مقدمة:
بمبايعة عبد الرحمن بن رستم بالإمامة سنة 160هـ/ 776م، تأسست الدولةالرستمية التي تُعد أول دولة مستقلة عن الخلافة العباسية تقوم في بلاد المغرب، ومنذقيامها تميزت هذه الدولة بشخصيتها على أنها دولة ذات سيادة على أراضيها ، وعلى السكانالقاطنين تحت سمائها، كما أصبح من حقها أن تساهم بدورها في العلاقات الدولية، تلكالعلاقات التي جنى الرستميون من ورائها مكاسب كثيرة ستكون لها آثار بعيدة المدى فيتدعيم أركان دولتهم، لأنها أتاحت لهم مزيداً من الاحتكاك بالدول المجاورة لهم وفيجميع المجالات.
تنوعتالعلاقات الخارجية للدولة الرستمية بحكم المصالح المشتركة و"بحسب مواقف الدولالمجاورة، قوة وضعفاً، صداقة وعداء(1)".
وسأحاول من خلال هذه المداخلة المتواضعةتسليط الضوء على علاقة الرستميين بالدولة الأموية في الأندلس في جميع الميادينوالمجالات، إضافة إلى إبراز الدور الذي لعبه بعض أعلام الرستميين في التطور السياسيوالازدهار الحضاري الذي عرفته شبه الجزيرة الإيبرية.
علاقةالرستميين بالدولة الأموية في الأندلس:
قامتالعلاقات بين الدولة الأموية في الأندلس والرستميين على أسس التحالف المتينوالصداقة المتبادلة، وقد بدأت العلاقات بين الطرفين في وقت مبكر حيث إن مؤسس الدولةالأموية بالأندلس، وهو عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك حين فرّ منالعباسيين لجأ إلى المغرب الأوسط ، وأقام بين بني رستم الذين حافظوا عليه ، وأجاروه منالأخطار التي كانت تواجهه، وهو الأمر الذي يؤكده مؤلف كتاب "نفح الطيب من غصنالأندلس الرطيب" حين يقول: "وآل أمره في سفره (أي عبد الرحمن بن معاوية) إلى أناستجار ببني رستم ملوك تيهرت من المغرب الأوسط(2).
إنتعبير المقري الذي نقله عن ابن عبد الحكم يؤكد أن قبائل المغرب الأوسط التابعةمذهبياً لبني رستم هي التي قدمت يد المساعدة لعبد الرحمن الداخل مؤسس الدولةالأموية في الأندلس 138هـ/ 755م (3).
كانمن الطبيعي إذن أن يتم التآلف بين أمراء بني أمية في قرطبة وبين الأئمة الرستميينفي تاهرت ، وتقوم العلاقات بين الدولتين على أساس من الصداقة والتحالف والمودة ، إذ كانالأمويون في الأندلس محطّ عداء العباسيين ومكائدهم ، كما كان العباسيون أيضاً أعداءللإباضيّة في تاهرت، لأنهم كانوا يعتبرون بلاد المغرب كلها ميراثاً شرعياً تركه الأمويون لهم ، وعلى هذا الأساس نظروا إلى الدولة المستقلة عنهم نظرة عداء باعتبارمؤسسيها قاموا باقتطاع أجزاء من ممتلكات العباسيين.
وممادفع أمراء بني أمية إلى توطيد علاقتهم بالرستميين أنه لم يعد أمامهم من منفذ إلىبلاد المغرب سوى المغرب الأوسط ؛ لأنَّ المغرب الأدنى (إفريقية) قامت فيه دولةالأغالبة الموالية للعباسيين والمغرب الأقصى فيه دولة الأدارسة الشيعية التي كانتعلاقتها بالأمويين في الأندلس تتسم بالعداء(4)، وبقيام هاتين الدولتين أوصدت جميعالمنافذ والسبل في وجه الإمارة الأموية الفتية، وبذلك أصبحت الدولة الرستمية هيالشريان الحيوي الوحيد الذي بإمكانه تغذية تلك الإمارة بالحياة، والتعاون معهاسياسياً واقتصادياً وحضارياً(5) .
وفيإطار التعاون السياسي بين الدولتين، ارتبطت كل منهما بالأخرى ارتباطاً وثيقاً، وكانزعماء كل دولة يتابعون نشاط الدولة الأخرى بإعجاب بالغ، وقد استقبل الرستميون كماذكر مؤرخوهم كبار رجال الأندلس الذين وفدوا إلى تاهرت واستوطنوها، وأصبح البعض منهميساعد بعض الأئمة في شؤون الإدارة والحكم، ومن أبرز هؤلاء شخصيتان كانتا في تاهرتعند وفاة عبد الرحمن بن رستم هما مسعود الأندلسي ، وعمران بن مروان الأندلسي ، وكانالإمام قبل وفاته قد جعل الإمامة شورى بين سبعة من رجال الدولة الرستمية ممَّنتوسّم فيهم الصّلاح والعلم والتقوى والورع، ومنهم مسعود الأندلسي وعمران بن مروانالأندلسي، ويقول المؤرخون : إنهم أي السبعة أجمعوا رأيهم على اختيار أحد اثنين: مسعودالأندلسي أو عبد الوهاب بن عبد الرحمن بن رستم، ثمَّ مال أكثر المرشحين للإمامةومعهم العامة إلى تولية مسعود الأندلسي(6)، ولكن هذا الأخير غاب عن الحضور يومالبيعة، وجعل الإمامة تؤول إلى عبد الوهاب بن عبد الرحمن، ويدلّ هذا على أن شخصيةأندلسية كانت على وشك اعتلاء سدّة الحكم في تاهرت، ومما يؤكد المكانة الراقية التيكان يحتلها مسعود الأندلسي عبارة أوردها الدرجيني تنص على أنه ، أي مسعود "تقدمفبايع عبد الوهاب ، وبايعه الناس بعد ذلك"، وهو الأمر الذي يدل على مكانة هذاالأندلسي المؤثرة في عامة الدولة الرستمية(7)، كما يدل أيضاً على أنه من قدماء سكانتاهرت ومعتنقي المذهب الإباضي.
ظلتالدولتان تسعى كل منهما إلى كسب صداقة الأخرى، وقد قامت بينهما علاقة سياسية متينة،وهناك عدة حوادث تدل عليها، وقد بدأت في الظهور منذ بداية عهد الإمام عبد الوهاب(171 ـ 211هـ/787 ـ 826م) وفي هذا الإطار ذكر ليفي بروفنسال أن عبد الله بن عبدالرحمن بن معاوية المعروف بالبلنسي قد حلّ بتاهرت في عهد الإمام عبد الوهاب(8(،وتشير الأحداث التي سبقت خروجه من الأندلس إلى أن قدومه إلى تاهرت لم يكن عفوياً بلكان من أجل تحقيق غاية ما.
عندوفاة عبد الرحمن الداخل كان ابنه هشام بماردة وسليمان ـ ابنه الآخر ـ بطليطلة، وكانصقر قريش قد أوصى ابنه عبد الله قبل وفاته بأن يلقي بالخاتم والأمر لمن يسبق منأخوته؛ "فإن سبق إليك هشام فله فضل دينه وعفافه واجتماع الكلمة عليه، وإن سبق إليكسليمان فله فضل سنه ونجدته وحب الناس له(9)، وقد سبق هشام أخاه ففاز بالإمارة، وثارسليمان يطالب بأحقيته في الإمارة لعامل السن فآزره عبد الله؛ فثار معه وحارب هشامأخويه إلى أن طلب سليمان الأمان؛ "فاشترط عليه الأمير هشام الخروج من الأندلسويعطيه ستين ألف دينار(10)"؛ فركب سليمان البحر بأهله وولده إلى ساحل المغرب(11)،ويضيف ابن خلدون أنّ عبد الله سار معه، ونزل الأخوان في بلاد المغرب؛ فأقام سليمانبطنجة، بينما خرج عبد الله متجولاً بين دول المغرب الإسلامي؛ فاتصل "بابن الأغلبصاحب إفريقية وخاطبه في مشروعهما(12)، ويبدو أنه لم يلق رداً إيجابياً، فانتقل إلىتاهرت، واتصل بالإمام عبد الوهاب بهدف الحصول على مساعدة رستمية، ولكن الإمامالرستمي لم يستجب لمطالبه، لأنَّه كان يَعدُ أن نزاع الإخوة الأمويين مسألة داخلية،كما أنه يريد الحفاظ على العلاقة الودية مع السلطة القائمة بالأندلس.
لقدحافظ عبد الوهاب بموقفه هذا من الثائرين على الإمارة الأموية في قرطبة على العلاقاتالطيبة القائمة بين الرستميين والأمويين.
ظلتالدولتان تسعى كل منهما إلى كسب صداقة الأخرى، ففي سنة 207هـ/ 822م بعث الإمام عبدالوهاب بن عبد الرحمن بن رستم أبناءه الثلاثة وهم دحيون وعبد الغني وبهرام(13) فيسفارة رسمية إلى قرطبة(14)، وكان يوم وصول هذه السفارة الرستمية إلى قرطبة يوماًعظيماً مشهوداً حيث استقبلهم عبد الرحمن الثاني في غاية الاحتفال والإكرام، ويذكرابن سعيد المغربي أن الأمير الأموي قد "أنفق ألف دينار(15)" حتَّى أصبح ذلك حديثالناس ومصدر إعجابهم(16)، ومن المرجّح أن هذه السفارة كانت تسعى إلى تحقيق جملة منالأهداف ، ومنها توثيق العلاقات الودية بين الدولتين ، وتأكيد دعم وتأييد تاهرت لقرطبةفي مواجهتها للثائرين عليها ، إضافة إلى دعمها في مواجهة هؤلاء الخارجين عليها ، ومايؤكد ذلك ما ذكره ابن سعيد وغيره من المؤرخين من أن بشر بن عبد الملك قد أشار علىعبد الرحمن "باصطناع البربر واتخاذ العبيد ليستعين بهم على العرب(17)، ومن هنا يظهرأن مهمة أبناء عبد الوهاب في قرطبة كانت تتمثل في مرافقة قوة من البربر قدمت منالمغرب الأوسط عامة، ومن منطقة تاهرت بشكل خاص.
لقدكشفت بعض المصادر وجود شخصيات رستمية بارزة في الأندلس، ومن أبرزها سعيد بن محمد بنعبد الرحمن بن رستم وابنه محمد وعبد الرحمن بن رستم ورابع يدعى القاسم؛ فقد ذكر ابنالأبار في كتاب الحلة السيراء نسب محمد كاملاً حيث قال إنه: "محمد بن سعيد بن محمدبن عبد الرحمن بن رستم، وهو من موالي الغمر بن يزيد بن عبد الملك(18).
يذكرابن الأبار أن محمد بن رستم كان أديباً، لاعباً بالشطرنج، شاعراً، وقد ورث هذهالعلوم عن بيته الرستمي(19)، وهو الأمر الذي جعل عبد الرحمن الثاني يصطنعه" فيإمارته على شذونة من قبل أبيه الحكم، وتطورت العلاقة بين محمد بن رستم وعبد الرحمنبن الحكم؛ فاطمأن هذا الأخير لمحمد ووثق فيه، ولما أفضت الإمارة إليه استقدمه إلىقرطبة واستعان به، وعينه عاملاً له على ثغر طليطلة، ويؤكد ابن عذاري عند كلامه علىثورة هشام الضرَّاب سنة 214هـ/ 829 ـ 830م؛ فذكر أنه قد "توافت الجنود لمحمد بنرستم عامل الثغر(20)، وتقدم ابن رستم بهؤلاء الجنود، والتقى بهاشم الضرّاب فقتلهومن معه، وكانوا آلافا في نواحي لورقة(21).
ظهرتمقدرة محمد بن رستم العسكرية ثانية في عام 230هـ/ 844م عندما هاجم النورمانديون)المجوس) إشبيلية، حيث ذكر العذري (من مؤرخي وجغرافي القرن 5هـ/ 11م) أن عبد الرحمنبن الحكم أرسل قُوَّاده: عبد الله بن المنذر وعيسى بن شهيد والإسكندراني وعبدالرحمن بن كليب لمواجهتهم، ويبدو أن هؤلاء قد فشلوا في صدّ الهجوم، واتصل ذلكبالأمير عبد الرحمن؛ "فأخرج محمد بن سعيد بن رستم؛ فمضى من فوره إلى ذلك فيمن ضمّإليه من الأجناد حتَّى نزل حاضرة إشبيلية؛ فخرج المجوس إليه وقابلوه في المدينة،واستمرّ القتال أياماً بينهما، وكادت الهزيمة تلحق بالمسلمين؛ "فترجّل محمد بنرستم، وترجّل الناس معه، وأدخل الرجال بين العدو والنهر الأعظم؛ فحالوا بينهم وبينالمراكب؛ فانهزم المجوس(22)".
ومنهذا الكلام يتضح بجلاء الدور الكبير الذي لعبه ابن رستم حيث كان سبباً في إلحاقالهزيمة بالمجوس، وذلك بفضل إقدامه ودهائه، وهو ما يعطيه شرف النصر المحقق علىالنورمانديين، كما يؤكد هذا الكلام المكانة التي كان يحتلها الرستميون عامة ومحمدبن رستم خاصة في البلاط القرطبي، وهناك عبارات أخرى تؤكد هذه المكانة، ومنها قولابن حيان "محمد بن سعيد بن رستم الوزير الحاجب(23)" وأخوه القاسم قبله(24) وعبارةابن الأبار التي تنص على أن عبد الرحمن استقدمه و"صرفه في الحجابة والوزارة(25)،وتوفي محمد بن سعيد بن رستم في صفر سنة 235هـ/ 849م.
شهدبلاط الأمويين في الأندلس بروز عدد من رجالات السياسة من الرستميين الذين تمكنوا مناعتلاء منصب الوزارة والحجابة في دولتهم، وفي هذا الشأن يقول ابن القوطية، وهويتكلم عن عبد الرحمن بن الحكم: "وكان له وزراء لم يكن للخلفاء قبله ولا بعده مثلهمبعد عبد الكريم بن مغيث الحاجب الكاتب المتقدم ذكره، فمنهم عيسى بن شهيد ويوسف بنبخت وعبد الله بن أمية بن زيد وعبد الرحمن بن رستم(26)، وقد تولى عبد الرحمن بنرستم منصب الحجابة، وهو ما يؤكده ابن القوطية حيث يقول: "ثمَّ مات عبد الرحمن بنغانم؛ فصارت الحجابة بين عيسى بن شهيد وعبد الرحمن بن رستم(27)".
نلاحظمن خلال ما سبق أن عبد الرحمن بن رستم كان شخصية مرموقة في قرطبة، والدليل على ذلكهو توليه لمنصب هام كالحجابة، وبصفته وزيراً كان يشارك في المجلس الشوري للأميرالأموي؛ فيقدم له النصائح والآراء، وكان عبد الرحمن بن الحكم بحاجة إلى تلك الآراء،وفي ذلك يقول ابن القوطية: إنه أي عبد الرحمن الثاني كان "أول من رتب اختلافالوزراء إلى القصر والتكلم في الرأي(28)".
نمتالعلاقة الرستمية الأندلسية في عهد أفلح بن عبد الوهاب (211 ـ 240هـ/ 826 ـ 854م) نمواً مضطرداً، وكان حكام كلتا الدولتين يُبلغ الآخر بأخبار الانتصارات، ويبادلهالهدايا بهذه المناسبات، وحدث ذلك حين قام الأغالبة في عهد أبي العباس محمد بنالأغلب ببناء مدينة قرب تاهرت سموها العباسية، وذلك سنة 227هـ/ 841م، وكان الهدف منبنائها تهديد عاصمة الرستميين ، والتأثير على مركزها الاقتصادي والسياسي، ولذلك قامالإمام الرستمي بهدمها وإحراقها، وبادر بإخبار حليفه عبد الرحمن بما فعل؛ فأرسلإليه هذا الأخير هدية كبيرة قدرها المؤرخون بمئة ألف دينار(29).
وقدأصبح تبليغ أخبار الانتصارات بين حكام الدولتين تقليداً سياسياً مألوفاً، حيث بادرعبد الرحمن بن الحكم، واعترافاً منه بدور الرستميين في هزيمة المجوس (النورمانديين)بإبلاغ خبر ذلك النصر إلى حليفه الرستمي أفلح بن عبد الوهاب، وردّ عيه هذا الأخيربأن هنأه على ذلك عام 230هـ/ 844م (30)، كما ذكر ابن سعيد المغربي أن الأمير الأموي "لم يشغله النعيم عن وصل البعوث إلى دار المغرب(31)، وعلى الرغم من أن ابن سعيد لميذكر الهدف من هذه البعوث، إلا أنه يمكن القول إنها لم تكن تحمل صبغة عسكرية موجهةضد القيروان، والأرجح أنها كانت تهدف إلى تمتين العلاقات بالإمارات الموالية أوالمتحالفة مع قرطبة، إضافة إلى العمل على جلب ما تحتاج إليه الأندلس خاصة أن حكامهاكانوا يواجهون في هذه الأوقات أوضاعاً داخلية صعبة ، ميزتها الثورات والفتن العديدةالتي قام بها العرب والبربر، إضافة إلى التحرّشات التي كان يقوم بها النصارىالمدعّمون من قبل مملكة الفرنجة.
إذاكانت الدولة الرستمية قد منحت بعض رعايا الدول التي تختلف معها سياسياً ومذهبياً حقاللجوء السياسي، وأعطتهم كل ألوان الحماية؛ فإنها لم تكفل مثل هذا الحق للخارجينعلى الدولة الأموية، ولم تسمح لهم بالقيام بأي نشاط سياسي ضد حلفائهم الأمويين فيالأندلس، وفي الوقت نفسه منحت الدولة الرستمية حق الاستيطان والإقامة لكل أندلسيوفد إليها للتجارة أو العمل دون الإضرار بالعلاقات الطيبة المتوطدة بين الدولتين،ويروي لنا ابن القوطية قصة طريفة تبين لنا مدى حرص الرستميين على توثيق هذهالعلاقات، وحمايتها من كل ما يعكر صفوها، وتتعلق هذه القصة بالثائر عمر بن حفصونالذي فرّ إلى تاهرت، واختفى بها استعداداً للعمل ضد الأمويين، واشتغل مساعداً لأحدالخيّاطين الذين وفدوا على تاهرت من مدينة ريّة بالأندلس ضمن الوافدين من أهل هذاالبلد الإسلامي رغبة في متابعة نشاطهم الاقتصادي، وبينما كان عمر جالساً عندالخياط، جاء شيخ ومعه ثوب؛ فقام إليه الخياط ووضع له كرسياً؛ فقعد عليه، وسمع الشيخكلام ابن حفصون فأنكره، وقال للخياط: من هذا؟ فقال: غلام من جيراني بريُّة أتىليخيط عندي؛ فالتفت الشيخ إليه، وقال له: متى عهدك بريُّه؟ قال له: أربعون يوماً،قال: تعرف جبل ببشتر؟ فقال له: أنا ساكن عند أصله، قال له الشيخ: فيه حركة؟ قال: لا، قال : قد أذهله ذلك، ثمَّ قال: هل تعرف فيما يجاوره رجل يقال له عمر بن حفصون؟فذعر من قوله، وأحَدَّ الشيخ النظر إليه، وكان ابن حفصون قد أفضى الثنية ؛ فقال له: يا منحوس تحارب الفقر بالإبرة، ارجع إلى بلدك؛ فأنت صاحب بني أمية ، وسيلقون منك غياً، وستملك ملكاً عظيماً، فقام من فوره، وذلك خوفاً من انتشار الأمر، وأن يقبض عليه بنوأبي اليقظان [بنّ أفلح (241 ـ 281هـ/ 855 ـ 894م)]... فأخذ خبزتين من خباز وألقاهافي كُمِّهِ وخرج فأتى الأندلس(32).
منخلال هذا النص نلاحظ بوضوح موقف الرستميين من ابن حفصون ومن قرطبة على وجه الخصوص،فهم لم يعملوا على دعم أي ثائر ضد الدولة الأموية، وهو الموقف نفسه الذي وقفهالرستمييون سابقاً مع عبد الله البلنسي.
لمتذكر المصادر التي بين أيدينا شيئاً عن العلاقة بين تاهرت وقرطبة بعد وفاة الأميرمحمد بن عبد الرحمن حيث تولى الأمر بعده ابنه المنذر (273 ـ 276هـ/ 886 ـ 888م )،ولم تطل أيامه؛ فانتقل أمر الأندلس إلى أخيه عبد الله بن محمد (275 ـ 300هـ/ 888 ـ 912م)، وتميز عهده بكثرة الثوار عليه؛ فمنهم المولدون كابن حفصون ودسيم بن إسحاق،ومنهم البربر كبني موسى بن ذي النون، ومنهم العرب كإبراهيم بن حجاج الذي استقلّبإشبيلية وقرمونة(33) ونظراً لهذه الأوضاع المتردية، كان حاكم قرطبة بحاجة إلىتأييد تاهرت ومساعدتها، وعلى الرغم من عدم وجود أدلة تؤكد الاتصال بين الطرفين إلاأنه من المحتمل جداً أن العلاقة الطيبة قد استمرت بين العاصمتين، ولكن المؤرخين لميشيروا إليها لأنهم ركزوا جلّ اهتمامهم على مجريات الأوضاع الداخلية، وبخاصة علىالثورات التي قامت في شتى نواحي البلاد.
نظراللظروف العصيبة التي كانت تمر بها الإمارة الأموية في الأندلس؛ فإنها لم تكن قادرةعلى تقديم أية مساعدة للرستميين عندما داهمهم جيش أبي عبد الله الذي تمكن من القضاءعلى الإمامة الرستمية في تاهرت في ظرف زمني وجيز، حيث خرج من إفريقية في 15 رمضان 296هـ (ليلة 8 جوان 909م)، ووصل إلى تاهرت في 6 شوال 296 هـ الموافق لـ 28 جوان سنة 909م، وما يفسر هذه السرعة في القضاء عليها هو تدهور الأوضاع الداخلية في عاصمةالرستميين بسبب الفتن والقلائل التي ميزت عهد آخر أئمتها، ويتعلق الأمر بـ "يقظانبن أبي اليقظان" (294 ـ 296هـ/ 906 ـ 909م)، وقد مكنت هذه الأوضاع أبا عبد اللهالشيعي من دخول تاهرت واستباحتها ونهبها، وإحراق جزء هام من المؤلفات التي كانتتحويها المكتبة المعروفة بالمعصومة(34).
لمتكن العلاقات السياسية هي كل ما يربط الرستميين بالإمارة الأموية في بلاد الأندلس،بل قامت بين الدولتين علاقات اقتصادية وثيقة، وتتمثل خاصة في المبادلات التجارية،ومما ساعد نموها تلك التسهيلات التي منحها الرستميون للتجار القادمين من الأندلس،حيث فتحت أمامهم الطريق إلى سائر العالم الإسلامي، وقد قويت العلاقة التجارية في ظلحاجة الأمويين بالأندلس إلى مختلف المنتجات وبخاصة الزراعية منها نظراً للفتنوالثورات التي قامت خلال فترة هذه الدراسة، والتي حالت دون تحقيق الأندلسيينللاكتفاء الغذائي إضافة إلى أن الأندلسيين كانوا في حاجة إلى أسواق خارجية لتصريفالمنتجات الفائضة عن حاجتهم.
فتحالرستميون الموانئ التابعة لهم في كل من تنس التي بنى القسم الحديث منها جماعة منالبحريين الأندلسيين من أهل إلبيرة وأهل تدمير في سنة 262هـ/ 872م (35)، ومرسى (فروخالدجاج) ووهران التي بناها جماعة من الأندلسيين في عام 290هـ(36) لاستقبال البضائعالأندلسية ، ولا سيما المنسوجات الحريرية، كما قاموا بدور الوسيط في نقل هذه المنتجاتوتصريفها في بلاد السودان ومصر وبلاد المشرق الأخرى، كما أن الرستميين كانوا يزودونالأندلسيين بسلع مختلفة كانوا في حاجة إليها ، وبخاصة المنتوجات الزراعية والعبيد،وبذلك أصبحت الدولة الرستمية سنداً قوياً للإمارة الأموية في عمليات التصديروالاستيراد، وتزويدها بكل ما تحتاج إليه، ونتج عن ذلك نشاط الأساطيل التجاريةالأندلسية، وازدهار المدن والموانئ الرستمية والأندلسية على حدّ سواء(37).
وصاحبهذه العلاقات السياسية والاقتصادية روابط ثقافية هامة بين الرستميين والأمويين فيالأندلس، إذ أصبحت الدولة الرستمية الجسر الذي ضمن استمرار التدفق الحضاري منالمشرق إلى بلاد الأندلس، وعن طريق الرستميين نجح أمراء بني أمية في الأندلس فيالحصول على ما يحتاجون إليه من كنوز المشرق ومؤلفاته وكذا علمائه، وبذلك فإن حكامتاهرت قد قاموا بدور الوسيط الثقافي حيث أخذوا عن المشرق وأعطوا للأندلس.
نتيجةلهذا الدور الثقافي الذي اضطلع به الرستميون، ظهرت مؤثرات إباضية في بلاد الأندلسإذ إنه من الطبيعي أن تترك هذه العلاقات القوية آثارها في الشعب الأندلسي، وإن لميكن لها من القوة ما يظهرها بشكل واضح نتيجة لسيطرة العقيدة السنية المطلقة علىالأندلسيين، وقد ظهرت هذه التأثيرات في مناطق الاحتكاك التجاري بين الرستميينوالأمويين في قرية بلفين (منطقة ألمرية) التي كان أهلها على مذهب الخوارج(38)، وكانأحد المعلمين في قرطبة، واسمه جابر بن غيث اللبلي يعلم أبناء الوزير هشام بن عبدالعزيز، وكان هذا المعلم كثير التشدّد حتَّى إنه كان في صرامته يقاربالإباضية(39).
وإلىالأندلس رحل كثير من علماء الدولة الرستمية، يسمعون على علمائها ويروون عنهم، ومنهؤلاء قاسم بن عبد الرحمن التاهرتي الذي يقول عنه الحميدي إنه: "دخل الأندلس وكانمن جلساء بكر بن حماد التاهرتي وممن أخذ عنه، وهو والد أبي الفضل أحمد بن قاسم الذييروي عنه أبو عمر بن البر(40)".
ومنهمأحمد بن قاسم بن عبد الرحمن التاهرتي البزاز أبو الفضل، ويقول عنه الحميدي: "ولدبتاهرت وأتى مع أبيه صغيراً إلى الأندلس، وقال أبو عمر بن عبد البر سمع أبو الفضلالتاهرتي من ابن أبي دليم وقاسم بن أصبغ ووهب بن مسرة ومحمد بن معاوية القرشي وأبيبكر الدينوري، وكان ثقة فاضلاً، اختصّ بالقاضي منذر بن سعيد البلوطي وسمع منهتواليفه كلها، قال أبو عمر: وقد لقيته وسمعت كثيراً منه".
ويضيف الحميدي قائلاً: "أخبرنا أبو عمر يوسف بن عبد الله النمري، قال: حدثني أحمد بن قاسم التاهرتي بكتاب "صريح السنة" لأبي جعفر محمد بن جرير الطبري وبكتاب "فضائل الجهاد" له وبرسالته إلىأهل طبرستان المعروفة بالتبصير" عن أبي بكر أحمد بن الفضل الدينوري عنالطبري(41)".
ومنهمبكر بن حماد، وهو أبو عبد الرحمن بكر بن حماد بن سمك بن إسماعيل الزناتي أوالتاهرتي (200 ـ 296هـ/ 816 ـ 909م) الذي نشأ بتاهرت، وأخذ عن علمائها، والتحقبالقيروان سنة 217 هـ فأخذ بها عن الشيخ سحنون وعون بن يوسف، ثمَّ انتقل إلى المشرقوطاف بحواضره العلمية، وتزود منها بعلوم الدين والحديث واللغة والأدب، ثمَّ عاد إلىالقيروان، وانتصب لإملاء الحديث، كما كان يملي قصائده الشعرية الرائعة(42)، ويقولعنه أبو عبيد البكري: "كان ثقة مأموناً حافظاً للحديث"، وقال عنه ابن عذاري: "كانعالماً بالحديث وتمييز الرجال وشاعراً مفلقاً تصدر بجامع القيروان لإملاء الأدبوالعلم منذ سن 274هـ/ 887م؛ فارتحل إليه الكثير من أهل الأندلس للأخذ عنه والتخرجعلى يديه وكان منهم قاسم بن أصبغ البياني(43).
ممَّاسبق ذكره يتجلى بوضوح مدى الارتباط الوثيق الذي كان بين الدولة الرستمية في تاهرتوالإمارة الأموية في قرطبة، وعلى الرغم من الاختلاف المذهبي إلا أن ذلك لم يقفحائلاً دون ربط علاقات سياسية واقتصادية وثقافية بين الدولتين، وهو الأمر الذي يبينرغبة الحكام في خدمة مصالح شعبيهما، ومن ورائها مصالح الشعوب الإسلامية، وبخاصة فيبلاد الأندلس التي كانت تواجهه هجمات شرسة من قبل النصارى الطامعين في استرجاعها،وإخراجها من حظيرة العالم الإسلامي.
ـــــــــــــــــــــ
* أستاذ محاضر في تاريخ المغرب الإسلامي ـ قسم التاريخ وعلم الآثار ـ جامعة وهران
(1) الدولة الرستمية بالمغرب الإسلامي : محمد عيسى الحريري ـ دار القلم للنشر والتوزيعـ الكويت ـ ط3 ـ 1408 هـ/ 1987م ـ ص 187.
(2) نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب : أبو العباس أحمد المقرّي ـ تحقيق محمد محييالدين عبد الحميد ـ دار الكتاب العربي ـ بيروت ـ ج4 ص 28.
(3) العلاقات الخارجية للدولة الرستمية : جودت عبد الكريم يوسف ـ المؤسسة الوطنيةللكتاب ـ الجزائر ـ 1984 ـ ص 127.
(4) تاريخ المغرب الكبير ـ العصر الإسلامي ـ ج2 : السيد عبد العزيز سالم ـ دار النهضةالعربية ـ بيروت ـ 1981 ـ ص 569.
(5) بلاد الجزائر ـ تكوينها الإسلامي والعربي : إبراهيم العدوي ـ مكتبة الأنقلو مصرية ـالقاهرة ـ 1970 ـ ص 220
(6) محمد عيسى الحريري : نفس المرجع ـ ص 109 / طبقات المشائح بالمغرب : الدرجيني ـتحقيق إبراهيم طلاي ـ مطبعة البعث ـ قسنطينة ـ 1384هـ/ 1974م ـ ج1 ـ ص 46.
(7) جودت عبد الكريم يوسف : نفس المرجع ـ ص ص 128 ـ 129.
(8) Histoire de l’Espagne musulmane-E.Lèvy Provencal- G.P.Maisonneuve-Paris- 1950-t.1p.108
(9) تاريخ إسبانياالإسلامية : ابن الخطيب لسان الدين ـ تحقيق ليفي بروفنسال ـ مطبوعاتدار المكشوف ـ بيروت ـ ط2 ـ 1956 ـ ص 11.
(10) البيان المغرب في أخبار الأندلس والمغرب : ابن عذاري المراكشي ـ تحقيق ج س كولانوليفي بروفنسال ـ دار الثقافة ـ بيروت ـ 1400هـ/ ج2 ـ ص 63.
(11) لسان الدين ابن الخطيب : نفس المصدر ـ ص 11/ ابن عذاري ـ نفس المصدر ـ ج2 ص 63.
(12) العبر وديوان المبتدأ والخبر في تاريخ العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذويالسلطان الأكبر : ابن خلدون عبد الرحمن ـ دار الكتاب اللبناني ـ مكتبة المدرسة ـبيروت ـ 1983م ـ ج7 ـ ص 270.
(13) تاريخ المسلمين في الأندلس : السيد عبد العزيز سالم ـ دار المعارف ـ بيروت ـ ط1 ص 220.
(14) E.Levi provençal – opcit-t.1-p.171.
(15) الخوارج في الأندلس : محمد مكي ـ مجلة الأبحاث المغربية الأندلسية ـ العدد الأول ـتطوان ـ 1956 ـ ص 172.
(16) المغرب في حل المغرب : ابن سعيد المغربي ـ تحقيق زكي محمد حسين وآخرون ـ كليةالآداب بجامعة فؤاد الأول ـ القاهرة ـ 1953 ـ ج2 ص 246.
(17) إبراهيم العدوي : نفس المرجع ـ ص 222.
(18) ابن سعيد المغربي : نفس المصدر ـ ج2 ـ ص 60/ المقري ـ نفح الطيب ـ ج1 ص 333.
(19) الحلة السيراء : ابن الأبّار القضاعي ـ تحقيق حسين مؤنس ـ الشركة العربية للطباعةوالنشر ـ القاهرة ـ ط1 ـ 1963 ـ ج2 ص 372.
(20) نفسه : ج2 ص 373.
(21) ابن عذاري المراكشي : نفس المصدر ـ ج 2 ص 83.
(22) نفسه ـ ج2 ص 83/ السيد عبد العزيز سالم : تاريخ المسلمين في الأندلس ـ ص 230.
(23) ترصيع الأخبار وتنويع الآثار والبستان في غرائب البلدان والمسالك إلى جميع الممالك: العذري أحمد بن عمر بن أنس ـ تحقيق عبد العزيز الأهواني ـ مطبعة معهد الدراساتالإسلامية بمدريد ـ 1965 ص 99 ـ 100.
(24) المقتبس من أنباء أهل الأندلس : ابن حيان القرطبي ـ تحقيق محمود علي مكي ـ دارالكتاب العربي ـ بيروت ـ 1393هـ/ 1973م ـ ص 372.
(25) ابن الآبّار : نفس المصدر ـ ج2 ص 372.
(26) تاريخ افتتاح الأندلس : أبو بكر بن القوطية ـ تحقيق إسماعيل العربي ـ المؤسسةالوطنية للكتاب ـ الجزائر ـ 1989 ـ ص 59.
(27) نفسه : ص 59.
(28) نفسه : ص 59.
(29) إبراهيم العدوي : نفس المرجع ـ ص 222 ـ 223.
(30) Levi provençal-op.cit-T1-P.156
(31) ابن سعيد المغربي : نفس المصدر ـ ج2 ص 46.
(32) ابن القوطية : نفس المصدر ـ ص 77 ـ 78.
(33) ابن عذاري : نفس المصدر ـ ج2 ص 122/ ابن القوطية ـ نفس المصدر ـ ص 83 وما بعدها.
(34) الأزهار الرياضية في أئمة ملوك الأباضية : الباروني ـ مطبعة الأزهار البارونية ـد.ت ـ ج2 ص 293.
(35) المغرب في بلاد إفريقية والمغرب : البكري أبو عبيد ـ نشر البارون دوسلان ـ مطبعةالحكومة العامة ـ الجزائر ـ 1857م ـ ص 70.
(36) المدن المغربية : إسماعيل العربي ـ المؤسسة الوطنية للكتاب ـ الجزائر ـ 1984 ـ ص 140.
(37) إبراهيم العدوي : نفس المرجع ـ ص 220 ـ 221.
(38) محمود مكي : الخوارج في الأندلس ـ ص 175.
(39) نفسه : ص 173.
(40) جذوة المقتبس في ذكر ولاة الأندلس : الحميدي أبو عبد الله ـ تحقيق روحية عبد الرحمنالسويفي ـ دار الكتب العلمية ـ بيروت ـ ط1 ـ 1417هـ ـ 1997م ـ ص 299.
(41) نفسه : ص 124 ـ 125.
(42) المغرب العربي: تاريخه وثقافته ـ رابح بونار ـ ش.و.ن.ت ـ الجزائر ـ 1981 ـ ص 121 ـ 122.
43) تاريخ الجزائر العام : عبد الرحمن بن محمد الجيلالي ـ ديوان المطبوعات الجامعية (الجزائر) ـ دار الثقافة (بيروت) ـ 1402هـ ـ 1982م ـ ج1 ص 179.
المصادر والمراجع:
1 ـالأزهار الرياضية في أئمة ملوك الأباضية : الباروني ـ مطبعة الأزهار البارونية ـ ج2ص 293.
2 ـبلاد الجزائر : تكوينها الإسلامي والعربي ـ إبراهيم العدوي ـ مكتبة الأنقلو مصرية ـالقاهرة ـ 1970 ـ ص 220.
3 ـالبيان المغرب في أخبار الأندلس والمغرب : ابن عذاري المراكشي ـ تحقيق ج.س. كولانوإ. ليفي بروفنسال ـ دار الثقافة ـ بيروت ـ 1400هـ/ 1980م ـ ج2 ص 63.
4 ـتاريخ إسبانيا الإسلامية : ابن الخطيب لسان الدين ـ تحقيق ليفي بروفنسال ـ مطبوعاتدار المكشوف ـ بيروت ط2 ـ 1956 ـ ص11.
5 ـتاريخ افتتاح الأندلس : أبو بكر بن القوطية ـ تحقيق إسماعيل العربي ـ المؤسسةالوطنية للكتاب ـ الجزائر ـ 1989 ـ ص 59.
6 ـتاريخ الجزائر العام : عبد الرحمن بن محمد الجيلالي ـ ديوان المطبوعات الجامعية (الجزائر) ـ دار الثقافة (بيروت) ـ 1402هـ ـ 1982م ـ ج1 ص 179.
7 ـتاريخ المسلمين في الأندلس : السيد عبد العزيز سالم ـ دار المعارف ـ بيروت ـ ط1 ص 220.
8 ـتاريخ المغرب الكبير ـ العصر الإسلامي ـ ج2 : د. السيد عبد العزيز سالم ـ دارالنهضة العربية ـ بيروت ـ 1981 ـ ص 569.
9 ـترصيع الأخبار وتنويع الآثار والبستان في غرائب البلدان والمسالك إلى جميع الممالك: العذري أحمد بن عمر بن أنس ـ تحقيق عبد العزيز الأهواني ـ مطبعة معهد الدراساتالإسلامية بمدريد ـ 1965 ـ ص 99 ـ 100.
10 ـجذوة المقتبس في ذكر ولاة الأندلس : الحميدي أبو عبد الله ـ تحقيق روحية عبد الرحمنالسويفي ـ دار الكتب العلمية ـ بيروت ـ ط1 ـ 1417هـ ـ 1997م ـ ص 299.
11 ـالحلة السيراء : ابن الآبّار القضاعي ـ تحقيق حسين مؤنس ـ الشركة العربية للطباعةوالنشر ـ القاهرة ـ ط1 ـ 1963 ـ ج2 ص 372.
12 ـالخوارج في الأندلس : محمد مكي ـ مجلة الأبحاث المغربية الأندلسية ـ العدد الأول ـتطوان 1956 ـ ص 172.
13 ـالدولة الرستمية بالمغرب الإسلامي : محمد عيسى الحريري ـ دار القلم للنشر والتوزيعـ الكويت ـ ط3 ـ 1408 هـ/ 1987م ـ ص 187.
14 ـطبقات المشائح بالمغرب : الدرجيني أبو العباس أحمد بن سعيد ـ تحقيق إبراهيم طلاي ـمطبعة البعث ـ قسنطينة 1384هـ/ 1974م ـ ج1 ـ ص 46.
15 ـالعبر وديوان المبتدأ والخبر في تاريخ العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذويالسلطان الأكبر : ابن خلدون عبد الرحمن ـ دار الكتاب اللبناني ـ مكتبة المدرسة ـبيروت ـ 1983م ـ ج7 ـ ص 270.
16 ـالعلاقات الخارجية للدولة الرستمية : جودت عبد الكريم يوسف ـ المؤسسة الوطنيةللكتاب ـ الجزائر ـ 1984 ـ ص 127.
17 ـالمدن المغربية : إسماعيل العربي ـ المؤسسة الوطنية للكتاب ـ الجزائر ـ 1984 ـ ص 140.
18 ـالمغرب في بلاد إفريقية والمغرب : البكري أبو عبيد ـ نشر البارون دوسلان ـ مطبعةالحكومة العامة ـ الجزائر ـ 1857م. ص 70.
19 ـالمغرب في حلى المغرب : ابن سعيد المغربي ـ تحقيق زكي محمد حسين وآخرون ـ كليةالآداب بجامعة فؤاد الأول ـ القاهرة ـ 1953 ـ ج2 ـ ص 246.
20 [/color:b