هل تواجه أميركا مشكلة مع الإسلام؟ وهل حالت هجمات الحادي عشر من سبتمبر -ومحاولات "إرهابية" أخرى منذ ذلك الحين- دون اندماج المسلمين الكامل في الحياة الأميركية؟
سؤالان كبيران حاولت مجلة تايم الأميركية في عددها الجديد البحث عن إجابة عنهما في ملف خاص تحت عنوان "الإسلاموفوبيا في أميركا".
ويجيء اهتمام المجلة بالموضوع في سياق اللغط المحتدم حاليا بشأن بناء مركز ثقافي إسلامي ومسجد بالقرب من موقع مركز التجارة العالمي بنيويورك، الذي كان هدفا لهجمات الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول 2001.
ورغم أن نوازع الخوف من الإسلام في أميركا تفتقر لبعض العناصر التقليدية حتى ترقى لمستوى الاضطهاد الديني مثل عدم وجود ما يدل على تصاعد العنف ضد المسلمين، فإن من الدلائل ما يشير إلى أن الخطاب المحرِّض على كراهية المسلمين والإسلام بدا أكثر رواجا واحتداما، بحسب تايم.
فقد أظهر استطلاع حديث أجرته المجلة أن 46% من الأميركيين يعتقدون أن الإسلام دين يحض على العنف ضد غير المسلمين أكثر من أي ديانة أخرى.
وقال 37% فقط ممن شملهم الاستطلاع إن لهم صلة ما بمسلمين أميركيين، وأبدى 61% منهم معارضته لإقامة المركز الإسلامي الثقافي في موقعه المقترح، بينما أيده 26% منهم.
وأعرب 23% فقط عن أن المركز سيكون بمثابة رمز للتسامح الديني، في حين اعتبره 44% منهم إهانة للذين لقوا حتفهم في أحداث الـ11 من سبتمبر/ أيلول.
بيد أن تايم ترى أن الخوف من الإسلام لم يبلغ المستوى الذي وصل إليه في دول أخرى يشكل المسلمون فيها أقلية.
ومع ذلك، فأن تكون مسلما بالولايات المتحدة الآن عليك أن تتحمل الرماح والسهام التي يُرشَق بها دينك، ليس في فناء المدرسة أو المكتب بل وحتى خارج دور العبادة والميادين العامة حيث دأب بعض رجال الدين والزعماء السياسيين النافذين دون تدبر منهم أو حتى متعمدين على أن يقرنوا الإسلام بالإرهاب والهمجية.
ففي فرنسا وبريطانيا، يقول السياسيون من الأحزاب المتطرفة أشياء "مروعة" عن المسلمين، ومع ذلك فليس في أوروبا كلها شخص في مقام رئيس البرلمان من ساوى بين الإسلام والنازية مثلما فعل رئيس مجلس النواب الأميركي السابق نيوت غنغريتش.