أعلنت، ليلة أول أمس، حالة استنفار قصوى إثر اندلاع حريق مهول بدار النقود، مقر المطبعة الرسمية لبنك الجزائر، في العاصمة، ما أدى إلى إتلاف المواد الأولية المتمثلة في الورق المستعمل في طباعة النقود
وجوازات السفر البيومترية والطوابع الضريبية وكذا شهادة الميلاد ''خ 12 ''.
اندلع الحريق في حدود الساعة التاسعة والنصف من مساء أول أمس، بعدما شاهد السكان دخانا كثيفا ينبعث من دار النقود المتواجدة بـ10 شارع المعدومين بالرويسو في العاصمة، أعقبه انفجار مدوٍ، قبل أن تتدخل مصالح الحماية المدنية في حدود الساعة التاسعة و48 دقيقة، بعدما امتدت ألسنة اللهب بسرعة إلى جميع أرجاء المطبعة.
وحسب المكلف بالإعلام على مستوى مديرية الحماية المدنية لولاية الجزائر الملازم الأول سفيان بختي الذي تحدث لـ''الخبر''، فإن عملية إطفاء الحريق استمرت إلى غاية الساعة الثالثة و26 دقيقة صباحا، غير أن رجال الإطفاء واصلوا إطفاء الرماد إلى غاية منتصف نهار أمس. وقال محدثنا إنه تم تجنيد أكثر من 200 عون و28 شاحنة إطفاء و3 سلالم هوائية و5 سيارات إسعاف، من أجل منع النيران من الانتشار في جميع طوابق المطبعة، وأتى الحريق على مقر الإدارة المتكون من طابقين، وامتد إلى المستودع حيث يتم تخزين المواد الأولية، ما تسبب في إتلاف حزمات الأوراق الخاصة المستعملة في النقود وورق جوازات السفر. ولم تسجل أي خسائر بشرية باستثناء إصابة 6 أعوان من الحماية المدنية بجروح طفيفة، نظرا لحجم الحريق المهول الذي جندت له كافة الإمكانات المادية والبشرية، لتجنيب الجزائر ''كارثة اقتصادية'' في حال احترقت آلات طبع النقود التي لا تقدر بثمن، كما أوضحت مصادر خاصة لـ''الخبر''.
وعرفت عملية إطفاء الحريق حضورا مكثفا لرجال الأمن والمدير العام للحماية المدنية، مصطفى لهبيري، وعدد من مسؤولي بنك الجزائر ووزارة المالية والداخلية، نظرا لخصوصية المكان الذي يمثّل سيادة الدولة، لما يحتويه من وثائق ومواد تستعمل في صنع جوازات السفر البيومترية وشهادات الميلاد ''خ ''12 وكذا الصكوك البنكية والبريدية والطوابع الضريبية، بالإضافة إلى طبع النقود. وقد تم تطويق المكان وفرض حراسة مشددة، حيث لم يسمح بالدخول لأي شخص، في حين باشرت الشرطة العلمية تحقيقاتها الأولية لمعرفة أسباب الحريق، التي لا تزال مجهولة، كما تم غلق كل المنافذ المؤدية إلى الدار للحيلولة دون انتشار المواد الكيماوية المحترقة. وعلمت ''الخبر''، أمس، أنه تم استدعاء مدير دار النقود والحراس من أجل استجوابهم.
وكشفت مصادر ''الخبر'' أن عمالا بدار النقود اشتكوا، قبل أسبوع، من رائحة حريق في الطابق الأول، ليندلع بعدها بيوم واحد، حريق في أحد المكيفات الهوائية، غير أنه تم التحكم فيه. ولا يستعبد أن يكون الحريق راجع إلى شرارة كهربائية، وهو ما يطرح علامات استفهام حول مدى احترام معايير السلامة في مرفق حساس كدار النقود. ولا تستبعد مصادر ''الخبر'' وقوع أزمة في الوثائق، على غرار شهادة الميلاد ''خ ''12 وجوازات السفر البيومترية، في الأيام اللاحقة، خصوصا أن المطبعة كان تشهد عجزا من قبل.