أطلق أكثر من مليون جزائري حملة على شبكة التواصل الاجتماعي "الفايسبوك" لمطالبة اتصالات الجزائر بحجب المواقع الإباحية على شبكة الأنترنت في الجزائر، كما أعلن آلاف الجزائريين من جهة أخرى عن عريضة وطنية على أحد المواقع العربية، من أجل جمع التوقيعات لمطالبة اتصالات الجزائر بحجب هذه المواقع، محذرين من خطورة هذه المواقع، وداعين الشباب من الجنسين إلى المشاركة في حشد المجتمع للضغط على الجهات المسؤولة، وإجبارها على تشفير مثل هذه المواقع، ومن ثم سد الباب أمام الأبعاد النفسية والأخلاقية الخطيرة، والسلوكات الشاذة التي تنشرها هذه المواقع في أوساط الجزائريين، خاصة وأن معظم الشباب والأطفال الذين يملكون أجهزة كومبيوتر في غرفهم، يقضون الليل بأكمله وهم يسبحون في هذه المواقع.
وتساءل المشرفون على الحملة والمشاركون فيها من خلال تعليقاتهم، لماذا لم تقم اتصالات الجزائر بحجب المواقع الإباحية على شبكة الانترنت بالجزائر، مؤكدين أنه لا يمكن أن يتم الإبقاء على هذه المواقع التي تتسبب في تفسخ وانحلال المجتمع، بحجة أن الجزائر دولة ديمقراطية، ولا تستطيع أن تفرض قيودا على حرية الأنترنت بالجزائر، وبحجة أنه لا يوجد أى موقع محجوب في الجزائر.
وتأتي هذه الحملة التي أطلقها شباب جزائريون على خلفية إعلان الحكومة المصرية عن حجب المواقع الإلكترونية مؤخرا. وجاء في إعلان العريضة الذي نشر على موقع العرائض العربية "نحن شباب الجزائر معا نعمل على إنجاح المشروع، وهو جمع أكثر من مليون توقيع، لحجب المواقع الإباحية في الجزائر، نظرا لما ينجر عنها من انحرافات سلوكية، واعتداءات جنسية واغتصابات، حتى بين المحارم".
ويأتي الجزائريون في المرتبة 16 عالميا من حيث تصفح المواقع الإباحية، رغم أن الإسلام يحرّم الدعارة والزنا، والنظر إلى عورات الغير، فما بالك بهذه المواقع، ورغم ذلك، فإن عدد من الدول العربية المسلمة تأتي في المراتب الأولى عالميا في مجال تصفح هذه المواقع، وهي كل من الإمارات العربية، ومصر، والسعودية، والبحرين، والكويت، وقطر، في حين احتلت إسرائيل الصّدارة في عدد زيارات موقع "تيد" العلمي، واحتل النرويج المركز الأول في زائري موقـع ناسا، واحتل الفلبين المركز الأول لزائري موقع "ناشيونـال جيوجرافيك".
وعلق أحد المشرفين على الحملة بقولة "التغيير يجب أن يبدأ من الشعب، ويجب أن يقوم الشعب بإجبار السلطة على منع هذه المواقع، فكيف تقوم السلطة بحجبها إذا كان الشباب الجزائري يريد هذه المواقع".
وتفيد الإحصاءات أن عدد المواقع الإباحية على الانترنت يبلغ 4 ملايين و200 ألف صفحة، 100 ألف موقع منها عن الأطفال، ويبلغ عدد تصفحها 68 مليون تصفح في اليوم، ويتراوح عمر الأطفال الأكثر اعتيادا على تلك المواقع بين 15 و17 سنة، كما أن 23 بالمئة من المدمنين على تصفح هذه المواقع الإباحية هن نساء.