توفي اليوم الرئيس الأسبق للجزائر أحمد بن بلة بمقر سكناه عن عمر يناهز 96 سنة, و هذا حسب ما علم من مصادر مقربة من أسرة الفقيد.
ويعتبر بن بلة "البالغ من العمر 96 عاما" أول رؤساء الجزائر بعد الاستقلال وأحد الوجوه البارزة في حرب التحرير الجزائرية, وكان أحد المؤسسين البارزين لحزب جبهة التحرير الوطني. إرتبطت حياة بن بلة بالنضال السياسي الجزائري خلال الاستعمار الفرنسي، إذ تأثر كثيرا بأحداث 8 ماي 1945 التي قتل خلالها 45 ألف شهيد من الجزائريين على يد الجيش الفرنسي، ما جعله يدخل النضال السياسي وينضم إلى حزب الشعب الجزائري ثم بعد ذلك إلى حركة انتصار الديمقراطية، قبل أن ينتخب مستشارا لبلدية مغنية، مسقط رأسه، في عام 1947. عرف عن بن بلة أنه من أشد المناهضين للتواجد الفرنسي بالجزائر، الأمر الذي دفعه إلى إنشاء منظمة خاصة مهمتها مهاجمة بعض المواقع الفرنسية في الغرب الجزائري. وكان عمله العسكري الأول مهاجمة مركز بريد وهران في 1949بمساعدة من حسين أيت أحمد ورابح بيطاط شخصيتين وطنيتين لعبتا دورا محوريا خلال الثورة الجزائرية.
سجن بلة عدة مرات في عهد الاستعمار ومرة واحدة بعد الاستقلال
ألقت السلطات العسكرية الفرنسية القبض على الرئيس الجزائري الأول في 1950 وسجنته لمدة سنتين بالعاصمة قبل أن تحكم عليه مجددا بالسجن سبع سنوات. لكن ابن مغنية نجح في الفرار من السجن في 1952 والتحق بالقاهرة حيث كان يتواجد زعيمان جزائريان هما حسين أيت أحمد ومحمد خيضر في الوفد الخارجي لجبهة التحرير الوطني. وأمام تزايد نشاطات بن بلة المعادية للاستعمار الفرنسي، سجن الرجل مرة ثانية في عام 1956 خلال عملية القرصنة الجوية التي نفذها الطيران العسكري الفرنسي ضد الطائرة التي كانت تنقله من المغرب إلى تونس برفقة قادة آخرين لجبهة التحرير الوطني، بينهم حسين أيت أحمد ورابح بيطاط ومحمد بوضياف ومصطفى لشرف الذي شغل منصب وزير التعليم في عهد بومدين.
وظل بن بلة معتقلا حتى وصل الرئيس الأسبق الشاذلي بن جديد إلى السلطة عام 1980 فأصدر عفوا عنه ثم غادر الجزائر متوجها إلى باريس حيث أنشأ بفرنسا الحركة الديمقراطية بالجزائر ثم توجه إلى سويسرا في منفى اختياري. وفى 29 سبتمبر عام 1990 عاد بن بلة نهائيا إلى الجزائر وتولى رئاسة اللجنة الدولية لجائزة القذافي لحقوق الإنسان.
و على إثر هذا المصاب الجلل تتقدم أسرة النهار الجديد بتعازيها الخالصة لعائلة الفقيد راجية من المولى عز و جل أن يسكنه فسيح جنانه.
إنا لله و إنا إليه راجعون