السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته :
الحمد لله و كفى وصلاة وسلاما على الحبيب المصطفى صلى الله عليه
وسلم وعلى اله واصحابه اجمعين ..
ان هذا الشهر المبارك تتضاعف فيه الحسنات ويضاعف الله فيه الأجر والمثوبة
على الأعمال الصالحة ويجزل سبحانه العطاء للصائمين القائمين القانتين فبادروا
بالمسارعة في الخيرات في هذا الشهر الكريم فإن أبواب الجنة قد فتحت وان
أبواب جهنم قد غلقت وان الشياطين قد سلسلت ، وان العمل الصالح يتضاعف
ثوابه ويعظم أجره بشرف المكان كما يتضاعف بشرف الزمان فان الصلاة في
المسجد الحرام بمائة ألف صلاة فيما سواه من المساجد خلا المسجد النبوي وان
العمل الصالح في ليلة القدر خير من العمل الصالح في ألف شهر ، فالحمد لله
على فضله والشكر له على امتنانه ( ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو
الفضل العظيم ) .
* ومن الأعمال المباركة التي يجمع فيها بين شرف الزمان وشرف المكان العمرة
في رمضان جاء عنه، عليه الصلاة والسلام، أنه قال: (عمرة في رمضان كحجة)
وفي لفظ: (كحجة معي) (1) . فللعمرة في رمضان فضل عظيم عليها في غيره
من الأشهر، فقد بين هذا الحديث المبارك أن العمرة في رمضان أدركت منزلة الحج
في الأجر والثواب لكنها لا تقوم مقامها في إسقاط الفرض للاجماع على أن
الاعتمار لا يجزئ عن حج الفرض . ويستحب للمسلم -اذا استطاع- أن يعتمر
في رمضان، فهو الأفضل، وهنا أمور أحب أن أنبه عليها وهي:
أولا: أن كثيرا من الناس يتركون ما هو أفضل الى العمل المفضول، فمنهم من
يترك -مثلا- امامة المسجد، ويذهب للعمرة، أو يترك عمله، ووظيفته ويعتمر، و
هذا فيه حرج عظيم، وفيه عدول عن العمل الأفضل الى العمل المفضول، ويحتاج
هذا الى فقه في الدين، فالأولى لمن كان بقاؤه أفضل له وللمسلمين أن يبقى، ولو
لم يعتمر في رمضان كامام المسجد، والخطيب، والداعية، ومعلم الناس، والموظف.
وهنا مسألة ثانية وهي: أن بعضهم يترك عمله بلا استئذان، ويذهب للعمرة، وهذا
يأثم من جانب، ويؤجر من جانب، فالأولى له ألا يذهب الا باذن، فإن لم يؤذن له
فلا يذهب.
ثانيا: أن بعضهم يكذب في عذره، فيدعي أن له مريضا ، أو ظرفا آخر ليس
بصحيح، ليحصل على اجازة اضطرارية، ثم يعتمر، فهذا ارتكب اثما في كذبه
وتزويره، فلم يتق الله عز وجل في ذلك.
ثالثا: أن بعض الناس يكرر العمرة في رمضان، خصوصا أهل مكة ، وهذا خلاف
عمل الرسول، عليه الصلاة والسلام، والسلف الصالح، بل الأولى له أن يعتمر عمرة
في رمضان، ويجعل بقية أوقاته في قراءة القرآن، والذكر، ونوافل العبادة الأخرى.
و الله لنا المستعان في كل أمر ...
هــمــ الحنين ــس