منتديات عـــــــــائـلة تـــــــابــــلاط
. التغيير 933339 .
بقلوب ملؤها المحبة


وأفئدة تنبض بالمودة
وكلمات تبحث عن روح الاخوة
نقول لكِ أهلا وسهلا
اهلا بكِ بقلوبنا قبل حروفنا
بكل سعادة وبكل عزة
منتديات عائلة تابلاط

منتديات عـــــــــائـلة تـــــــابــــلاط
. التغيير 933339 .
بقلوب ملؤها المحبة


وأفئدة تنبض بالمودة
وكلمات تبحث عن روح الاخوة
نقول لكِ أهلا وسهلا
اهلا بكِ بقلوبنا قبل حروفنا
بكل سعادة وبكل عزة
منتديات عائلة تابلاط

منتديات عـــــــــائـلة تـــــــابــــلاط
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


عائلــ الاخلاق الصدق الصبر العدل العفو الرفق التعاون الحلم الامانة الاخوة العمل الامل المشورة التواضع ــة تابــلاط
 
الرئيسيةعائلة تابلاطأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 التغيير

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
فارس المنتدى

فارس المنتدى


التغيير Hh7.net_13102023561
الجنس : ذكر
العـمـل : الحمد لله
هوايتي المفضلة : الانترنات و الرياضة
وسام : وسام العضو
منتديات عائلة تابلاط : توقيع المنتدى

التغيير Empty
مُساهمةموضوع: التغيير   التغيير Clockالخميس 22 ديسمبر 2011 - 17:39

التغيير

بقلم الأستاذ :- عبد الرزاق السيد

أيها المسلمون :- يقول الله تعالى في كتابه العزيز :- ( إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ ) سورة الرعد: 1 .. هذه الآية :- مفتاح من مفاتيح العلاقة بين الله وخلقه، هذه الآية سنة كونية يسطرها لنا الباري عز وجل في كتابه حتى نكون على بينة ، وحتى لا نبتعد عن الجادة ونتوه عن الصواب، وحتى لا نضيِّع العروة الوثقى. هذه آية تمثل معادلة ثابتة مفادها أن الله لن يغير حال قوم من وضع مرضي مريح إلى وضع ضنك مذموم أو العكس إلا إذا غير هؤلاء القوم ما في قلوبهم، فإذا وجهوا قلوبهم إلى مولاهم وامتثلوا أوامره وابتعدوا عن نواهيه غيّر الله حالهم إلى أحسن حال، وإذا توجهت قلوبهم إلى الشهوات وارتكست أنفسهم في حمأة الرذيلة غيّر الله حالهم إلى أسوأ حال، يقول سبحانه :- ( فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى *وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى ) سورة طه: 123، 124

هذا القانون الإلهي ـ عباد الله ـ يعلمنا أننا لكي ننعم بحياة آمنة مرضية يأتينا رزقنا رغدًا فإننا لا بد أن نتفقد قلوبنا ونتفقد علاقتنا بمولانا، لا بد أن نرضي مولانا عز وجل، وعبثًا نحاول أن نصلح أحوالنا إذا نسينا هذا القانون الإلهي أو تجاهلناه، فسنن الله سبحانه لا تتغير ولا تتبدل ، ( سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً ) سورة الأحزاب: 62

________________________________________________

كثيرا ما يتذمر الناس من ضيق الرزق، وكثيرا ما يتذمرون من واقع الحال إذا لم يكن مواتيا لهم، ولكنهم قليلا ما يسألون أنفسهم أو يسائلونها: ما حالها مع خالقها ومع بارئها؟ هل انصاعت له حتى تنصاع لها الأمور؟ وهل انقادت له حتى تنقاد لها الأسباب؟ هل فارقت أهواءها وشهواتها؟ هل نظرت إلى الدنيا نظر من علم حقيقتها وقدرها ونظر من علم أنه سيفارقها إلى لقاء مولاه وخالقه سبحانه؟ هل سعت إلى إصلاح حالها كي تنصلح أحوالها؟ يقول صلى الله عليه وسلم :- ( من كانت الآخرة همه جعل الله غناه في قلبه ، وجمع له شمله، وأتته الدنيا وهي راغمة ، ومن كانت الدنيا همه جعل الله فقره بين عينيه، وفرق عليه شمله، ولم يأته من الدنيا إلا ما قدر له ) أخرجه الترمذي

إن الله إذا غيّر حال الناس من الشر إلى الخير فبشيء فعلوه، وإذا غيّر حالهم من الخير إلى الشر فبشيء فعلوه، يقول سبحانه :- ( ذَلِكَ بِأَنَّ اللّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ وَأَنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) سورة الأنفال: 53

إن الله سبحانه غيّر حال أقوام من الضعف إلى القوة ومن الذل إلى العز لما رجعوا إليه واتقوه، يقول سبحانه ممتنا على المهاجرين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين فارقوا ديارهم وضحوا بأموالهم في سبيل دينهم ، يقول سبحانه :- ( وَاذْكُرُواْ إِذْ أَنتُمْ قَلِيلٌ مُّسْتَضْعَفُونَ فِي الأَرْضِ تَخَافُونَ أَن يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُم بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ) سورة الأنفال: 26، قال قتادة كما عند ابن كثير :- " كان هذا الحي من العرب أذل الناس ذلاً ، وأشقاه عيشًا، وأجوعه بطونًا، وأعراه جلودًا، وأبينه ضلالاً، من عاش منهم عاش شقيًا، ومن مات منهم ردي في النار، يؤكلون ولا يأكلون، واللّه ما نعلم قبيلاً من حاضر أهل الأرض يومئذ كانوا أشر منزلاً منهم، حتى جاء اللّه بالإسلام، فمكّن به في البلاد، ووسع به في الرزق، وجعلهم به ملوكًا على رقاب الناس، وبالإسلام أعطى اللّه ما رأيتم، فاشكروا اللّه على نعمه، فإن ربكم منعم يحب الشكر، وأهل الشكر في مزيد من اللّه " انتهى.

________________________________________________

أيها المسلمون ـ إن الله ينزل نصره على عباده إذا هم توكلوا عليه وأسلموا الأمر إليه واستجابوا لأمره، يقول سبحانه عن طالوت ومن معه من المؤمنين الذين جاوزوا النهر لملاقاة جالوت وجنده، يقول سبحانه :- ( فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ قَالُواْ لاَ طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاَقُوا اللهِ كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللهِ وَاللهُ مَعَ الصَّابِرِينَ *وَلَمَّا بَرَزُواْ لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُواْ رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ *فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ اللّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ وَلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَكِنَّ اللهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ *تِلْكَ آيَاتُ اللهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ ) سورة البقرة: 249-252، هكذا يتغير الحال من حال الضعف إلى حال القوة إذا أناب العباد إلى الله ووحدوه، وهكذا ينصرهم سبحانه، وكيف لا ينصر الله عباده المؤمنين وقد جعل نصرهم حقا لازما عليه سبحانه حيث يقول :- ( وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ ) سورة الروم: 47

إن الله سبحانه يغير حال الفقر إلى حال الغنى وييسر الأرزاق إذا غيّر الناس ما بأنفسهم، فوثقوا فيما عند الله، وابتعدوا عن الحرام، وسعوا إلى طلب الحلال، يرزقهم إذا حققوا التقوى والتوكل، فهو القائل :- ( وَمَن يَتَّقِ اللهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا *وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا ) سورة الطلاق: 2، 3

________________________________________________

لا يمكن طلب الرزق بدون توكل على الله ويقين كامل بأن المخلوقين مهما عظموا لا يملكون من رزق العبد شيئا، فإذا غاب التوكل اختلطت الأمور وساء الحال ، يقول صلى الله عليه وسلم :- ( لو أنكم توكلتم على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير؛ تغدو خماصا وتروح بطاناً ) أخرجه ابن ماجة عن عمر رضي الله عنه.

إن الله يرزق عباده ويزيدهم من فضله إذا هم شكروه على نعمه وبذلوا منها في سبيله، يقول سبحانه :- ( وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ) سورة إبراهيم

يأتي الرزق الطيب ويتيسر ـ عباد الله ـ بقدر الرجوع إلى الله وبقدر خشيته وبقدر معرفة حق الله في المال، أما إذا خبثت النفوس وابتعد الناس عن جادة الحق فإن الأرزاق تتعسر وتصعب، يقول سبحانه :- ( وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لاَ يَخْرُجُ إِلاَّ نَكِدًا كَذَلِكَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ ) سورة الأعراف: 58

________________________________________________

إن البركات لا تنزل إلا حيث يريد الله عز وجل، والبركات ليست في كثرة العرض، ولكن في العيشة الراضية وتيسر الأمور. هذه البركات ينزلها الله سبحانه ويفتحها على عباده من السموات والأرض إذا أحلوا الإيمان في قلوبهم محل الكفر والفجور واتقوا ربهم عز وجل حق تقاته، يقول سبحانه :- ( وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ ) سورة الأعراف: 96

ومما يحفظ النعم على أصحابها البذل منها ونفع الناس بها ومعرفة حق الفقير والمسكين والبائس، يقول صلى الله عليه وسلم كما في صحيح الجامع من حديث ابن عمر:- ( إن لله تعالى أقواما يختصهم بالنعم لمنافع العباد، ويقرها فيهم ما بذلوها، فإذا منعوها نزعها منهم فحولها إلى غيرهم ) ، وصح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال :- ( ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما :- اللهم أعط منفقاً خلفاً، ويقول الآخر: اللهم أعط ممسكاً تلفاً )

________________________________________________

إن الله سبحانه يغير من حال الخوف والتوجس إلى حال الأمن والتمكين إذا عرف الناس ربهم وعبدوه وتناصحوا فيما بينهم وأقاموا شعائر دينهم كما أمرهم سبحانه، يقول تعالى :- ( وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ) سورة النور: 55.

هذا وعد إلهي من الله لا يتخلف أبدا؛ لأن الله تعالى لا يقول إلا الصدق، ( وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللهِ قِيلاًً ) سورة النساء: 122 ، ( وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللهِ حَدِيثًاً ) سورة النساء: 87 .. هذا الوعد يقول للعباد :- حققوا الإيمان والعمل الصالح يتحقق لكم الاستخلاف في الأرض وتمكين الدين، وتبدلون من بعد خوفكم أمنا، بل إنه سبحانه يتخذ من عباده أئمة يقودون الناس إلى الخير ويعرفونهم بربهم إذا هم صبروا وآمنوا، يقول سبحانه :- ( وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ ) سورة السجدة: 24، ويقول صلى الله عليه وسلم فيما أخرجه أحمد من حديث أبيّ :- ( بشر هذه الأمة بالسناء والدين والرفعة والنصر والتمكين في الأرض، فمن عمل منهم عمل الآخرة للدنيا لم يكن له في الآخرة من نصيب ).

________________________________________________

هذه ـ إخوة الإيمان ـ سنن الله في تغيير أحوال الناس، وهذه تعاليمه سبحانه وتوجيهات نبيه صلى الله عليه وسلم للمسلمين؛ لكي ينالوا سعادة الدنيا والآخرة، فعضوا عليها بالنواجذ، وضعوها في سويداء القلوب، وذكروا أنفسكم بها ، ( فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ ) سورة الذاريات: 55

أيها المسلمون ، إن أحوال المسلمين على مستوى الأفراد وعلى مستوى الأمة ككل لن تنصلح إلا إذا أصلح الناس أحوالهم وعادوا إلى حياض دينهم وابتعدوا عن الذنوب والمعاصي وخرجوا من غمرات الملاهي والغفلات واستسلموا لله بدل استسلامهم للشهوات، لا بد أن ننصر الله ودينه حتى ينصرنا عز وجل، فهو القائل :- ( إِنْ تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ ) سورة محمد: 7

________________________________________________

لا بد من الصبر والتقوى حتى نتخذ حصانة من كيد الأعداء، يقول سبحانه :- ( وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ ) سورة آل عمران: 120.. لا بد أن نستجيب لله سبحانه حتى ننعم بعفوه ورضوانه، يقول سبحانه :- ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ) سورة الأنفال: 24

يقول ابن القيم كما في الفوائد :- ( تضمنت هذه الآية أمورًا: أحدها أن الحياة النافعة إنما تحصل بالاستجابة لله ورسوله، فمن لم تحصل له هذه الاستجابة فلا حياة له وإن كان له حياة بهيمية مشتركة بينه وبين أرذل الحيوانات، فالحياة الحقيقية الطيبة هي حياة من استجاب لله والرسول ظاهرا وباطنا، فهؤلاء هم الأحياء وإن ماتوا، وغيرهم أموات وإن كانوا أحياء الأبدان؛ ولهذا كان أكمل الناس حياة أكملهم استجابة لدعوة الرسول صلى الله عليه وسلم ، فإن كل ما دعا إليه ففيه الحياة، فمن فاته جزء منه فاته جزء من الحياة، وفيه من الحياة بحسب ما استجاب للرسول ) انتهى.

هكذا ـ إخوة الإيمان ـ لا تكون السعادة ولا تكون الحياة الطيبة الهنية ولا يكون الجزاء الحسن يوم القيامة يوم الحسرة والندامة إلا بالالتجاء إلى الله وبالاعتصام بدينه والتمسك بحبله والإتباع الصادق لنبيه صلى الله عليه وسلم ، يقول سبحانه :- ( مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ ) سورة النحل: 97

فاتقوا الله عباد الله، وراقبوه في السر والعلن، واعلموا أن النجاح لا يكون إلا بالجد، وأن الثواب لا يكون إلا بالعمل، وأن الموت بالمرصاد، فإذا نزل بساحة ابن آدم حيل بينه وبين العمل، ولم ينفعه عندها إلا ما قدم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Dr.SoUfI

Dr.SoUfI


التغيير Hh7.net_13102023561
الجنس : ذكر
وسام : وسام العضو
منتديات عائلة تابلاط : توقيع المنتدى

التغيير Empty
مُساهمةموضوع: رد: التغيير   التغيير Clockالخميس 22 ديسمبر 2011 - 20:50

جزاك الله كل خير3
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
التغيير
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» جحا في زمن التغيير
»  كيف يكون التغيير
» أنت بطل التغيير في رمضان
» قوة التغيير بين العلم والقرآن
» القرآن كتاب التغيير

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات عـــــــــائـلة تـــــــابــــلاط :: فــئـة الاسلاميــــات ::  المنتديات الاسلامية :: منتدى الشريعة و الحيـــــــاة-
انتقل الى:  
....................
اخر الاخبار الوطنية
جميع حقوق منتديات عائلة تابلاط محفوظة
 جميع الحقوق محفوظة لـ{منتديات عائلة تابلاط} ®
حقوق الطبع والنشر © 2010 - 2011

جميع ما يكتب في المنتدى يعبر عن وجهة نظر الكاتب شخصيا ولا يمثل رأي منتديات عائلة تابلاط ولا القائمين عليه أو اهدافهم أو توجهاتهم
الترحيـب و التواصل مع الاعضاء|التهانـي والتبريكات|الدعاء للمرضى و التعازي و المواساة|تابلاط للاخبار اليومية+مواقع للصحف الجزائرية |ملتـقـى عائلة تابلاط|كل ما يخص مدينة تابلاط|تاريخ و ثقافة الـجزائـر|شخصيات جزائرية هامة|خصوصيات ادم|خصوصيات حواء|الـطفـل و الـطــفولـة|مطبخ المنتدى|الاثات و الديكور|الاناقة والجمال|نصائح و تجارب منزلية|طبيب عائلة تابلاط|تطوير الذات|الحورات و النقاشات الهامة والجادة |العلوم و المعلومات العامة|فلسطين الحبيبة|البـيـئة والطبيعة و عالم الحيوانات| شخصيات عربية و عالمية |القصص و الرويات المتنوعة |حدث في مثل هذا اليوم| الأعياد والمناسبات|السيارات والشاحنات و الدرجات|الأمثال و الحكم و الأقوال|تابلاط الافـكار و المواهـب|أشعاري و خواطري|منتدى الشريعة و الحيـاة|خيمة شهر رمضان|دليلك في الحج و العمرة|التاريخ و الحضارة الاسلامية|تـابلاط الدردشة و الفرفشة|تابلاط نكت*نكت|المسابقـات و الالغـاز|السيـاحة بكل انواعها| صـور*صـور|كرة القدم الجزائرية|كرة القدم العالمية|رياضات متنوعة|بحوث مدرسية|المحاضرات و البحوث الجامعية|معلومات و اخبار|جامعية التعليم و الدراسة بالمراسلة|السنة الاولى ثانوي|السنة الثانية ثانوي|بكالوريــا2011|السنة الاولى متوسط|السنة الثانية متوسط|السنة الثالثة متوسط|السنة الرابعة متوسط (bem)|مواقـع مفيــدة و اخرى مسلية|بـرامج الهـاتف|برامج الكمبيوتر و الانترنات|الالعاب الالكترونية|استقبال القنوات +أنظمة التشفير التلفزيونية|التقنيات المتقدمة |قسم الاعلانات الادارية للاعضاء| معلومات موقع منتديات عائلة تابلاط|السيرة العطرة و قصص الانبياء|الاعجاز العلمي في القران و السنة|
وقف لله
تــنــويـة : أبـريء ذمتي أنا صـاحـب ومـؤسس منتديات عائلة تابلاط أمام الله ان حـصـل تعارف أو صداقات غير شرعية بين الأعضاء داخل المنتدى
منتديات عائلة تابلاط لا يهدف الى الربح أو التجارة بأي شكل من الاشكال
المنتدى وقف لله تعالى لي و لوالدي و لجميع الأعضاء والمسلمين و المسلمات الأحياء منهم والأموات
-
اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ عِلْمًا نَافِعًا وَرِزْقًا طَيِّبًا وَعَمَلا مُتَقَبَّلا-