سكان الجزائر الأصليون هم الأمازيغ و الذي يعني الرّجل الحر.
سبب تواجدهم في المكان تاريخيا غير واضح، هجرات من غرب أوروبا (هناك أمازيغ بيض، زرق الأعين) و من الشمال الشرقي الليبي، أيضا من الطرف الصحراوي الإفريقي، شكلت كلها المجتمع الأمازيغي قديما. لا يلاحظ فرق جسمي واضح بين عرب الجزائر و الأمازيغ، يدل هذا على تمازجهم لفترات.
البربري (بتخفيف الراء) كلمة يونانية أطلقت على سكان شمال إفريقيا زمن الوندال، لها علاقة ب (البرابرة) BARBARES، أطلقها القديس أوغستين على الأمازيغ التي اعتنقت مذهب الدوناتسيين لتصبح Berbères (بربر) لم يعرف المؤرخون العرب أصل الكلمة، فظهرت تأويلاتهم مبنية على الخيال:
من كتاب العبر لابن خلدون، الجزء السادس ص 104: يقال إن أفريقش بن قيس بن صيفي من ملوك التبابعة لما غزا المغرب وإفريقية، وقتل الملك جرجيس وبنى المدن والأمصار، وباسمه زعموا سميت إفريقية، لما رأى هذا الجيل من الأعاجم وسمع رطانتهم ووعى اختلافها وتنوعها تعجب من ذلك وقال: ما أكثر بربرتكم فسموا بالبربر، والبربرة بلسان العرب هي اختلاط الأصوات غير المفهومة ومنه يقال بربر الأسد إذا زأر بأصوات غير مفهومة.
وقال الصولي البكري: أن الشيطان نزغ بين بني حام وبني سام، فانجلى بنو حام إلى المغرب ونسلوا به. وقال أيضاً إن حام لما اسود بدعوة أبيه فر إلى المغرب حياء واتبعه بنوه وهلك عن أربعمائة سنة. وكان من ولده بربر بن كسلاجيم فنسل بنوه بالمغرب.
وصف الرومانيون للأمازيغ أكثر دقة، النوميديون، أو الموري، نعتهم المصريون ب ريبو (أو الليبو) ظهرت كلمة مازيك زمن البيزنطيين، كتحريف لاسم مازيغ. والتي تمسك بها أهال المنطقة، نسبة لجدهم الأكبر مازيغ. تعني كلمة إمازيغن: الحر
واجه الأحرار و اختلطوا بالغزو الروماني، البيزنطي، الوندالي قديما، ثم العربي. العرب قدموا فاتحين على يد أبو المهاجر دينار ثم غزاة تحت وطئ قبائل بني هلال و بني سليم (300000 حسب تقدير ابن خلدون التي أستوطنت تونس و شرق الجزائر و دحرت بربر زناتة شيئا فشيئا نحو الغرب.
وبينما ظل بربر صنهاجة وزناتة مستقلين، تدفق على الجزائر مئات الآلاف من عرب الأندلس ضاقت بهم مدن الجزائر، حتى اضطر عرب الأندلس في تشييد مدن جديدة كمدينة البليدة و مدينة القليعة.
نفوذ كلا الطرفين في الآخر، العربي مع الأمازيغي، تمازجه أيضا، منع تشكل قالبين منفصلين، إلا في حالات إنعزالية تاريخية، مثلا:
لدى القبائل، نظام العروش، حيث تتحد القرى القبائلية المبنية على قمم الجبال أوقات الشدة، للأمور الطارئة، كالغزو العربي مثلا. لدى العروش ما يسمى الجماعة، من نسل واحد، خلية تلتقي بعدة خلايا، مكونة من ذكور العائلة. هذا النظام ديموقراطي، صلب، متين، لم تفلح الدولة في كسره، واصلت الجماعة آداء دورها الإجتماعي خاصة، في أحلك ظروف الإستعمار.
الشاوية نصف عدد القبائل، و أقل تجمعا، استوطنوا جبال الأوراس الوعرة، شرق الجزائر. شكلهم في شمالها كفلاحين، زارعي قمح و شجر فاكهة. في الجنوب، تجدهم شبه رعاة، حين تكثر مواسم بيع الماشية في الصيف. الفرق بين الفئتين غير واضح مؤخرا، نظرا للحركة الداخلية.
عاش الشاوية في عزلة أشد من القبائليين، و القليل منهم تعرف الفرنسية و العربية. إقتصادهم كان مغلق، والهجرة كانت محدودة جدا. أعتبرت الأوراس خلال حرب التحرير معقل الثوار، كما عزل أكثر من نصف سكانها في المحتشدات. تخلى الكثير منهم عن عزلته بعد الإستقلال، .
أقل بكثير من القبائل و الشاوية، بني ميزاب، ساكني الخط الشمالي للصحراء، قرب وادي ميزاب، الذي أعطاهم إسمه. واحة غرداية مدينتهم الأهم، و يعرفون بالإباضية. تجار مشهورون، دورهم الكبير في التجارة وراء الصحراء، تحولوا بعدها للشمال أكثر، كالعاصمة، و تملكوا البقالة و الجزارة هنالك.
تبقى فئة الطوارق الضئيلة، أقلهم مخالطة، يسمون الرجال الزرق، بسبب اللون النيلي للباسهم، كذلك بالرجال المحجبة، نظرا لإستعمال الرجال دون النساء الغطاء، كعادة و حاجز لرمال الصحراء. سكناهم الصحراء، من جنوب غرب ليبيا، إلى مالي. تواجدهم المكثف في الطاسيلي، و قمم أهقار، قدروا أعوام 1970 بين 5000 و 10000. متجمعون كقبائل، بثلاث فئات: النبلاء، الوكلاء، العبيد و الخدم من زنوج إفريقيا عامة.
ربما كانت نساء الطوارق قديما، أحظ نساء الجزائر، للتشريف الذي تحظى به، و المساواة التي تعامل بها مع الرجال.
الطوارق رعاة جمال، أدلة الصحراء، حماة قوافل بين غرب أفريقيا و شمالها، لكن هذا تراجع بعد القرن العشرين، بسبب الإستعمار و تأثير الإستقلال، التقنية، النفط في الصحراء، و أخيرا جفاف الواحات. تغيرت الوضعية، ليصبح الرحالة التوراق مستوطني تمنراست و جانت.
رجال طوارق
هناك أمازيغ غير المذكورة أعلاه
أمازيغ الشلحة، في بني بوسعيد، جبال أصفور، تلمسان.
أمازيغ الشنوي، في الأطلس البليدي، غرب البليدة.
أمازيغ التاقارقرنت، نواحي ورقلة.
منذ 1966، تم إحصاء الجزائريين ذوي اللسان العربي او الأمازيغي، المنحدرين من الأمازبغ و العرب كمكون واحد للشعب الجزائري، تختلف تركيبتهم و معيشتهم من منطقة لأخرى. الأعراب الرعاة موجودون في السهوب أو قرب الصحراء، الفلاحون في التل و الهضاب، أما الأمازبغ و العرب الحضر فمقامهم الشريط الساحلي.
اعترف الدستور بعد تغييره (أزمة الهوية) بالمكونات الجزائرية: العربية، الأمازيغية و الإسلام كدين دولة.
في شهر مارس 2009 إعترف الرّئيس الجزائري بوتفليقة بأمازيغيته حيث قال "أنا أمf(ازيغي حقيقي ولا أتصور انفصال القبائل عن الجزائر" و أضاف أن الشّعب الجزائري كله أمازيغي و لكن ستبقى و تضل اللغة العربية اللغة المتداولة في البلاد. أتمنى أن يكون هادا قد أقنعكم