هل لك أن تقف مع نفسك وقفة للحظة ..
قبل أن ينتهى رمضان وينفض سوق الفغران و الرحمات ...وقفة قبل أن يرحل عنا الشهر
الحبيب وقد فاز فيه العاملون المخلصون وخسر فيه الغافلون ... قف مع نفسك .. اسألها
.. حاسبها .. ماذا قدمت فى رمضان ؟ حافظت على القرآن أم حافظت على المسلسلات ؟
خشعت لله رب العالمين أم تسـمرت في خشـوع أمام ممثل أو ممثلة أتقنوا فن الفتنة و زرع
الغفلة في القلب ؟ أين نظرت العين أفى كتاب الله أم نظرت الى الحرام ؟.. أين كان القلب ؟
عند الله أم عند الطعام والشراب ؟
قف وتأمل حالك .. اسأل نفسك :
يا ترى لو مت الآن أين سأكون .. فى الجنة أم فى النار ؟ .. ياترى هل غفر لى فى رمضان ؟
أم خبت وخسرت ؟
هاهى أيام الخير تمضى وترحل ..
لقد نادى المنادى : ياباغي الخير أقبل ، يا باغى الشر أقصر .. وهاهو صوت المنادى بلهفة المحب
لك أدرك أياما قد لا تعود لمثلها ، لم يبق من رمضان الا العشر الأواخر .. لقد جعلها الله الفرصة
الأخيرة لمن أفاق وأحب أن يغتنم من الخير والرحمة ...
خسارة و حسرة ان ضاعت منك لليلة القدر ؟
واحرص أيضا على آخر ليلة من رمضان .. فانها آخر الرحلة ونهاية السباق .. انها آخر فرصة ..
آخر نفحة من نفحات الشهر الحبيب .. وما يدريك لعله آخر رمضان ؟.. وفى هذه الليلة يعتق الله من
النار مثل ما أعتقهم خلال الشهر أى ما يعادل مليونين ومائة ألف، فأى خسارة وأى حسرة ان لم تعتق
من النار وسط هذا العدد الكبير ؟
وأخيرا .. انتهى رمضان ورحل .. هناك من أخذهم من الأرض ورفعهم الى السماء .. وهناك من
حاول أن يرفعهم فلم يرغبوا فى النهوض فتركهم ...
تركهم تتحقق فيهم أقوال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : { خاب وخسر من أدرك رمضان ولم
يغفر له } ، { رغم أنف رجل دخل عليه رمضان ثم انسلخ قبل أن يغفر له} ، { من أدرك رمضان
ولم يغفر له وجبت له النار } .
و أخيرا يرحل الشهر .. ويفوز الصائمون .. و يخسر اللاهون العابثون ...
فهيا نحاسب أنفسنا و نسـتدرك ما فاتنا و نرجو من الله ربنـا القبول و الرحمة و العتق من النار في
عشـر العتق من النـار ...
لا تنسونا من صالح دعائكم ...
هــمــ الحنين ــس