تحيي الولايات المتحدة اليوم الذكرى السنوية التاسعة لهجمات 11سبتمبر/أيلول 2001 التي استهدفت برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك ومبنى وزارة الدفاع وأودت بحياة نحو ثلاثة آلاف شخص.
وتأتي هذه الذكرى السنوية في ظل جدل ساخن وتوتر تشهده البلاد بسبب إعلان القس الأميركي تيري جونز ما سماه اليوم العالمي لإحراق القرآن، وعن نيته إحراق نسخ من المصحف الشريف بالتزامن مع هذه الذكرى.
كما تشهد الولايات المتحدة جدلا آخر بسبب مشروع لبناء مركز إسلامي ومسجد قرب المكان الذي ضربته هجمات 2001 في مدينة نيويورك، وهو المشروع الذي يعتبره معارضون استفزازا لضحايا هذه الهجمات، وتشجيعا لما يسمونه الإرهاب.
ومن المنتظر أن يحضر الرئيس الأميركي باراك أوباما الاحتفال الذي سيقام في مقر وزارة الدفاع في واشنطن، ويحضر نائبه جوزيف بايدن احتفالا مماثلا في نيويورك.
وسيشهد موقع الأحداث في المدينة أيضا مظاهرتين، إحداهما مؤيدة لبناء المركز الإسلامي والثانية مناهضة له، وذلك بعد أن تظاهر نحو ألفي شخص يوم أمس قرب المكان المقرر فيه بناء المركز، وعبروا عن تأييدهم لبنائه وقالوا إن الذين يعارضونه يسعون إلى "شيطنة الإسلام".
لا حرب مع الإسلام
وقال أوباما يوم أمس بمؤتمر صحفي -جوابا على سؤال بشأن المركز الإسلامي المذكور- إنه يجب السماح للمسلمين بالبناء في أي منطقة يسمح فيها لجماعات دينية أخرى بالبناء.
وأضاف "إذا أمكن بناء كنيسة في أحد المواقع فيمكن بناء معبد يهودي، وإذا كان يمكن بناء معبد هندوسي فيجب أن يسمح ببناء مسجد في الموقع ذاته".
واعتبر أوباما أن بلاده ليست في حرب مع الإسلام لكنها في حرب مع تنظيم القاعدة و"الجماعات الإرهابية التي هاجمت البلاد وما زالت تتآمر لإيذائها".
كما أبدى أمله بأن يتراجع القس تيري جونز –وهو راعي كنيسة في فلوريدا- عن خطته لحرق القرآن الكريم، مؤكدا أن هذا الفعل إن حصل سيلحق أضرارا فادحة بالمصالح الأميركية عبر العالم ويتسبب في عمليات انتقامية ضد القوات الأميركية في أفغانستان ومناطق أخرى.
وفي السياق ذاته ذكر اتحاد الحريات المدنية الأميركية أمس الجمعة أن حملة إعلانية في مدينة نيويورك سيتي ستطالب بدعم المشروع، وستعرض إعلانات بهذا الشأن في حافلات النقل العام.
وقال المدير التنفيذي للاتحاد أنتوني روميرو، إننا "نأمل أن تذكر هذه الإعلانات الناس أثناء ذهابهم لقضاء شؤونهم اليومية أن حرية العقيدة هي قيمة أميركية أصيلة يجب الدفاع عنها بضراوة، خاصة في أوقات الخلاف".
أما منظمة العفو الدولية فقد حذرت من اضطهاد المسلمين في الولايات المتحدة ودعت الحكومة الأميركية إلى حماية حقوقهم.
موجة جديدة
من جهة أخرى ذكر تقرير -صدر يوم أمس عشية الذكرى التاسعة للهجمات- أن الولايات المتحدة تواجه موجة متزايدة من "الإرهاب الداخلي" وأنه تتم "أمركة القاعدة".
وحذر التقرير –الذي أعده مسؤولون سابقون في اللجنة التي كانت كلفت بدراسة أحداث 11 سبتمبر- من خطر "دفع المسلمين في الولايات المتحدة إلى التطرف" من قبل القاعدة في إستراتيجية جديدة.
ويقول التقرير –الواقع في 43 صفحة- إن "التهديد الذي تواجهه الولايات المتحدة يختلف عن ما كان عليه الأمر قبل تسع سنوات"، وأضاف أن أميركا تختلف قليلا عن أوروبا لأن لديها مشكل إرهاب داخلي متنام يتورط فيه مهاجرون وكذلك مسلمون أميركيون أصليون وآخرون اعتنقوا الإسلام.
وأكد التقرير أن تنظيم القاعدة والمجموعات المرتبطة به في كل من الصومال وأفغانستان والعراق جهزت ما سماها "بنية تحتية جنينية" للتجنيد في الولايات المتحدة.