@ مختصون من وزارة التربية يحدّدون مواصفات “المحفظة الصحية” @التوزيع الأسبوعي الموحد للنشاطات التعلمية للسنتين الأولى والثانية ابتدائي خلصت نتائج دراسة ميدانية قامت بها وزارة التربية، مباشرة بعد الانتهاء من الاستشارات الوطنية حول الإصلاحات التربوية، إلى ترتيبات تنظيمية وتربوية ستطبّق بدء من الدخول المدرسي المقبل، تتعلق بتخفيف ثقل المحفظة المدرسية وتحديد مدونة الأدوات المدرسية لمرحلة التعليم الابتدائي والتوزيع الأسبوعي الموحد للنشطات التعليمية للسنتين الأولى والثانية ابتدائي. ومن أهم الترتيبات، جمع المواد المتقاربة في كراس واحد، وتخصيص كراس واحد للدروس والتطبيقات بالنسبة لكل مادة، والأهم إلغاء نظام الدوامين.
تحصلت “الخبر” على خريطة الترتيبات التنظيمية والتربوية لتخفيف ثقل المحفظة المدرسية، مرفقة بمدونة الأدوات المدرسية لمرحلة التعليم الابتدائي والتوزيع الأسبوعي الموحد للنشاطات التعلمية للسنتين الأولى والثانية ابتدائي، وقد خلصت هذه الترتيبات في إطار التكفل بالتوصيات الناتجة عن التشاور مع “الجماعة التربوية” حول التقييم المرحلي للتعليم الإلزامي لمعالجة إشكالية ثقل المحفظة المدرسية والحد من الأضرار التي قد تؤثر على نمو وصحة التلميذ.
أسباب ثـقل المحفظة..
وقد كشفت الدراسة الميدانية عن الأسباب التي تثقل المحفظة المدرسية، حسب الإرسالية تحت رقم 1312، بعثها الأمين العام لوزارة التربية إلى مديري التربية للولايات، وهي كثرة الأدوات المدرسية وسوء توزيع النشاطات التعليمية الأسبوعية، وعدم احترام جدول التوقيت الأسبوعي من طرف المعلمين ووزن الكتب المدرسية وكراريس التطبيقات. وفي هذا الشق، حددت الوزارة إجراءات توضح التدابير التنظيمية والتربوية الممكنة للتطبيق على المدى القصير والمتوسط والبعيد، والتي من شأنها التخفيف من عبء ثقل المحفظة المدرسية وتجنب تأثيرها السلبي على صحة التلاميذ. وقد أعطيت في هذا المجال تعليمات لفائدة مديري المدارس الابتدائية والمعلمين والأساتذة، بالاستعانة بمفتشي التعليم الابتدائي باللغة العربية ومفتشي اللغة الفرنسية، كل حسب مقاطعته التفتيشية.
جمع المواد المتقاربة في كراس واحد
وطلب، حسب التوجيهات، من معلمي وأساتذة التعليم الابتدائي التقيّد بالتقليل من حجم وعدد الكراريس المطالب بها التلاميذ، والاقتصار على القدر الضروري من الأدوات اللازمة لإنجاز الأنشطة البيداغوجية المقرّرة وفق قائمة الأدوات المدرسية الواردة في مدونة رسمية للأدوات المدرسية لمرحلة التعليم الابتدائي، وعدم مطالبة التلميذ بتخصيص كراس الأنشطة إن وجد لها كراس مطبوع، وجمع المواد المتقاربة في كراس واحد: كراس لمادتي التاريخ والجغرافيا وكراس لمادتي التربية الإسلامية والتربية المدنية، ورابعا تخصيص كراس واحد للدروس والتطبيقات بالنسبة لكل مادة.
أما محور آخر، فذكر فيه توحيد توزيع النشاطات التعليمية الأسبوعية للسنتين الأولى والثانية ابتدائي على المستوى الوطني، قصد تحقيق التوازن بين المواد التعليمية وتساوي وزن المحفظة خلال أيام الأسبوع الدراسي، حسبما ما هو مبيّن بالتوزيع الأسبوعي الموحد للنشاطات التعلمية للسنتين الأولى والثانية ابتدائي، فيما يقدّم المعلّمون والأساتذة نصائح عملية للتلاميذ حول تنظيم المحفظة وفق جدول التوقيت اليومي للأنشطة البيداغوجية.
مواصفات “المحفظة الصحية”
وفي محور تحت عنوان “حسن اختيار المحفظة من طرف الأولياء”، فقد حدّد مختصون من وزارة التربية مواصفات “المحفظة الصحية”، فجاء أولها بأن تكون ذات هيكل متين و٫”مبطنة” من جهة الظهر لتجنب ألم الظهر التي تسببه الأدوات الموضوعة، ولا تتلف الكتب والكراريس، اعتبارا لكون المحفظة الليّنة تؤدي إلى تراكم الوزن في الأسفل، وثانيا أن تتلاءم أبعادها مع قامة الطفل (بين 30 و41 سم)، وثالثا أن تكون حمالتاها عريضتين على مستوى الكتف وقابلتين لإعادة الضبط، ورابعا أن تكون خفيفة الوزن، لأنّ بعض المحافظ تكون ثقيلة قبل وضع الأدوات فيها.
كما أوصى المختصون بتجنب المحفظة ذات الحمالة الواحدة التي تسبب انحناء الجسم نحو جهة واحدة، خصوصا عندما تكون ثقيلة، وتفادي المحفظة ذات العجلات رغم مزاياها، حيث تخفف الثقل على الظهر، ولكن وزنها الكبير يجعل الطفل غير قادر على تحمله، خاصة عند صعود الأرصفة أو الأدراج، ومرافقة الأولياء لأبنائهم في تحضير المحفظة وتعويدهم على العادات السليمة الخاصة بالتنظيم والاستقلالية. أما الإجراءات المحددة لتحسين الاستغلال “الأمثـل” للمحفظة المدرسية وكيفية حملها، فيرى المختصون أنه يتوجب استعمال حمالتي المحفظة الظهرية بشكل صحيح ومتساوي، مع تنظيم الأدوات داخل المحفظة.وفي جانب الإجراءات التي تطبق على المدى المتوسط، فسيكون هناك تجهيز القاعات الدراسية في المدارس الابتدائية بـ«خزائن” ممنوحة في إطار التجهيز الأولي، أو إعادة التجهيز للمؤسسات التربوية على إثر العمليات السنوية المبرمجة من طرف كل ولاية، وتوفير الأدراج الفردية للتلاميذ في القاعات الدراسية في المدارس الابتدائية، من أجل الاحتفاظ بالأدوات المدرسية التي لا يستعملونها إلا في القسم.
تقسيم الكتب المدرسية
وأدركت وزارة التربية أن تمويل العملية يتطلب أموالا، لذلك وجهت مديريها الولائيين إلى اللجوء إلى جهات ممولة أخرى، وخصوصا منها الجماعات المحلية ومختلف الجمعيات، بالإضافة إلى مساهمة القطاع. والعملية تقوم بتقدير كمي وتقييم مالي للأدراج من طرف كل مديرية تربية، وطلب تسجيلها في ميزانية التجهيز، ودراسة الحلول الفعلية من أجل التجهيز التدريجي للمدارس الابتدائية بالأدراج في إطار مشروع “المؤسسة التربوية”، مع إشراك الجماعات المحلية وشركاء ماليين آخرين. كما يوجد من بين التطبيقات لتخفيف ثقل المحفظة المدرسية، إمكانية ترك التلاميذ لمحافظهم في الأقسام بين 11 سا و15 دقيقة والساعة الواحدة زوالا، والسعي إلى تقسيم الكتب المدرسية وكراريس النشاطات المرافقة لها إلى مجلدين بالخصوص بالنسبة للتعلمات الأساسية: اللّغة العربية والرياضيات واللغة الفرنسية، ومطالبة الناشرين بذكر وزن الكتاب المدرسي في الخلف، حتى يكون المعلمون والأولياء على علم بالمعلومات الأساسية الخاصة بوزن المحفظة. ويضاف إلى هذه النقاط، تخفيض وزن الورق المستعمل في نشر الكتب المدرسية، دون المساس بالنوعية التقنية للسند، وتوفير كتابين لتلميذ التعليم الابتدائي، الأول يحتفظ به في القسم، والثاني يستعمله في المنزل.
ترتيبات على المدى الطويل..
ورأت وزارة التربية أنّ التدابير المعنية بالترتيبات التنظيمية والتربوية، يلزمها إجراءات تطبّق على المدى الطويل، تبدأ بالتجريب بهدف التعميم، الحلول المرقمنة التي تسمح بتوفير سندات جديدة وخفيفة ذات نوعية عالية، مع إمكانية تحديث أسرع وأنجع من الكتاب الورقي، واقتراح تجريب الكتاب المرقمن الذّي يتواجد على حاملة واحدة لجميع كتب المستوى الدراسي الواحد، وذلك في عينة من المدارس النموذجية. ولا تستبعد الوزارة تدريس بعض السندات الأخرى، مثل شاشة الشرح التفاعلية والقرص المضغوط واللوحات الرقمية، أو عروض فيديو للدروس، حيث ستسمح هذه التجربة بتطوير استعمال تقنيات الإعلام والاتصال في سياق بيداغوجي، والقضاء تدريجيا على نظام الدوامين في جميع المدارس الابتدائية قصد تخصيص قاعة دراسية لكل فوج تربوي والتي تحتوي على درج لكل تلميذ.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]