ستكرّم قاعة المشاهير الخاصة بالمبدعين القوميين في الولايات المتحدة في الربيع المقبل رجالاً ونساء غيرت عبقريتهم مجرى حياتنا. قد تكون إبداعاتهم مألوفة ولكن ماذا نعرف عنهم؟
ولتر هانت
دبابيس الأمان
شهد دبوس الأمان تاريخاً باهراً سواء استخدمته الممثلة وعارضة الأزياء إليزابيث هيرلي أو وضعه عازف الروك في أنفه.
ولدت الفكرة عام 1849 عندما اكتشف هانت (مبدع من نيويورك حاز براءات اختراع عدة) اختراعه لدى لوي سلك في مشغله. بعد تسجيل اختراعه، باع حقوقه لسداد دين شخصي بقيمة 15 دولاراً متخلياً بذلك عن فرصة الربح منه.
وتقول بياتريس غاليلي (مساعدة محرر في مجلة آيكون للتصاميم) عن الدبوس: «يعتبر تطويره لدخول إطار الزينة اعترافاً بعملانيته الثابتة والاحساس المستمرّ بالخطر وطابعه الجمالي الفعلي».
منح هذا الإطراء هانت لقب أهم المخترعين في العصر الفكتوري. على الرغم من بلوغه درجة من الشهرة في حياته، إلا أنه مات عام 1859 وفوّت إحدى أعظم ثروات عصره.
غايل بوردن الابن
الحليب المكثف
عمل بوردن (ولد في نيويورك) كباحث ومالك صحيفة قبل التحول إلى العمل في مجال الابتكار بدوام كامل والتوصل في العام 1851 إلى هذا الاختراع الذي يدر عليه دخلاً كبيراً.
راودته فكرة ابتكار الحليب المكثف في خلال رحلة بائسة على متن سفينة بخارية قام بها في وقت سابق من ذلك العام حيث رأى بعض الأولاد يموتون بسبب الافتقار إلى الحليب الطازج، عندئذٍ عقد العزم على إيجاد وسيلة فاعلة للحفاظ على هذا الغذاء. في هذا الاطار وجد أن تسخين الحليب على ضغط وحرارة مرتفعة جعل المياه تتبخر من هذا السائل من دون أن يؤدي ذلك إلى حرقه وخلّف مادة سميكة وحلوة يمكن أن تبقى سنوات.
يُذكر أن هذا الابتكار رأى النور في الوقت المناسب لتستفيد منه قوات الاتحاد (الاتحاديون) أثناء الحرب الأهلية الأميركية التي اندلعت بعد 10 سنوات. بالتالي انهالت طلبات الجيش المتلهف للحصول على طعام يمكن نقله بسهولة بغزارة على شركاته وأصبح ثرياً. أمضى بوردن الجزء المتبقي من حياته في إنتاج الحليب.
غاريت مورغان
إشارات المرور وأقنعة الغاز
ولد مورغان المتعدد المواهب الذي علّم نفسه بنفسه في كنتاكي في العام 1887 وانتقل إلى كليفيلاند حيث أنشأ إحدى الأخويات الأولى في الجامعات السوداء. في سن العشرين، أجرى اختبارات على أجهزة للتنفس وفي العام 1914 اخترع «قناع الأمان» لرجال الإطفاء الذين يواجهون مناخات مميتة. خضع قناع الغاز هذا، وكان الأول من نوعه، لأول اختبار حقيقي في لايك إيري في العام 1916 عندما علق 32 عامل منجم في نفق منهار ولم يتمكن المنقذون من الوصول إليهم بسبب الدخان والغبار فاستخدم مورغان وبعض المتطوعين هذه الأقنعة وأنقذوا الكثير من الأرواح.
رأى مورغان ضرورة ضبط السيارات بشكل أفضل على طرقات المدن. أجريت تجارب عدة على إشارات المرور العاملة على الغاز منذ العام 1868، إلا أنه لم يشغّل منها سوى إشارتي التوقف والانطلاق. اكتشف مورغان الحاجة إلى إشارة مؤلفة من ثلاث مراحل تتخللها «إشارة صفراء اللون»، فاخترعها في العام 1923 وباع فكرته إلى شركة جنرال إلكتريك مقابل 40 ألف دولار أميركي. أصبحت النسخة الإلكترونية الجهاز المعيار لضبط حركة السير. بعد خمسة وثمانين عاماً، ما زالت هذه الإشارة الصفراء تدفع بسائقي الدراجات النارية إلى الإسراع كالمجانين.
صاموئيل كولت
المسدسات
تكمن البراعة في مسدس صاموئيل كولت في تصميمه كي يصنع بكميات كبيرة دفعةً واحدة. حين تقدم كولت ببراءة الاختراع في العام 1839، كانت المسدسات تصنع بشق الأنفس مرةً واحدة على يد حرفيين ماهرين .
يقول غرايم رايمر في متحف «رويال أرموريز»: «كان الطلب على الأسلحة آنذاك كبيراً في الولايات المتحدة الأميركية. صمم كولت مسدساً يمكن أن يصنع بأجزاء صغيرة بواسطة آلات ويصار إلى جمعها في وقت لاحق ويمكن استبدال هذه الأجزاء بأجزاء أخرى. هكذا، لم تعد بحاجة إلى حرفيين بارعين».
نتيجة الأمر، تقلصت فترات التصنيع في مصنع كولت المسمى «كولت أرموري» وكلفته وارتفعت الأرباح. قُلدت هذه الاستراتيجية وغالباً ما تذكر كمثال أول للإنتاج بكميات كبيرة وكنموذج للمعامل الأخرى التي ساهمت في اندلاع الثورة الصناعية الأميركية. بفضل حصوله على براءة اختراع غير قابلة للدحض واحتكار حقيقي، جمع كولت ثروةً من مسدسه، قدّرت قيمة عقاراته لدى وفاته عن 47 عاما في العام 1862 بـ15 مليون دولار أميركي أي ما يعادل 7.5 ملايين جنيه استرليني.
فرانك زامبوني
آلات تغطية حلبة التزلج
أصبحت نسخة كاسحة الثلوج المعدة لحلبات التزلج رائجة جداً في صفوف المعجبين بالمتزلجين ولاعبي الهوكي على الجليد وينطبق هذا الأمر على مخترعها أيضاً. ففي العام 2000 قاد أحد الكنديين المعجبين برياضة الهوكي على الجليد أحد أشكال هذه الآليات المميزة على مسافة 4 آلاف ميل من الساحل إلى الساحل تكريماً لهذا المخترع.
ابتكر زامبوني هذه الآلة في العام 1949، وهي تعتمد على شفرة حادة لتمليس سطح الجليد وتجميع الكميات المملسة قبل تفريغ الآلة من المياه القذرة ونشر المياه الساخنة النظيفة من أجل الحصول على سطح مستوٍ.
يرتكز النموذج الأساسي لصنع هذه الآلة على محرك جيب يعود إلى أيام الحرب وبعض محاور العجلات القديمة الخاصة بسيارة دودج. قبل أن يتوصل زامبوني إلى هذا الاختراع، كانت مهمة وضع طبقة جديدة من الجليد تستغرق 90 دقيقة وتتطلب مشاركة فريق عمل قوامه خمسة رجال، أما هذه الآلة فتستطيع تغطية الحلبة في خلال 15 دقيقة. اليوم ما زالت العائلة تُعنى بأعمال زامبوني وإذا أراد المرء الحصول على أفضل الأنواع منها سيكلفه ذلك 150 ألف دولار (أي 76.500 جنيه استرليني).
في هذا السياق يقول جوناثان ويثردون من رابطة اللاعبين المنتسبين إلى اتحاد الهوكي الوطني الاميركي: «يحبّ المعجبون بنا كثيراً كاسحات زامبوني. في المباريات الصغيرة التي تجريها الرابطة، لا يستطيع الأولاد أن يبعدوا أنظارهم عن (مشاهدتها) في خلال فترات الاستراحة بين الجولات أثناء المباراة».
لويس وترمان
قلم الحبر
وُلد الرجل الذي أنقذ العالم من فوضى الريشة والمحبرة في نيويورك في العام 1837. بدأ حياته المهنية مدرّساً، نجاراً، ثم بائع كتب قبل أن يستقر في مهنة بيع بوليصات التأمين.
كان رجلاً ملتحياً يضع نظارتين ويتميز بتحفظه المفرط، لذلك لم يتوقع أحد أن يخبىء في داخله شخصية المبتكر. فيما كان يستعد في أحد الأيام لمقابلة زبون مهم، لطخ قلمه الرخيص البوليصة بالحبر وسببت محاولته تنظيف العقد بتأخره عن موعده وخسر الزبون، فأقسم على اختراع أداة أفضل. وضع التصاميم لقلم يحفظ الحبر في داخله إلى أن توصل إلى تقنية قلم الحبر. أسس وترمان شركة Ideal Pen التي كانت تبيع 1000 قلم يوم وفاته في العام 1901.
صنّع وترمان أقلاماً عالية الجودة، متوازنة، مغطاة بالذهب والفضة. عندما اجتاحت الأقلام المدورة الرأس السوق بعد عام 1945، لم تفقد أقلام وترمان مكانتها بسبب جودتها العالية، فصارت تُستخدم لتوقيع العقود بخط جميل من دون ترك أي لطخة حبر على الورق.
الدكتور روبرت أدلر
جهاز التحكم عن بعد
يُعتبر العالم النمساوي الدكتور روبرت أدلر مخترعاً مبدعاً. في خمسينات القرن العشرين، بدأ العمل على جهاز يمكن أن «يخفت صوت الإعلانات التلفزيونية المزعجة» بتكليف من المدير التنفيذي في شركة زنيث راديو (لاحقاً زنيث للإلكترونيات) التي كان يعمل فيها وفي عام 1956، اخترع جهازاً لاسلكياً للتحكم عن بعد. صحيح أن هذا الجهاز جاء نتاج عمل جماعي لأن أدلر كان يعمل مع زميله في الشركة يوجين بولي، إلا أن اقتراحه استخدام موجات فوق صوتية أدى في النهاية إلى التخلص من الأسلاك.
كان أدلر يملك 180 براءة اختراع أميركية يوم وفاته العام الماضي، كذلك ابتكر تقنية الموجات الصوتية التي تُستخدم في شاشات آلات شراء البطاقات. لا شك في أن قلة من الأشخاص ساهموا في تسهيل حياة الناس مثل أدلر.
دوغلاس انغلبرت
فأرة الكمبيوتر
في الطلب الذي تقدم به انغلبرت للحصول على براءة اختراع في العام 1970، وصف ابتكاره بأنه «محدد للموقع في نظام عرض». منذ 40 سنة وحتى اليوم ما زال هذا الابتكار مستعملاً وهو معروف في أرجاء العالم كافة باسم «ماوس» أي الفأرة.
منذ بداياتها المتواضعة في علبة خشبية مزودة بإطارات معدنية، حولت الفأرة أجهزة الكمبيوتر من آلات متخصصة لا يستعملها إلا الرجال الذين يرتدون برانس بيضاء إلى جهاز خارق يستعمله الجميع.
في هذا السياق يقول غراهام سميث، محرر في مجلة PC Pro: «على لوحة مفاتيح الكمبيوتر مئات الطرق التي يضغط من خلالها المرء على المفتاح الخطأ، لكن مع ابتكار هذه الفأرة بات أي شخص يستطيع الجلوس واستخدام الكمبيوتر من دون الحاجة إلى تعلم اللغة الخاصة بهذا الجهاز».
بالعودة إلى العام 1970، كان انغلبرت متواضعاً في ما يتعلق باختراعه «سُميت بالفأرة لأن الذيل يحتل المؤخرة».
غير أن انغلبرت حصل في العام 1997 على جائزة ليملسون في معهد ماساشوسيتس للتكنولوجيا بقيمة 500 ألف دولار، وهو أكبر مبلغ نقدي يدفع في العالم لقاء أي ابتكار أو اختراع، كذلك قلده الرئيس بيل كلينتون المدالية الوطنية للتكنولوجيا عام 2000.
دون دير
المحراث
في العام 1836 هرب جون دير (ابن خياط) من فرمونت بسبب الإفلاس، تاركاً وراءه زوجة وستة أولاد، فتوجه إلى إيلينوي بحثاً عن عمل، هناك اكتشف أن ثمة حاجة إلى حدادين، كذلك لاحظ أن محاريث الحديد التي يستخدمها السكان تنغرز بالكاد في تربة إيلينوي الصلبة، لذلك قرر ابتكار محراث يسهل حياة المزارع.
طبَّق دير على محاريثه المبادئ نفسها التي طبقها والده على الإبر في مشغله، فكلما لمّعت الإبرة وسننتها، انغرزت بسهولة في المواد القاسية. لذلك راح دير يلمّع المحاريث ويسنها جيداً وصار يصنعها من الفولاذ فابتكر أفضل الأدوات الزراعية في المنطقة.
في العام 1841، صنّع دير 75 محراثاً في السنة ومئة في السنة التالية، فانضمت إليه عائلته. في العام 1868 سلَّم ابنه تشارلز الشركة كي يتفرغ للسياسة وما لبثت الشركة أن اتسعت لتشمل كل الأدوات والمعدات الزراعية. في العام 1912، بدأت تنتج الجرارات، وكان جراره الأول من طراز Dan All-Wheel Drive.
بسبب الفقر الذي عاناه دير في مستهل حياته، رفضت الشركة استرجاع المعدات الزراعية من العائلة المفلسة خلال الكساد الكبير. اليوم أضحت شركة جون دير أكبر مصنع للمعدات الزراعية في أميركا وتحتل المرتبة الثامنة والتسعين في تصنيف Fortune 500.
بيولا هنري
صانعة المثلجات
حازت بيولا هنري (المولودة في ممفيس، تينيسي عام 1887) لقب «السيدة إديسون» بسبب اختراعاتها الكثيرة. عند وفاتها عام 1973، كانت اخترعت 110 أدوات ونالت 49 براءة اختراع.
حصلت على براءة الاختراع الأولى عام 1912 لدى اختراعها مجمدة المثلجات، ثم اخترعت آلة خياطة بلا مكوك، مظلة، حقيبة يد تتناسب مع الملابس واسفنجات مليئة بالصابون للأطفال.
كانت إحدى النساء الأوائل والقلائل اللواتي حققن أرباحاً من هذه الاختراعات المتعددة. عندما بلغت السابعة والثلاثين، كانت تترأس شركتين.
انتقلت إلى نيويورك في مرحلة مبكرة من نجاحها، لم تتزوج على الاطلاق بل كرست وقتها للرسم والكتابة وتركت معظم أموالها لجمعيات الرفق بالحيوان.
ميلتون برادلي
ألعاب الرقعة
قبل لعبة كلوديو والمونوبولي أو حتى السكرابل، كانت هناك لعبة الحياة المزودة بالمربعات وكان يجتمع اللاعبون حولها ويستخدمون العملة الرمزية ويُحدد البلبل مدى تقدم اللعبة. عمل مخترع هذه اللعبة ميلتون برادلي (المولود عام 1836 في ماين)، مصمماً في شركة لبناء عربات السكك الحديدية. لم يلقَ عمله نجاحاً إلى أن أعطاه صديقه لعبة أطفال مستوردة تتحرك الأحرف فيها عبر مربعات.
في اللعبة التي اخترعها برادلي، يتحرك اللاعب عبر مربعات من الحسنات والسيئات الاجتماعية ولكن الهدف الحقيقي في النهاية هو تحقيق انجاز وثروة ونجاح تجاري. لاقت لعبة الحياة المزودة بالمربعات نجاحاً باهراً لدى ظهورها عام 1860. بيعت الكمية المطروحة في السوق خلال يومين وصُنع منها 40 ألف وحدة في السنة التالية. مع أنه حوّل اهتمامه إلى المسائل العلمية والتعليمية، إلا أن شركة ميلتون برادلي ازدهرت وأصبحت الآن جزءاً من شركة هاسبرو، صانعة الأحجيات والألعاب الأكبر في العالم. ما زالت لعبته الأولى موجودة حتى يومنا هذا على شكل لعبة الحياة. جايدن ساندباك
السحاب
غيّر مهندس الكهرباء جايدن ساندباك (المولود في السويد) طريقة ارتداء الملابس عندما أدخل العام 1913 تعديلات على «مغلق المشبك» الذي اخترعه ويتكوم جادسون.
عبر إضافة مزيد من الأسنان إلى هذا الشكل من السحاب وابتكار أداة لاغلاق الأسنان، جعل السحاب فاعلاً وسهل التصنيع. لم تكن هناك ضغينة بين ساندباك وجادسون فقد تزوج ساندباك ابنة هذا الأخير.
وضعت شركة غودريتش كلمة «سحاب» عام 1923 وفي عام 1934، احتكرت شركة يابانية تدعى YKK سوق صناعة السحابات فصنعت المئات منها يومياً. أدى ذلك إلى احتجاج بعض رجال الدين الذين اعتبروا أن السحابات تسهل عملية خلع الملابس وتشجع على السلوك «الفاجر».
راجت السحابات أولاً في ملابس الأطفال الذين كانوا يعانون فك الأزرار والرباطات. في وقت لاحق، استخدمت في ملابس الراشدين وبحلول العام 1937 حلت محل الأزرار كأداة اغلاق السراويل الأكثر شعبية.
مارغريت نايت
الأكياس الورقية المسطحة القاعدة
ولدت مارغريت في كنف عائلة فقيرة في ماين وعملت في شركة محلية لصناعة الأكياس الورقية عندما أدركت أن الأكياس التي كانت تصنَّع بشكل مسطح يشبه شكل المغلفات ستصبح أكثر فائدة لو أن قاعدتها مسطحة أيضاً. في اليوم ذاته استقالت من عملها وأسست شركة الأكياس الورقية الشرقية عام 1870 مبتكرة آلات تستطيع أن تقص وتجمع وتلصق الورق وتجعله يتخذ شكل كيس قاعدته مسطحة. تبين أن هذه الأكياس هي أفضل بكثير في ما يتعلق بحمل البقالة وسرعان ما انتشرت الآلة التي ابتكرتها نايت في أرجاء العالم.
كانت نايت زوجة مقاول ومخترعة مبدعة توصلت إلى 90 اختراعاً وحصلت على 22 براءة اختراع. يُذكر أنها سجلت أول براءة اختراع وهي في الثانية عشرة من عمرها عندما كانت تعمل كموظفة في معمل للأنسجة، حين ابتكرت نظام أمان لآلات النول تحول إلى إحدى الخصائص المميزة التي ما زالت هذه الآلة مزودة بها حتى يومنا هذا. كذلك ابتكرت آلة لصنع الأحذية ونوعاً جديداً من ماكينات الخياطة. لسوء الحظ حال ميلها إلى اتباع أسلوب غير حكيم في ما يتعلق بطلبات الحصول على براءة الاختراع (التي تقدمت بها في وقت متأخر جداً بعدما نسخت أفكارها) دون تمكنها من تحقيق الربح المادي الذي تستحقه.
كلارنس بيردزآي
الأطعمة المثلجة
لولا الكابتن بيردزآي (المخترع المولود في بروكلين)، لما وجدت وجبات الطعام في المدارس، كذلك أدى عمله الريادي إلى ظهور أصابع السمك. اكتشف بيردزآي للمرة الأولى خلال رحلة إلى لابرادور في كندا، أن حفظ الأطعمة بدرجة حرارة أدنى من الصفر يسمح لربات البيوت بإبقائها طازجة وأدرك أن الوجبات الخفيفة المثلجة تحافظ على نكهتها من دون تشكل بلورات ثلجية، مشيراً إلى أن الصيادين من السكان الأصليين كانوا يلقون صيدهم مباشرةً على طبقة الجليد التي تتشكل على سطحه.
بعد عودته إلى موطنه، أسس شركة لبيع آلات للتثليج السريع وكان أول من اخترع «آلة التثليج السريع ذات الصفيحة المزدوجة»، من ثم قرر إنشاء فروع أخرى لبيع منتجات الأطعمة المثلجة التي نراها حالياً. فحققت أصابع السمك أفضل مبيع لها، ابتكرها بيردزآي لأن السمك يتجمد أسرع في الآلات الأولى التي اخترعها عندما يقطع إلى شرائح، وسرعان ما انتشرت منتجاته في أرجاء العالم كافة.
تضمن ميراث رجل الأعمال أحد أشهر الإعلانات التلفزيونية، قدمه الصياد المغني الشهير بشعره الكثيف، الكابتن بيردزآي وطاقمه المرح الذي يضم أطفالاً في المدرسة الابتدائية في أثناء رحلة في البحر.
شوهد قائد السفينة للمرة الأولى في العام 1967. تقول المديرة العامة لشركة «بيردزآي»، آن مورفي: «جميعنا نتذكره كجزء من طفولتنا. كذلك، كان شخصية تتمتع بمصادقية ومنح الأمهات الاطمئنان بشأن الأغذية».
فردينان فون زيبيلين
السفن الفضائية
هذا هو الكونت فردينان فون زيبيلين. ولد العام 1838 في بادن في ألمانيا وحقق ثورة في مجال الصناعة الموجهة (أو مناطيد تحتوي على محرك) من خلال بناء منطاد مزود بهيكل معدني، بذلك أصبحت هذه المناطيد أكبر وبات بإمكانها نقل حمولة أثقل.
مرَّ زيبيلين بعدد من التجارب الفاشلة والاخفاقات والعثرات (إعادة رهن عقار تملكه زوجته بغية جمع المال) قبل التمكن من جعل شركة المناطيد الخاصة به تقف على قدميها. عندما تحطم النموذج الرابع الذي ابتكره LZ – 4 في العام 1908، أفلس. لحسن حظه تأتت عن ذلك موجة تعاطف كبيرة حياله وبذل الشعب الألماني جهده للنهوض بمؤسسة زيبيلين، التي مهدت لعصر ذهبي من السفر بواسطة مناطيد استعملت في الحربين العالميتين على الرغم من أن الجيش أدرك في نهاية المطاف أنها كانت هدفاً سهلاً. لسوء الحظ، لم يعش الكونت فردينان الذي توفي عام 1917 ليشهد بلوغ ابتكاره أوج درجات الشهرة عندما جال منطاد زيبيلين حول العالم عام 1929.
بيد أن كارثة هايدنبرغ التي حلت عام 1937 عندما انفجر منطاد من طراز LZ 129 وأودى بحياة 36 شخصاً رسمت نهاية مؤسسة زيبيلين. كذلك أدى حظر الصادرات المفروض على ألمانيا إلى نقص في كمية الهيليوم غير القابل للاشتعال، بالتالي امتلأت هايدنبرغ عوضاً عن ذلك بالهيدروجين القابل للاشتعال. إثر ذلك كله تلطخت سمعة زيبيلين إلى الأبد وبات يُشار بهذا الاسم اليوم إلى فرقة روك قديمة العهد.
روث بينريتو
قطن خالٍ من التجاعيد
كانت عالمة الكيمياء روث بينريتو تعمل في وزارة الزراعة الأميركية في نيوأورلينز في خمسينات القرن العشرين عندما راودتها فكرة قطن خال من التجاعيد. حتى ذلك الحين، كان الناس يمضون نصف نهارهم في كي الثياب وكان هذا العمل شاقاً في الطقس الحار.
اكتشفت بينريتو طريقة لمعالجة سطح القطن مستخدمة عملية كيماوية تدعى «الأسترة» أو «الارتباط المتصالب»، الأمر الذي جعل السطح مقاوماً للتجاعيد. بهذه الطريقة أنقذت صناعة القطن من خطر الزوال أمام صناعة النايلون والبوليستر. كذلك انقذت العالم من رائحة العرق القاتلة.
وفي سن السادسة والثمانين، منح معهد ماساشوسيتس للتكنولوجيا بينريتو جائزة إنجاز العمر lifetime achievement award.
لاينس ييل جونيور
قفل الباب
حاول ابن صانع الأقفال والمخترع لاينس ييل جونيور أن يصبح رساماً ولكنه سرعان ما حذا حذو والده. بعد تأسيس معمل لصناعة الأقفال في شلبورن فولز، ماساشوسيتس عام 1849، تمكن من تحسين تصميم القفل الأسطواني الذي وضعه والده والحصول على براءة اختراع. يشمل القفل مفتاحاً مسطحاً صغيراً مع جوانب مسننة. عند ادخال المفتاح، يدفع الأسنان السفلى فيفتح القفل. على الرغم من تطوير اختراع ييل، إلا أن جوهر تصميمه لم يتغير يوماً ويستند إلى آلية استخدمها المصريون القدامى في العام 2000 ما قبل الميلاد.
يقول صانع الأقفال جف ترنر: «آنذاك، اعتبر القفل اختراعاً عظيماً، حالياً يستخدم كأداة ثانوية».
لم يعش ييل جونيور ليشهد اختراعه يتحول إلى ماركة عالمية. توفي بعد إصابته بقصور في القلب خلال رحلة عمل إلى نيويورك بعيد انتاج القفل على نطاق واسع. حصد شريكه في التجارة هنري تاون أرباحاً طائلة وما زال قفل ييل إحدى أدوات الأمن المنزلية الأكثر شعبية في العالم.
هارفي فايرستون
إطارات السيارات
في أحد الأيام كانت للإطارات دوائر خشبية ثم تحولت إلى معدنية لكن أياً منها لم يحمِ العربة أو من فيها في الطرقات الوعرة والمتعرجة. عندما ظهرت الدراجة شعر الناس بالحاجة إلى مزيد من الراحة أثناء الجلوس، لذلك طوِّرت الاطارات المصنوعة من الجلد وتبعتها تلك المصنوعة من المطاط الصلب.
في الأصل، ابتكر جون دانلوب عام 1888 (طبيب بيطري اسكتلندي) الاطار الداخلي المملوء بالهواء المضغوط. لكن الاطار الخارجي كما نعلم ابتكره فايرستون وهو عامل في مزرعة في أوهايو عمل في مجال صناعة المطاط سنوات قبل أن يؤسس شركة فايرستون الرائدة للاطارات والمطاط عام 1900.
كذلك اختار الاطارات المليئة بالهواء المضغوط عوضاً عن الاطارات المصنوعة من المطاط الصلب وأجرى التحسينات ليضمن أن الغلاف الخارجي المطاطي يستطيع تحمل الاستعمال الدائم والتمزق. التقى هنري فورد عام 1895 عندما كان هذا الأخير ينجز سيارته الأولى وبقيا على اتصال. عام 1905 ركّب فورد إطارات فايرستون على سيارات تبتكرها شركة فورد موتور وفي السنوات الثلاثين التالية أسس فايرستون إحدى أكبر شركات المطاط في العالم.
فضلاً عن ذلك ارتبط مع فورد وطوماس اديسون (الرواد الثلاثة في الصناعة الأميركية) بعلاقة صداقة وأسسوا جميعاً «نادي أصحاب الملايين» وكانوا يأخذون عطلهم في الوقت نفسه. يُذكر أن فايرستون توفي في فلوريدا في العام 1938. روبرت هول
المغنطرون (الصمام المفرّع)
المغنطرون ليس اسم الشخصية التي أدى دورها إيان ماكيلين في سلسلة أفلام X-Men (بل كان ماغنيتو) لكنه يتمتع بمزايا شبيهة عالية التقنية ومغيرة للعالم. على غرار القطعة الأساسية الموجودة في أفران الميكروويف، يعتبر المغنطرون منتجاً فعالاً للموجات العالية الطاقة الذي يلبي الحاجة في الحصول على وجبة جاهزة ساخنة.
لم تكن عملية استخدام هذه الأداة سهلة. حصل الفيزيائي هول المولود في كونيكتكت على شهادة الدكتوراه في كاليفورنيا قبل العمل لدى جنرال الكتريك في نيويورك. طوِّر المغنطرون كأداة للتشويش على رادار العدو خلال الحرب العالمية الثانية وبحلول العام 1945، أصبح صالحاً للاستخدام في مطابخنا.
حاز المخترع تقديراً أكاديمياً خصوصاً أنه اختير للعمل في أكاديمية العلوم الوطنية الأميركية عام 1978، لم يحصد الثروة التي استحقتها عبقريته.
إلا أنه ساهم في اختراع إحدى أعظم عجائب الحياة العصرية وهو الفشار الذي يمكن إعداده في الميكروويف. كذلك، طوّر الليزر المستخدم في مشغّل الأسطوانات المضغوطة، الأمر الذي أكسبه شعبية في مجال عالم الترفيه وجعله رمزاً في صفوف الطلاب.
جوزفين كوشران
آلة غسل الصحون
كان غسل الصحون كابوساً بالنسبة إلى كوشران (زوجة رجل سياسي) ربة المنزل الثرية. في العام 1886، كانت تقيم حفلة عشاء في منزلها في شيلبيفيل في ولاية إيلينوي، بعد انتهاء الحفلة وغسل الصحون والأطباق تناهى إلى مسامعها بعض الأحاديث التي تجاذبتها خادماتها وأدركت أن بعض أواني الخزف الصيني التي تملكها قد انكسرت.
لشدة ضيقها وانزعاجها، عزمت هذه المرأة الغاضبة على عدم السماح لخادماتها بالقيام بمهمة غسل الصحون، فبعد حصولها على مساعدة من أحد المهندسين، قاست كوشران حجم أوانيها المصنوعة من الخزف الصيني ومدت أسلاكاً لتتمكن من وضعها عليها وابتكرت طريقة تستطيع من خلالها غسل الأطباق وهي موضوعة على الأسلاك بعد نقل المياه الساخنة إليها بواسطة مضخة ثم تركها بعض الوقت لتجف. روَّجت كوشران لفكرتها بفخر في الفنادق والمطاعم الكبرى خلال المعرض الكولومبي العالمي عام 1893، وهو حدث يعرض ألمع الأفكار في الاقتصاد الأميركي الناشئ.
إلا أنها لم تعش لترى الناس العاديين يستعملون ابتكارها الفريد، لم يحدث ذلك إلا خلال خمسينات القرن الماضي بعد توافر المياه الساخنة بكميات كبيرة في المنازل. أما هي فتوفيت عام 1913 ومنذ ذلك الحين أصبح ابتكارها اللامع شائع الاستعمال في معظم المنازل.
غايل بوردن الابن
الحليب المكثفغاريت مورغان
إشارات المرور وأقنعة الغازصاموئيل كولت
المسدساتفرانك زامبوني
آلات تغطية حلبة التزلجلويس وترمان
قلم الحبرالدكتور روبرت أدلر
جهاز التحكم عن بعددون دير
المحراثبيولا هنري
صانعة المثلجاتدوغلاس انغلبرت
فأرة الكمبيوترميلتون برادلي
ألعاب الرقعةجايدن ساندباك
السحابمارغريت نايت
الأكياس الورقية المسطحة القاعدةكلارنس بيردزآي
الأطعمة المثلجةفردينان فون زيبيلين
السفن الفضائيةروث بينريتو
قطن خالٍ من التجاعيدلاينس ييل جونيور
قفل البابهارفي فايرستون
إطارات السياراتروبرت هول
المغنطرون (الصمام المفرّع)جوزفين كوشران
آلة غسل الصحون