جسده، وبعدها حرض عليه كلبه من فصيلة "بيتبول"، الذي انقض عليه بشراسة والتهم من لحمه "هبرا" وتركه في غيبوبة نقل على إثرها لمصلحة الاستعجالات، حيث قدر الأطباء عجزه عن العمل بمدة خمسين يوما. وبالمقابل أنكر المتهم البالغ من العمر 20 سنة تماما التهمة التي توبع بها، والمتمثلة في الضرب والجرح العمدي بسلاح أبيض وتحريض حيوان على التهجم على الغير. وأوضح أن الضحية كان سكرانا وتلفظ بعبارات غير لائقة، ثم انقض على الواجهة الزجاجية لكشكه فانكسرت، مما سبب له تلك الجروح. فخرج من الكشك ليبعده عنه وأثناءها بادر كلبه بمهاجمة الضحية، من دون أن يحرضه، بل سارع إلى توقيفه. وهي النقطة التي انطلق منها دفاع الضحية الذي أكد أن هذه الفصيلة من الكلاب لا يمكن أن تهاجم أحدا، إذا لم يتم تحريضها، لأنها من الكلاب المخلصة لمالكيها. وهي من أخطر أنواع الكلاب لأنها تُهَجّن من أقوى الكلاب وتستخدم أصلا لقتال الكلاب الشرسة، وعضتها تعادل أحيانا نصف طن. وهي ممنوعة من الدخول إلى ألمانيا والسويد وبعض مناطق شمال أمريكا، حتى أن بعض الدول تشترط خصي هذه الكلاب، واستعمال كمامات في الأماكن العامة، "لكونها إن عضت فلا ترضى إلا بقضم "هبرة" معتبرة"، على حد تعبير الدفاع مستشهدا بما حصل مع موكله، وموضحا فداحة ما تعرض له. حسب تقرير الطبيب الشرعي مما قد يسبب له عاهة مستديمة، لكن دفاع المتهم استغرب لمحاولة توريط الكلب في حادثة عابرة، مؤكدا أن ذلك الكلب "لم يكن سكرانا ولا مزطولا" ولو لم يُستفز لما تحرك، وهو كلب يملك وثائقه الرسمية، والحقيقة كما قال إن الضحية هو من استفزه وهو الذي كان ثملا لما كسر زجاج الكشك وسبب لنفسه تلك الجروح، ومن الظلم إلقاء اللوم على الكلاب لكونها معروفة بوفائها، حتى أنها في الغرب تدلل وتعامل أفضل من البشر عندنا، وطالب تحديد نسبة مسؤولية الكلب فيها ونسبة مسؤولية المتهم، فيما أصاب الضحية كي يكون الحكم عادلا، وكيل الجمهورية طالب بإدانة المتهم بعشر سنوات حبسا لتقضي المحكمة صبيحة أمس، بمعاقبته بسنتين حبسا نافذا وغرامة 10 ملايين سنتيم، وتعويضا أوليا للضحية بقيمة أربع ملايين سنتيم.