أقدمت مصالح الدرك الوطني في العديد من الولايات على إتلاف عدد مساحات مغروسة بكميات هائلة من "الدلاع" مسقي بمياه ممزوجة بغاز البوتان، لتنفيخه وتكبير حجمه وزيادة وزنه حيث جعلتها تبدو ذات نوعية جيدة، رغم خطورته على صحة المستهلكين.
وفي السياق كشفت مصادر "الشروق" أن مصالح الدرك تلقت معلومات بأسلوب جديد من الغش يعتمده الفلاحون وخلال تنقلها إلى المكان أقدمت على إتلاف العديد من المستثمرات الفلاحية، في عدد من ولايات الوسط والغرب الجزائري على غرار منطقة "بوحنيفية" بولاية معسكر، وكذا تلمسان، غليزان وتيبازة والبليدة، حيث أوقفت أصحاب هذه المستثمرات الفلاحية في حالة تلبس وهم يقومون بإفراغ قارورات غاز البوتان الذي تبلغ نسبة ذوبانه حسب التحقيقات الأولية التي قامت بها فصائل الأبحاث التابعة لدرك الولايات المعنية 70 بالمائة في أحواض مائية التي تسقى بها هذه الفاكهة، حيث تقوم الغازات التي يحتويها البوتان، بتنفيخ حجمها وزيادة وزنها بالضعف، بطريقة يجعل "الدلاعة" تبدو كبيرة الحجم وذات نوعية جيدة والأخطر من ذلك هو قيام بعض الفلاحين بخلط المازوت في مياه السقي حتى يبدو أحمر، بالرغم من أنه يشكل تهديدا للصحة العمومية بعد استهلاكها، يصل إلى حد الموت.
وعن الأعراض التي يسببها "الدلاع" المسقي بمياه ممزوجة بغاز البوتان بمجرد تناوله أكد رئيس المؤسسة الوطنية لترقية وتطوير البحث "فورام" البروفيسور مصطفى خياطي أن غاز البوتان عندما يلتقي بالماء والهواء يطلق غازات أخرى خطيرة جدا على صحة المواطنين، وخاصة أن غاز البوتان يحتوي على غاز شائع وهو غاز ثاني أكسيد الكربون، الذي يتسبب بمجرد استنشاقه في مقتل 200 شخص سنويا، وتسميم ألاف الآخرين، وعليه يضيف محدثنا فإن تناول "الدلاع" المسقي بالمياه الممزوجة بغاز البوتان، له تأثير على جسم الإنسان على المدى القريب والبعيد، حيث يسبب الغثيان والإسهال والدوخة مباشرة بعد تناوله أي في المدى القريب، فيما يسبب أمراض الكبد والكلى والربو وأمراض الجهاز العصبي على المدى البعيد.
وكانت مصالح الدرك في الأيام القليلة الماضية قد أوقفت في 10 ولايات، عشرات الفلاحين يقومون بسقي الدلاع والفواكه الأخرى من مياه قنوات الصرف، ويوهمون المواطنين على أنها طازجة بعد أن حرصوا على تغذيتها بالمياه القذرة، فيما حررت ذات المصالح خلال السداسي الأول من السنة الجارية 33 قضية متعلقة بخرق قوانين السقي عن طريق سقي الأراضي الفلاحية بالمياه القذرة، في 10 ولايات ويتعلق الأمر بباتنة، بسكرة، البليدة، تبسة، سطيف، سكيكدة، المدية، المسيلة، معسكر، البيض.
أسعار الخضر تناطح السحاب في ولايات الغرب
عرفت أسعار الخضر والفواكه في أسواق غرب البلاد، التهابا حيث لاقت سخطا كبيرا بين محدودي الدخل، الذين صدموا جراء هذه الأثمان غير المعقولة، وناهز سعر الكيلوغرام من "الكورجات" في أسواق الشلف الـ140 دج، فيما تعدى الجزر 120 دينار بعدما وصل يومي العيد 250 دينار والخس 100 دج، السيناريو ذاته تكرر في أسواق باقي ولايات الجهة الغربية، على غرار تيارت وتيسمسيلت وتلمسان، أما في وهران، فقد عانى السكان من ندرة مادة الخبز التي دفعت بهم إلى تشكيل طوابير مكتظة أمام بعض المخابز القليلة التي فتحت أبوابها بعد العيد، هذه الوضعية دفعت بالمطاعم إلى توقيف نشاطها بسبب عدم تموينها بالخبز.. وفي المقابل لجأ الكثير من تجار الخضر والفواكه في الأسواق الرسمية إلى رمي المنشفة أمام هيمنة التجارة الموازية على أسواق الخضر والفواكه، كما أكد بعض التجار الذين تحدثت إليهم "الشروق" أن المشكل لا يكمن في نقص مثل هذه المواد، وإنما في الفلاح الذي بات يجد صعوبة كبيرة في إيجاد عمال الحرث والبذر وجني المنتوج، ناهيك عن نقص الرقابة عبر الأسواق.