وليس هناك ما يشير إلى تصورهم لماهية الجن , لكن ما ورد في القرآن من وصف المشركين الرسول بأنه مجنون ربما يعني قصدهم كون ما يرد إليه إنما هو من الجن , إذ لا يمكن أن يكون منطقياً في تصورهم وصف الرسول بأنه مجنون بمعنى فقدان العقل , إذ عرف بينهم بالاتزان والحكمة، فيكون قصدهم أن ما يدعيه من الوحي ليس من الملائكة الخيرين الذين طلبوا منه إثبات إنزالهم عليه، وما يؤيد هذا المعنى للجنون إجابة القرآن على تهمة الرسول بالجنون بأن القرآن تنزيل من الله بواسطة الملك(80) ، لاسيما وأن العرب كانوا يتصورون اتصال الجن مع الإنس , لاسيما الشعراء والكهان والسحرة(81) ، هذا ومعظم ما ورد في القرآن عن الجن وإبليس والشيطان لاسيما ما ورد بأسلوب تقريري في سياق العبرة والعظة والتذكير يشير إلى كونه مما هو معلوم عند العرب(82) .
هذا ولعالم الجن دور هام في حياة العرب إذ كانوا في تصورهم هم مصدر التنبؤ والكهانة والسحر والشعر، ونظراً لما يحتله من يمارس هذه الأشياء من مكانة فقد كانت مصدر تنافس بين القبائل مما ساعد على انتشار هذه الظاهرة(83) ، وهذا الجانب من الحياة العربية كان كأي جانب آخر عرضة للتطور والتغير، وما كان عليه الحال قبل البعثة هو نتيجة لتطور مستمر دام آلاف السنين , قام به رجال من أهل الجاهلية , إما بشعور ذاتي أو بتأثر خارجي من خلال الاتصال متعدد الأشكال مع العالم الخارجي.
وهذه المقاربة العربية للغيب ومحاولات المتنبئين تذكرنا بتاريخ النبوة عند العرب وما ذكرهم به القرآن من نبوة هود وصالح باعتبارهم معروفين من قبلهم(84) .
هذا وما يحمله العرب من تصور للنبوة والنبي , وما ينبغي أن يكون عليه من تأييد وقدرات خارقة كان مما دعاهم لرفض نبوة محمد التي لم تأت بالخوارق التي سمعوا عنها مما جاء به الأنبياء من قبل(85) .
هذه التصورات للآلهة وللغيب على ما ينطوي عليه من تنوع أورثت عندهم تطلعاً لإرضائها والتقرب إليها خوفاً أو رغبة، فكانت لديهم بعض الطقوس و العادات والمحرمات .
- الطقوس والمحرمات : كل عقيدة تفرض على معتنقيها طقوساً وتعاليم تميزها عن غيرها يفرضها مصدر الدين أو يتم تشكلها عبر الزمن , وقد تتأثر بالعقائد الأخرى أو الموروث الاجتماعي كما يمكن أن تتطور العادات والمواسم لتصبح طقساً دينياً .
تشير الآيات القرآنية(86) إلى وجود طقس الصلاة بين الجاهلين لكن ليس هناك ما يدل على طريقة هذه الصلاة(87) ، وتشير أية فرض الصوم إلى قدم هذه الفريضة على من سبق من أهل الكتاب , ولا يستبعد بعض المؤرخين وجودها بين العرب أو كونها من بقايا شريعة إبراهيم(88) ، وكذلك الاعتكاف كعبادة دينية ورياضة روحية كان ممارساً قبل البعثة وقد أشار القرآن إلى الاعتكاف في البيت الحرام(89) .
واسم يوم الجمعة يدل على اجتماعهم فيه , وربما اعتباره مشتملاً على خصوصية دينية(90) ، أما عبادة الحج فلا توجد أخبار مدونة عن مناسكه وشعائره عند الجاهلين(91) لكن الآيات القرآنية(92) صريحة في كونها من العبادات التي كانت سائدة قبل البعثة ومنذ عهد إبراهيم(93) .
بل إن مكة ارتبطت بفريضة الحج التي أصبحت مقوماً من مقومات مكانة مكة، أما عن كيفية الحج عندهم فقد أشارت الآيات إلى وجود أشهر خاصة بالحج , وكانوا يتلاعبون بها، ولعل يوم الحج الأكبر الذي وردت فيه البراءة من المشركين هو يوم عرفة , إذ التسمية معروفة عندهم , وقد جاءت البراءة في نفس اليوم، وكذلك شبه القرآن بعث الجاهلين بعد الموت بالتزامهم النصب مما يشير إلى كونهم يلتزمونها أثناء طوافهم(94) .
كما أمروا بترك ما كان في الجاهلية والإفاضة من حيث أفاض الناس، وكذلك السعي والهدي والقلائد وحرمة الصيد مما كان سائداً في مراسم الحج في الجاهلية، وبهذه الصورة يكون الإسلام قد صحح الحج الذي كان وخلصه من شوائب الشرك والوثنية وما لا يتلاءم مع قيم الإسلام(95) ، هذا ومن الشعائر التي كانت سائدة في الجاهلية كما هو الشأن في سائر الأديان تقليد القربان سواء ما كان متصلاً بهدي الحج أو مستقلاً عنه(96) .
وقد وصل ببعضهم تقديم القربان البشري وهو أحد أسباب وأد البنات عندهم وتشير بعض الآيات إلى اقتران ذلك بالشرك(97) ، وبذلك تكون هذه الشعيرة من بقايا الشعائر الدينية التي كانت سائدة في القديم(98) .
هذا وبالإضافة للشعائر كانت لدى الجاهلين بعض المحرمات, منها ما هو مرتبط بالحج كما أشرنا فيما يخص الأشهر الحرم , ومنها ما هو مرتبط بالقربان أو أنواع الحيوان , وما يؤكل منها وما لا يؤكل , وقد أشار القرآن إلى ما ابتدعوه من هذه المحرمات(99) وما أطلقوه عليها من أسماء كالسائبة والحام والوصيلة والبحيرة(100) .
وقد اختلف كثيراً في تفسير هذه الأسماء , ولا يمكن الجزم بمعناها لكن الأهم هو ما تشير إليه من أن الجاهليين كانوا يراعون هذه الأمور مراعاة شديدة , ولهم فيها قواعد وأحكام ترجع إلى تقاليد قديمة حافظوا عليها إلى أن منعها الإسلام(101) .
إن ما أوردناه من كيفية إشارة القرآن لما كان سائداً من أفكار وعقائد وأعراف وعادات , وتصحيحه لها وإقرار ما كان صحيحاً منها، بل واستعماله لمصطلحات كانت سائدة وتطويرها، حتى إن أهم مصطلحات الدين الحلال والحرام كانت سائدة قبل الإسلام، يدل على وجود فكر ديني وقانوني كان يحكم مسيرة العرب قبل الإسلام(102) ، وعلى الصعيد الأخلاقي فقد كانت المروءة عند الجاهليين كالدين عند المسلمين فهي أقصى ما يكون من أخلاق في الرجل , فكان لها دور في تكريس الشجاعة والمساواة والأريحية والكرم وغيرها من القيم الأخلاقية التي أقرها الإسلام(103) .
خاتمة:
هذه التفاصيل القرآنية التي أوردناها حول المجتمع العربي قبل الإسلام لاسيما فيما يخص الجانب الديني تدل على أن العرب لم يكونوا متفقين على عبادة موحدة , ولم يكونوا يعبدون إلهاً واحداً أو أصناماً معينة , كما لم يكونوا جميعاً على سوية واحدة في التفكير الديني، فلم يكن الانحطاط الديني عاماً للجميع(104) ، فقد كانت الجزيرة العربية تمثل اختزالاً لما كان يسود الكون من أفكار وأديان في العالم آنذاك , وذلك ما أهَّلها لتكون مهداً لرسالة عالمية تخاطب العالم , وتخرج من وسط تجمُّع له صلة بما يسود الفكر الديني في عصرها.
هذه المقاربة إن بدت موغلة في التاريخ فإن جوهرها وما طرحته من رؤية حول تلك الفترة له صلة بحاضر العالم اليوم، فلئن ساد في الفكر الإحيائي في القرن الماضي وصف العالم بالجاهلية، وبدا ذلك متناقضاً من ناحيتين: المفارقة في المقارنة بين زمنين مختلفين ومفارقة مضمون المفهوم، فإن ما تفيده مقاربتنا أن الإنسان أحوج ما يكون للدين عندما يكون متقدماً وعالماً ومتطوراً، والأنبياء إنما كانوا يبعثون في بيئة حضرية متقدمة، والقيم الأخلاقية يحتاجها الغني أكثر من الفقير , والقوي أكثر من الضعيف.
لذلك فإن عالم اليوم المتقدم والدول المتعملقة على أكتاف الضعفاء إنما تحتاج إلى بعث جديد يحيي فيها قيم الإنسانية التي جاء بها الأنبياء , ويفتح أفق الإنسان لتصحيح التاريخ وتوجيهه نحو التي هي أقوم, كما وجهته الرسالة الخاتمة عندما بعث محمد صلى الله عليه وسلم في أم القرى، فتحول الكون إلى قرية اليوم يشبه أحوال مكة أم القرى عند البعثة , حيث امتزاج الأفكار والأديان والأعراق ومحوريتها بين القرى.
ويبقى التاريخ مصدراً حضارياً وملهماً أساسياً لمن يبتغي رؤية المستقبل رؤية بعيدة، فحاضر اليوم "وَلَنْ تَجِد لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً " ليس إلا نتيجة ما فعل بالأمس , والغد ليس إلا نتيجة ما نفعله اليوم.
المصدر : الملتقى الفكري للإبداع
ــــــــــــــــــــ* كاتب سوري الإحالات:
1) انظر : جواد علي، تاريخ العرب قبل الإسلام :5/11-19 ، وقد أشار إلى عدم وجود أي نص من تلك الفترة يتعلق بأمور دينية مباشرة، كما لا توجد كتب كتبها يونان أو لاتين أو سريان أو غيرهم عن أساطير العرب في الجاهلية ، وانظر أيضاً: صالح أحمد العلي، تاريخ العرب القديم والبعثة النبوية:205، دومينيك سورديل، الإسلام :24 .
2) استطاع محمد عزة دروزة من خلال ما ورد في القرآن أن يبني صورة متكاملة عن بيئة عصر الرسول عند بعثته وذلك بتتبع الآيات المتعلقة بنقد أفكارهم وما ورد من تشريعات تصحح أو تنسخ ما كانوا عليه ، وكذلك من خلال المفاهيم والمصطلحات القرآنية المستعملة بلغتهم في سياق يدل على إلمامهم بمضامينها ، وقد أسمى كتابه المتميز في موضوعه (عصر النبي عليه السلام وبيئته قبل البعثة ) وقد كتبه عام 1940 ونشره أول مرة عام 1946 ، وأعاد تنقيحه ونشره في طبعة ثانية عام 1964 وقد صدر عن دار اليقظة العربية في بيروت وسنعتمد على هذه الطبعة في الإحالة عليه .
3) انظر: صالح أحمد العلي ، م.س:206 .
4) انظر: محمد عزة دروزة ، م.س :7 .
5) قام بعض الباحثين بالخلط التام بين الحضر والبدو حتى في العناوين، فاعتبر كل ما ورد من عادات ونظم سابقة للإسلام نظماً بدوية، ودرسها تحت هذا العنوان، ولاحظ أن أثرها استمر في الإسلام وعبر التاريخ (صالح أحمد العلي ، تاريخ العرب القديم : 157 وما بعدها ) ، ولعل مفهوم القبيلة الذي كان سائداً في الحضر والبدو أدى إلى هذا الخلط .
6) انظر : خليل أحمد خليل ، جدلية القرآن:60.
7) انظر: دومنيك سورديل ، م.س :51 .
8) ورد ذكر الأعراب في القرآن عشرة مرات
9) {مَا كَانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ أَنْ يَتَخَلَّفُوا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ وَلَا يَرْغَبُوا بِأَنفُسِهِمْ عَنْ نَفْسِهِ} [التوبة:120] .
10) أبرز ما ورد عنهم في سورة التوبة :" الْأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا وَأَجْدَرُ أَلَّا يَعْلَمُوا حُدُودَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ(97)وَمِنْ الْأَعْرَابِ مَنْ يَتَّخِذُ مَا يُنفِقُ مَغْرَمًا وَيَتَرَبَّصُ بِكُمْ الدَّوَائِرَ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ(98)وَمِنْ الْأَعْرَابِ مَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَتَّخِذُ مَا يُنفِقُ قُرُبَاتٍ عِنْدَ اللَّهِ وَصَلَوَاتِ الرَّسُولِ أَلَا إِنَّهَا قُرْبَةٌ لَهُمْ سَيُدْخِلُهُمْ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ(99) وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ(100)وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنْ الْأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لَا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ(101)وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ(102) .
11) انظر حول الأعراب في القرآن وطبائعهم ، محمد عزة دروزة ، م.س:44-49 .
12) انظر: عبد الحليم محمود ، القرآن والنبي : 56
13) انظر: هشام جعيط: الشخصية العربية الإسلامية : 138 ، وله أيضاً في السيرة النبوية:28 ، كارين أرمسترونغ ، الله والإنسان :143.
14) انظر: كارين أرمسترونغ ، م.س : 144 .
15) انظر: دومنيك سورديل ، م.س :54 .
16) انظر:الحاج محمد وصفي ، الارتباط الزمني والعقائدي بين الأنبياء والرسل:340 .
17) "وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنْ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ قَالَ وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (126) وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنْ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيم ُ(127) رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (128)رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمْ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (129) "البقرة
18) "إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ" [آل عمران :96 ] .
19) انظر: عبد العزيز كامل : القرآن والتاريخ ، مجلة عالم الفكر ، مجلد:12 ، عدد:4 /1982 ص:21 .
20) انظر : صالح أحمد العلي ، م.س:129 .
21) "وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَتُنْذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لَا رَيْبَ فِيهِ فَرِيقٌ الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ " [الشورى:7] والقرية هي مجتمع القوم الذين يبعث إليهم الرسل , ويدخل تحت هذا اللفظ المدينة لأنها مجتمع الأقوام (انظر: الرازي، التفسير: 14/150 ) .
22) يرى ابن حيان أن من حولها يشمل جميع الأرض وليس ما يخص جزيرة العرب، انظر له: البحر المحيط:4/179 .
23) هذا ما تشير إليه سورة النصر "إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ(1)وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا(2)فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ ِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا(3) .
24) انظر: محمد عزة دروزة، م,س:32 .
25) انظر : صالح أحمد العلي ، م.س : 131- 138 .
26) "لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ(1)إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ(2)فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ(3)الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ" .
27) انظر: محمد عزة دروزة، م.س:34 وما بعدها .
28) أشار القرآن إلى ذلك في سورة الجمعة وموقفهم عندما تركوا الصلاة لقدوم التجارة " وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا قُلْ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ مِنْ اللَّهْوِ وَمِنْ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ(11)" وهذا يدل أيضاً على استمرارية التجارة بينهم بعد الهجرة لأن سورة الجمعة مدنية .
29) يرجع تاريخ مكة إلى عهود قديمة ، فقد ذكرها بطليموس باسم مكرابو أي المقدسة مما يدل على قدم قدسيتها (انظر: صالح أحمد العلي ، م.س : 138 ) كما أن هناك آيات كثيرة تدل على قدم حرمة مكة (انظر: محمد عزة دروزة ، م.س:314) .
30) انظر:محمد عزة دروزة، م.س:79 .
31) انظر:صالح أحمد العلي ، م.س: 148 وما بعدها ، وقد أشير إليه في سورة التوبة:" إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا لِيُوَاطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ فَيُحِلُّوا مَا حَرَّمَ اللَّهُ زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ(37)" وحرمة الأشهر الحرم قديمة عند العرب ( انظر: محمد عزة دروزة ، م.س:344-345 ) .
32) انظر:صالح العلي، م.س :150 أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللَّهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ(19) "
33) انظر: صالح أحمد العلي، م.س:146 ومحمد عزة دروزة، م.س:357 ، كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعَن بِالنَّاصِيَةِ(15)نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ(16)فَلْيَدْعُ نَادِيَه(17)سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ(18)كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ العلق وَاقْتَرِبْ(19).
34) انظر: محمد عزة دروزة، م.س:357 وما بعدها .
35) انظر حول ما يدل على ذلك من القرآن : محمد عزة دروزة، م.س:372 وما بعدها .
36) وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ(103) النحل.
37) انظر مثلاً : الأنعام:20-114 ، الأعراف:157 ، يونس:94 ، الرعد:36 -43 ، النحل:43 ، الإسراء:107-108 ، مريم:34-37 ، الحج:34 ، القصص:52-55 ، العنكبوت:46-47 ، الزخرف:57-59،63-65 ( لكن هذه الآيات لم تشر صراحة إلى إقامتهم الدائمة بها , إدارة الموقع ) .
38) انظر حول معالم أهل الكتاب في مكة من خلال الآيات محمد عزة دروزة، م.س:164-165 ، 169-171.
39) انظر: جواد علي ، تاريخ العرب قبل الإسلام:6/6-10 .
40) انظر: م.س :6/55 .
41) انظر : محمد عزة دروزة، م.س : 172،177 ، ولا يمنع ذلك كون بعض اليهود في الحجاز آنذاك من الأميين الذين اعتنقوا اليهودية، ولم يكن لهم علم بكتابها إلا أماني عن طريق الأحبار، وهم فيما نرى من أشارت إليهم الآية: " وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ" [البقرة:78] .
42) انظر: نبيل العلاني : المجتمع الجاهلي من خلال القرآن الكريم:83 ، أطروحة دكتوراه مرحلة ثالثة – المعهد الأعلى لأصول الدين – تونس 1996 .
43) الظن بالله ظن الجاهلية / آل عمران:154، حكم الجاهلية / المائدة: 50 ، تبرج الجاهلية/الأحزاب:33 ، حمية الجاهلية/ الفتح:26 .
44) انظر: خليل أحمد خليل، جدلية القرآن:60، هذا ومفهوم الجاهلية المستخدم في القرآن مستمد من الجهل بمعنى السفه والطيش والإعراض وليس من الجهل الذي هو ضد العلم، فهي جاهلية مقابلة للحلم ( انظر: عودة خليل أبو عودة ، التطور الدلالي بين لغة الشعر الجاهلي ولغة القرآن الكريم: 146- 150).
45) انظر حول ما ذكر: محمد عزة دروزة، م.س: 438-483 ، نبيل العلاني ، م.س:418-585 ، ولا تلازم بين عدم انتشار الكتابة آنذاك وبين عدم انتشار العلوم ، انظر: إبراهيم أنيس ، دلالات الألفاظ:189 ، 192 وما بعدها ، ابن تيمية ، مجموع الفتاوى:17/437-438 .
46) ذكر القرآن امرأة أبي لهب في سورة المسد ، وحول وضع المرأة والعادات والأحوال الشخصية التي كانت سائدة انظر: نبيل العلاني، م.س:344 وما بعدها ، محمد عزة دروزة، م.س:219-267 .، صالح أحمد العلي، م.س:185،171-186 .
47) حول ظاهرة العصبية والقبلية والولاء انظر: دروزة، م.س:268-304 ، العلاني، م.س:384-404 ، صالح العلي، م.س:187-196 .
48) انظر: دروزة، م.س:379-387 ، العلاني، م.س:405-427 .
49) البقرة:62 ، المائدة:69 ، الحج:17 ، ومادة الشرك في القرآن متواترة بما يغني عن العزو إليها .
50) "وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِين "البقرة 89
51) انظر: حسين الحاج حسن ، حضارة العرب في عصر الجاهلية : 181-184 .
52) حول انتشار المسيحية بين العرب انظر كتاب المسيحية العربية وتطوراتها لـ:سلوى بلحاج صالح العايب.
53) " لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ( المائدة82).
54) الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنْ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمْ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمْ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ(الأعراف 157)
55) حول انتشار اليهود والنصارى بين العرب قبل البعثة وعلاقتهم معهم كما يمكن استباطها من القرآن انظر: محمد عزة دروزة ، م.س: 157-217 ، 720-791 .
56) الحج:17 .
57) انظر: جواد علي ، تاريخ العرب قبل الإسلام : 6/284-285 .
58) انظر: م.س:287 ، عبد الحليم محمود ، القرآن والنبي:49 .
59) انظر حول تفسير الصابئة : الطبري ، التفسير: 1/318 وما بعدها ، ابن كثير، التفسير: 1/105 ، ابن الجوزي ، زاد المسير: 1/91-92 .
60) انظر: ابن منظور ، لسان العرب:1/107-108 .
61) انظر:جواد علي ، م.س : 6/310 -313 ، محمد عزة دروزة ، م.س:697-702 ، صالح العلي ، م.س:329-330 .
62) يصل عبد الرحمن بدوي بعد مناقشته ونقده أقوال مختلف المستشرقين في تفسير الصابئين إلى أن هذه الكلمة تكاد تكون لغزاً ميئوساً منه ، انظر: له ، الدفاع عن القرآن ضد منتقديه:85-90 .
63) انظر حول الحنفاء : جواد علي ، م.س: 5/56-59 ، 5/370 وما بعدها ، 6/289 وما بعدها ، عماد الصباغ ، الأحناف ، دروزة ، م.س :704 وما بعدها .
64) انظر : عماد الصباغ ، م.س:100 .
65) انظر: مالك بن نبي ، الظاهرة القرآنية : 117 .
66) انظر: دروزة، م.س:534-535 .
67) م.س:582 .
68) انظر حول آلهة العرب: دروزة، م.س:563-588 ، صالح العلي، م.س:207-232 ، حسين الحاج حسن ، الأسطورة عند العرب في الجاهلية:120 وما بعدها ، نبيل العلاني ، م.س:124-192 ، جواد علي ، م.س:5/65-81 .
69) انظر: محي الدين لاغة، الآلهة والأصنام العربية قبل الإسلام :27-28 شهادة الكفاءة في البحث – كلية العلوم الاجتماعية – جامعة تونس الأولى 1998.
70) انظر: الأنعام:148 ، النحل:35 ، المؤمنون :84-89 ، العنكبوت:61 ، الزخرف :30-87 .
71) انظر حول تصور العرب لله: دروزة ، م.س:661 وما بعدها ، وانظر أنواع الشرك كما تشير إليها الآيات : دروزة ، م.س:535-555 .
72) انظر الآيات التالية : الأنعام :100 ، يونس:68 ، الكهف:4-5 ، النحل:57 ، الصافات:149-157 ، الأنبياء:26-29 ، الزخرف:47-50 ‘ وانظر حول دلالة الآيات على ما أشرنا إليه من المقارنة مع فكر النصارى وتطور الفكر العربي عليه : دروزة، م.س:558-562 .
73) انظر: الأنعام:8 ، هود:12 ، الحجر:6-7 ، الفرقان:7 .
74) انظر:سبأ:40-41 ، الزخرف:22 .
75) انظر: دروزة، م.س:599 .
76) انظر:الصافات:158 .
77) انظر: الأنعام:100 .
78) انظر: دروزة، م.س : 624 .
79) انظر: الإسراء:88 ، النمل:39 ، الصافات:6-11 .
80) انظر:الشعراء:192-195 ، التكوير:17-27 .
81) انظر حول مفهوم الجنون هذا وصلته بالنبوة وتصورها عند العرب: دروزة، م.س:630 وما بعدها ، هشام جعيط ، السيرة النبوية:85 وما بعدها ، علي مبروك ، النبوة من علم العقائد إلى فلسفة التاريخ :77 .
82) انظر: دروزة، م.س:636-654 .
83) انظر: سعد زغلول عبد الحميد، الأنبياء والمتنبئون قبل ظهور الإسلام ، مجلة عالم الفكر:244، وانظر حول انتشار ظاهرة الكهانة والسحر والتعامل مع الجن جواد علي، م.س :5/308-336 .
84) انظر، جواد علي ، م.س:5/358-360 .
85) انظر: دروزة، م,س:685 – 686 .
86) انظر : الأنفال:35 ، المدثر:43-44 ، القيامة:31-32 .
87) انظر: دروزة، م...س:794-795 .
88) انظر: علي عبد الواحد وافي ، الصوم والأضحية بين الإسلام والأديان السابقة:43 .
89) انظر: الحج:25 .
90) انظر: دروزة، م.س:804-807 .
91) انظر: جواد علي، م.س:5/217-218 .
92) انظر:البقرة:196-203 ، آل عمران:95-97 ، الحج:25-33 ، التوبة:3 ، 17-19، 28 ، الأنفال 34-35 .
94) "يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنْ الْأَجْدَاثِ سِرَاعًا كَأَنَّهُمْ إِلَى نُصُبٍ يُوفِضُونَ " [المعارج:43 ]
95) انظر حول دلالة آيات القرآن على مراسم الحج في الجاهلية: دروزة، م.س:306-353 ، نبيل العلاني، م.س:227-245
96) انظر حول النذور والقرابين وأنواعها في الجاهلية جواد علي، م.س:5/196-213 ، صالح العلي ، م.س:258 وما بعدها ، نبيل العلاني، م.س:246-261 ، سارة الجويني حفيز ، القربان في الجزيرة العربية قبل الإسلام عند الأميين :182-200 شهادة الدراسات المعمقة – المعهد الأعلى لأصول الدين – جامعة الزيتونة 1998 .
97) "وَكَذَلِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِنْ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلَادِهِمْ شُرَكَاؤُهُمْ لِيُرْدُوهُمْ وَلِيَلْبِسُوا عَلَيْهِمْ دِينَهُمْ وَلَوْ شَاءَ [اللَّهُ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ .. قَدْ خَسِرَالَّذِينَ قَتَلُوا أَوْلَادَهُمْ سَفَهًا بِغَيْرِ عِلْمٍ وَحَرَّمُوا مَا رَزَقَهُمْ اللَّهُ افْتِرَاءً عَلَى اللَّهِ قَدْ ضَلُّوا وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ "[الأنعام:140] (انظر: ابن حيان ، البحر المحيط:4/229 ) .
98) انظر: جواد علي ، م.س:5/302 .
99) "وَقَالُوا مَا فِي بُطُونِ هَذِهِ الْأَنْعَامِ خَالِصَةٌ لِذُكُورِنَا وَمُحَرَّمٌ عَلَى أَزْوَاجِنَا وَإِنْ يَكُنْ مَيْتَةً فَهُمْ فِيهِ شُرَكَاءُ سَيَجْزِيهِمْ وَصْفَهُمْ إِنَّهُ حَكِيمٌ [ الأنعام:139 ] .
100) انظر: المائدة:103 .
101) انظر:جواد علي ، م.ٍس:5/209 ، نبيل العلاني ، م.س:254 .
102) انظر : جواد علي ، م.س:6/327-336 .
103) انظر: ن.م :6/326 ، كارين أرمسترنغ ، الله والإنسان:145 ، هشام جعيط ، أزمة الثقافة الإسلامية :49 .
104) انظر: جواد علي، م..س5/29 ،66/347 ، عبد الحليم محمود ، م.س:50