إذا كانت يافا عروس فلسطين فإن مدينة عكا الساحلية في شمال فلسطين المحتلة عام 1948، لا تزال واحدة من درر شطآنها. فالمدينة الموشاة بمدافع إبراهيم باشا والجزار، والمرصعة بقبابها البازغة ومساجدها الشامخة، هي من أهم المواقع العالمية التي خلدها التاريخ. ويقر الكثيرون من المؤرخين بأن أصل تسميتها يعود إلى اللفظة الكنعانية "عكو" وتعني "رمل حار". هذه المدينة التي ترعرعت وازدهرت عبر كافة العصور منذ فجر الحضارة تلخص بسجلاتها تاريخ فلسطين، بل تاريخ الشرق الأدنى برمته، منذ عهد الفراعنة والأشوريين والإغريق مرورا بالرومان والفتوحات الإسلامية إلى الفاطميين والصليبيين والعثمانيين وقد ارتبط اسمها بأسماء كبار الحكام والفاتحين.
واليوم يكاد الزائر لعكا أن يمسك التاريخ بأنامله، فتتزاحم في مخيلته وذكرياته شخصيات كمعاوية وصلاح الدين، وقبالة المعالم الأثرية الباقية تتجلى هيئة ظاهر العمر وأحمد باشا والجزار ومحمد جمجوم وفؤاد حجازي...
وعكا وبعد 61 عاما من النكبة، لا تزال تلك المدينة العريقة التي تزينها الآثار العمرانية، وما تزال تفاخر بإرثها الحضاري الزاخر، ولازالت مدينة ظاهر العمر والجزار تستهوي قلوب مهجريها وقلوب الفلسطينيين في كل مكان.
واليوم تبدو مدينة عكا كمن تقطعت بها السبل منذ عام 1948 فباتت محصورة بين أسوارها وبحرها تقف يتيمة في وجه الزمن، تقاوم المخططات الإسرائيلية لطمس معالمها العربية والسطو على تاريخها وتزوير هويتها وإبراز صبغتها الأثرية الرومانية والصليبية فقط.
منذ سنوات طويلة خلت وضع الاحتلال الإسرائيلي مخططا استيطانيا للسيطرة على البلدة القديمة في عكا، وذلك ضمن سياسة تضييق الخناق على فلسطينيي عكا، وإجبارهم على ترك أسوار البلدة القديمة وتوطين مستوطنين يهود مكانهم.
ويشرف على هذا المشروع شركة "عميدار" (شركة الإسكان الشعبي الإسرائيلية)، وكذلك البلدية اليهودية لمدينة عكا وجهات حكومية إسرائيلية أخرى تعنى بالاستيطان والتهويد، وذلك في محاولة للسيطرة على البلدة، وإلغاء طابعها العربي والفلسطيني.
"فلسطين" تجولت في إحياء عكا القديمة، وتنقل صورة الوضع القاتم الذي فشلت المؤسسة الإسرائيلية على مدى 61 عاما، هي عمر النكبة، من النيل من عروبتها.
سيطرة فلسطينية على قلب المدينة
ويقول الباحث إياد البرغوثي من عكا: "إن الوجود الفلسطيني في مدينة عكا، يتميّز عن باقي المدن الفلسطينية التاريخية في الداخل، بكونه لا يزال يسكن كلّ بيوت البلدة القديمة والمتكاملة بمعالمها الأثرية والدينية والتراثية المحافظ عليها بشدّة، ولا تشاركها بهذا التميّز سوى مدينة الناصرة".
وأضاف أن هذا الوضع القائم لا يريح المؤسسة الإسرائيلية والحركة الصهيونية العالمية، والأسباب لذلك كثيرة، وتسعى في السنوات الأخيرة إلى تحديث مخطط التهويد وتوسيعه وتصعيد خطواته بكلّ الآليات الممكنة.
وقال: يمكننا أن نعتبر بقاء العرب في عكا وتشبّثهم فيها حتى الآن إنجازًا وطنيًا وتاريخيًا كما هو فشل جزئي للمخططات القديمة والجديدة بإخلائهم منها وتحويلها إلى مدينة سياحية خالية من سكانها الأصليين، ما أنجز يمكن أن يستمر وينهض كما أن ما فشل في السابق يمكنه أن ينجح اليوم وغدًا.
عكا مركز النهضة
ويقول مدير مؤسسة الأسوار للتنمية والثقافة في عكا: "إن عكا في هذه الأيام تستذكر النكبة التي ألمت بأهلها، وأهل الجيل، فمن مينائها العريق، أبحرت سفن الغربة والتهجير، حاملة عشرات الآلاف من المواطنين الفلسطينيين إلى اللجوء".
وأضاف يعقوب حجازي "عكا اليوم تستذكر الماضي بحسرة وألم، فهي كانت أول عاصمة لأول كيان فلسطيني، عندما أسس الحكم ظاهر العمر أول كيان للشعب الفلسطيني، وكانت عكا عاصمة له، وعندما ظهر أحمد الجزار ، دحر زحف نابليون عام 1799، ورد جيوش نابليون خاسرة أمام أسوار عكا".
وأشار إلى أن عكا كانت مركزا للنهضة الثقافية والعمرانية في فلسطين، وبقيت عاصمة غير متوجة على مر الأزمان، وهي التي أنجبت مؤسس منظمة التحرير أحمد الشقيري، ومنها خرج غسان كنفاني، وهي بلد سميرة عزام، أميرة كاتبات القصة القصيرة.
وأكد حجازي أن عكا التي حررها القائد البطل صلاح الدين الأيوبي تتعرض هذه الأيام لهجمة عنصرية شرسة، في محاولات يائسة لتهويدها، وتغيير معالمها وطابعها العربي والإسلامي، وتمر في مرحلة حرجة من حياتها، في محاولة لطمس هويتها، ومحو تاريخها، لكنها بأهلها الصامدين، ومؤسساتها الثقافية وشخصياتها الوطنية، ستحرس الحلم، وتدافع عن الحقيقة والتاريخ.
محاولات لتحطيم المجتمع العكي
وأوضح حجازي أن البلدة القديمة حافظت على طابعها العربي، وجميع سكانها حتى اليوم، من الفلسطينيين الصامدين، وبعد فشل سلطات الاحتلال في تهجيرهم، لجأت إلى محاولات جديدة، للنيل من المدينة، من خلال تحطيم وتشويه المجتمع الفلسطيني في عكا، وجعله مجتمعا ضعيفا ،في ظل الصعوبات الاقتصادية والاجتماعية، والبطالة العالية، إضافة إلى تغيير أسماء الشوارع والحارات، ولكن أهلها لا زالوا يستذكرون الشوارع العربية، وأزقتها وحاراتها.
وأضاف حجازي، أن سلطات الاحتلال حاولت من خلال عدة مشاريع لتهويد المدينة، تفريغها من سكانها ، من خلال الترغيب والترهيب، والوعيد، وأقاموا مشروعا للإسكان، في قرية المكر القريبة، لإسكان سكان عكا، من خلال الإغراءات، وقد نجحت في إقناع نسبة قليلة من السكان ، مستغلة الظروف الاقتصادية الصعبة، لسكان عكا ونسبة البطالة ومعدلات الفقر العالية، بسبب سياساتها العنصرية، ولكن ازدياد السكان الطبيعي، للفلسطينيين داخل عكا، عوض هذه النسبة.
وأشار حجازي، إلى أن سلطات الاحتلال، استخدمت الكثير من الوسائل للحد من تطور عرب عكا، وإجبارهم على الرحيل، ومنعت إقامة المدارس والنوادي، وفرضت غرامات على الصيادين.
خطة تطوير عكا لتهويد المدينة
وقال مدير مؤسسة الأسوار العكية:إن سلطات الاحتلال، عملت على تنفيذ مخططاتها العنصرية، من خلال خطة أطلقت عليها تطوير عكا، ولكن هذه الخطة بالمفهوم الحقيقي هي تهجير للسكان الفلسطينيين، وتفريغ المدينة، وتهويدها، وطمس معالمها وتشويه تاريخها، حيث أحيطت المدينة القديمة، بالبنايات الكبيرة والعمارات الضخمة، بهدف التغطية على مدينة عكا الأصلية.
وأكد حجازي، أن مدينة عكا، ما زالت مستهدفة بالدرجة الأولى، منذ 61 عاما، لأنها مدينة حضارية وتاريخية، وتشهد على عروبة هذه البلاد، مشيرا إلى أن محاولات التهويد، لم تتوقف ولو لحظة، إلا أن صمود فلسطينيي عكا ، وتمسكهم بمدينتهم، وبتاريخها، ويقظتهم، أفشلت وستفشل كل مخططات التهويد، وبقيت البلدة القديمة، وهي مدينة عكا الأصلية، عربية مائة بالمائة، بتاريخها ووجهها ومعالمها التاريخية.
وأكد حجازي، أن سكان عكا، داخل البلدة القديمة، حافظوا على مساجدهم، وكانوا حراسا أمناء عليها، مشيرا إلى أن هناك محاولات يهودية ، للاستيلاء على مسجد المنشية الذي يقع في قرية المنشية المهجرة، ومسجد اللبابيدي في عكا الجديدة.
ونوه إلى أن عدد سكان عكا اليوم يبلغ 18 ألف فلسطيني، ويشكلون 35 في المائة من نسبة السكان، وهذه النسبة في ارتفاع، وهو ما يقلق سلطات الاحتلال، ولذلك ولمواجهة النمو الديمغرافي لعرب عكا، أقدمت سلطات الاحتلال على استجلاب المستوطنين العنصريين من مستوطنات قطاع غزة، ، للاستيطان في عكا، وبدأوا يثيرون ممارسات استفزازية، ضد سكان عكا، الذين يعيشون مرحلة تصدٍ دائم لهؤلاء المستوطنين العنصريين وممارساتهم.
وأكد أنه لا يوجد أي وجود يهودي داخل البلدة القديمة من عكا، سوى بعض المصالح الاقتصادية، ووجودهم يتركز في البلدة الجديدة، التي أطلقوا عليها اسم عكا الجديدة، خارج أسوار عكا، وحتى في هذه المناطق، استقر الكثير من العرب، ولم تعد يهودية بحتة، وهو ما أثار سلطات الاحتلال والمستوطنين، وقاموا بتنفيذ اعتداءات ضد العرب في هذه المناطق في العام الماضي، كما جرى في حي ولفستون خلال ما يسمى يوم الغفران اليهودي، وما زالوا يقومون بالاعتداءات على السكان الفلسطينيين وممتلكاتهم، ضمن خطة مبرمجة ومدروسة من جانب أطراف يمينية تعمل على تشجيع المظاهر الفاشية والعنصرية.
وأكد حجازي أن العرب لم يتركوا عكا في أي حقبة تاريخية، وكل حجر في المدينة له تاريخ عربي، مشددا على أنه لا خوف على أهل عكا، طالما هم منزرعون في أزقتها وحاراتها، وطالما أهلها صامدون.
تضييق الخناق على الأحياء العربية
من جهته قال الناشط العكاوي فخري بشتاوي: "إن تضييق الخناق على الأحياء العربية في عكا ليس وليد الصدفة، فهو يحاصر على العكاويين منذ النكبة، ولكن اليوم تشهد مدينة عكا تطبيق وتنفيذ مشروع استيطاني كبير، ويتمثل في قيام المؤسسات الإسرائيلية المختلفة باقتناء المنازل العربية في عكا، وذلك بهدف التهويد".
وأشار بشتاوي إلى أن "غالبية السكان في الأحياء العربية يعانون من ضائقة مالية وأوضاع اقتصادية صعبة، وغالبية البيوت فيها تعاني من تشققات فيها، واليوم حسب المعلومات المتوفرة فان هناك أكثر من 170 بيتا عربيا ضمن أسوار عكا مغلقة من قبل شركة عميدار، منذ ستينيات القرن الماضي، فيما بدأت عملية التهجير البطيء منذ سبعينات القرن العشرين".
وتعمل الحكومة الإسرائيلية وفق سياسة إفقاد مدينة الأسوار هويتها العربية والفلسطينية، وإحكام سيطرة المستوطنين عليها وطرد من تبقى من السكان الأصليين من منازلهم.
استجلاب المستوطنين من الضفة والقطاع
ويؤكد أحمد عودة عضو مجلس بلدية عكا عن (الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة) أن البلدية والجمعيات الاستيطانية تتبع أسلوبا جديدا لمواجهة الوجود الفلسطيني في مدينة عكا، مبينا أنه "وبعد أن شعرت السلطات بفشلها في مخططاتها لترحيل السكان الفلسطينيين، لجأت إلى أسلوب جديد يتمثل باستقدام المئات من المستوطنين المسلحين للسكن في مدينة عكا".
ويهدف مسؤولوا بلدية عكا اليهود إلى زيادة عدد اليهود في المدينة، إذ يشكل العرب في المدينة نسبة 38% من السكان، وهذه نسبة عالية بنظرهم، ولديهم مخطط لخفض هذه النسبة إلى 15 في المائة.
وأوضح عودة ، أن مخطط مدينة عكا هذا، هو جزء من مخطط كبير لتهويد منطقتي الجليل والنقب الفلسطينيّتيْن، والتي لا توجد فيها أغلبية يهودية (49 في المائة يهود مقابل 51 في المائة عرب).
ويقول عودة: "يبلغ عدد السكان العرب في عكا نحو 17 ألف نسمة، يعيش أكثر من 7 آلاف منهم في الأسوار (البلدة القديمة)، فيما يسكن 10 ألاف في عكا الجديدة، وهم يتعرضون لملاحقات ومضايقات كثيرة، وكل ذلك بهدف تحقيق هدف السلطات الإسرائيلية وهو فرض سياسة الأمر الواقع وطرد العرب من البلد".
ويؤكد أن "عكا قائمة منذ أكثر من 6 ألاف عام، رابضة على شاطئ البحر بأسوارها ومساجدها ومواقعها التاريخية، هزمت نابليون بونابرت بجبروته، وستهزم كل من يحاول المس بها، وستحبط كل المخططات الحكومية الإسرائيلية الرامية لتشريد سكان العرب الأصليين منها".
تغيير أسماء المواقع
وفيما يسعى الاحتلال لحرمان العكيين من مصادر العمل وتفضيل اليهود في عملية التوظيف، فإنه يستخدم مختلف المخططات لطمس الهوية العربية للمدينة وتهميش أصحاب الدار . ويظهر ذلك حتى بتسميات الشوارع والساحات للعامة، إذ تحول السوق الشعبي إلى "سوق ماركو بولو" والميناء إلى "رصيف الرمبام" وساحة الصيادين إلى "فنيسيا" وساحة الكنيسة إلى "جنوا" وحي الفاخورة إلى "البيزاني"، وساحة الكراكون إلى شارع "الهجناة"، وذلك في محاولة من جانب الاحتلال لتزوير التاريخ وتزوير الثقافة وخلق حالة من الاغتراب بين الإنسان والمكان مثلما حصل لسائر مدن فلسطين يافا-اللد- الرملة وغيرها.
كما تعيش المؤسسات التعليمية في المدينة حالة من الفشل والتخلف ولذلك يضطر البعض لتعليم أبنائهم في حيفا والقرى المحيطة. كما تنعكس ملاحقة الأهالي في محاربة جمهور صيادي الأسماك من خلال إغلاق مناطق واسعة من البحر أمامهم بذرائع مختلفة، إلى جانب فرض الضرائب والرسوم الباهظة عليهم و"التي تجعل مهنة الصيد ضربا من العبث"، كما يقول صيادوها.
منع عمليات ترميم المنازل
ويقول مدير جمعية الياطر للتنمية الثقافية والاجتماعية سامي هواري: "علاوة على تغييب الخدمات البلدية والمدنية من قبل السلطات الإسرائيلية استولت هذه السلطات على معظم البيوت وتحظر على ساكنيها من ترميمها والاهم أنها تحول دون قيامهم بالحصول على القروض لشرائها أما القصور القديمة فنحرم من استخدامها كمراكز جماهيرية ثقافية .
وأضاف: لذلك تعود ملكية هذا البيت فور وفاة ساكنه إلى الشركة الحكومية التي تؤجره إلى جهات يهودية فقط بحجة أنها ترمي إلى تخصيص الأحياء المطلة على البحر إلى الفنانين أو إلى ما ذلك .. هذه في الواقع طرق الترانسفير بماركة إسرائيلية.."، مضيفا: "في ظل تردي الأوضاع الاقتصادية – الاجتماعية استفحل وباء المخدرات في أوساط الشباب، أما السلطات فتغض الطرف عن تجار السموم وجرائمهم في الليل والنهار ..."
ممارسات عنصرية
وأكد المحامي مؤنس خوري، عضو ائتلاف أهالي عكا، أن هناك مخططا مبيتا ضد العرب القاطنين في الحي الشرقي في عكا، من ضمن مخطط تهويد عكا الجاري.
وأشار خوري إلى افتتاح المدرسة الدينية يشفات ههسدير في عكا في العام 1997 وتجنيد الطلاب المتدينين المتطرفين لها، إلى جانب استقدام مستوطنين من الخليل والضفة الغربية لتقوية التواجد اليهودي في المدينة.
ولفت خوري، إلى الاعتداءات المتكررة على بيوت وممتلكات فلسطينيي عكا من جانب المتطرفين اليهود، حيث أحرقت سيارة المحامية مديحة رمال في العام 2002، كما أحرقت ثلاثة بيوت في نفس الحي في العام 2005، والاعتداء على صبحي مرسي، عربيّ يسكن في الحيّ نفسه، وإحراق سيارته في أواخر 2007. وفي 8 نيسان (أبريل) 2008، قام متطرّفون يهود بحرق بيت عائلة رمّال، مرّة أخرى. وقد قُذفت زجاجات حارقة إلى داخل البيت عند الساعات المتأخرة من الليل، حيث كان أفراد العائلة نائمين، وبأعجوبة لم يُسفر ذلك عن مُصابين. كما جرى تدنيس جامع المنشية في نهاية نيسان 2008، واعتقل أربعة يهود متطرفين اعترفوا بالتدنيس كما اعترفوا بمحاولة حرق بيت عائلة رمال، وخلال العام الحالي أحرقت عدة سيارات ومحلات في المدينة، تعود لفلسطينيي عكا، من جانب المستوطنين اليهود.
استهداف المساجد
وأكد رئيس لجنة أمناء الوقف الإسلامي في المدينة كمال الجيوسي أن عكا للعكيين وان من حقهم الاعتناء بمقدساتهم لافتا إلى أن سلطات الاحتلال تستهدف المساجد، التي تعتبر عنوان عروبة هذه المدينة، مضيفا أن الكنس اليهودية في الدول العربية كانت ولا تزال بالحفظ والصون".
وأشار جيوسي، إلى احتجاجات اليهود على ترميم مسجد، في حي ولفستون، رغم أن 80 في المائة من سكان الحي الذي يوجد فيه المسجد هم من العرب.
وقال: لماذا لا يحتج المواطنون العرب في حي فولفسون والبالغة نسبتهم 80 في المائة على وجود كنيس يهودي؟ مضيفا إن المؤسسات التعليمية في المدينة، تعيش حالة من الفشل والتخلف ولذلك يضطر البعض لتعليم أبنائهم في حيفا والقرى المحيطة. كما تنعكس ملاحقة الأهالي في محاربة جمهور صيادي الأسماك من خلال إغلاق مناطق واسعة من البحر أمامهم بذرائع مختلفة إلى جانب فرض الضرائب والرسوم الباهظة عليهم و"التي تجعل مهنة الصيد ضربا من العبث" كما يقول صيادوها.
ولكن ورغم كل هذه الإجراءات يقول صاحب "دار الأسوار" يعقوب حجازي: "اليوم وبعد 61 عاما على النكبة والتهجير، يحاول المنزرعون في عكا أن يستنهضوا الهمم لترميم زوايا الذاكرة وإزالة غبار الحزن، فعكا تعيش الاغتراب والعذاب لكن أسوارها وحماة تاريخها ينبشون الماضي لإضاءة المستقبل وزرع الوعي في الأجيال الصاعدة، ليقيموا مشاريع ثقافيه ونهضوية آخرها أرشيف عكا الذي يوثق تاريخ المدينة وتراثها.