100% عنصرية
100% عنصرية ومثلها كراهية ومثلها فاشية، وأمثالها كذب وتزوير للحقائق ملأت تصريحات "ليبرمان" تعقيبا على نتائج استطلاع حول موقف الشارع اليهودي من فلسطينيي الداخل، حين اتهم قيادات الداخل بأنها مسؤولة 100% عن ارتفاع منسوب الكراهية في الشارع اليهودي للفلسطينيين في الداخل.
البراءة تقطر من وجوه القوم، وهم ليسوا أكثر من ضحايا وقعت في فخ القيادات العربية في الداخل. فهم لشدة براءتهم وطهارة قلوبهم وصفاء نواياهم وحبهم للإنسانية، بخاصة الفلسطينيين والعرب والمسلمين، خدعتهم القيادات العربية وأوقعت بهم فامتلأت قلوبهم البيضاء ونفوسهم النقية كراهية وحقدا وعنصرية. وهم بحسب نظرية علم النفس الليبرماني ليسوا مسؤولين عن هذه المشاعر.
ليست نظريته الفاشية هي السبب، ولا مناهج التعليم في المدارس اليهودية هي السبب، ولا التحريض اليومي على فلسطينيي الداخل من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين هو السبب، ولا الإعلام العبري المجند هو السبب، ولا عمليات غسيل الدماغ التي يتعرض إليها الطفل اليهودي من لحظة ولادته إلى أن ينهي خدمته العسكرية (بـ"إنجازات" كبيرة) هي السبب، ولا تزوير التاريخ والجغرافيا هو السبب في تزايد كراهية اليهود تجاه فلسطينيي الداخل. كل هذا وغيره لا يعني شيئا في نظر "ليبرمان" هذا.
* أعداء الوطن
يذكر الكثيرون قصة فيلم "البريء" المصري، الذي يتحدث عن شاب أمّيّ من الصعيد يلتحق بالخدمة العسكرية، ويسوقه قدره إلى الخدمة في أحد أسوأ السجون في البلاد، وهو سجن تلقي السلطات خلف قضبانه بالسجناء السياسيين.
في أحد مشاهد الفيلم يطلب مدير السجن من الشاب أن يطلق النار على السجناء لأنهم أعداء الوطن. ويمتلئ الشاب نشوة وهو يؤدي دوره في محاربة "أعداء الوطن"، حتى تأتي اللحظة التي يسجن فيها شاب من قريته، هو ابن عمه الذي يعرفه جيدا ويحبه ويحترمه ويعتبره مثلا أعلى له. وعندما يبلغه مدير السجن أن هذا أيضا من أعداء الوطن يصيح: لا... لا يمكن أن يكون من أعداء الوطن... أنا أعرفه جيدا... مستحيل..
ويشكل المشهد إحدى الذروات في الفيلم، ونقطة تحول يستيقظ فيها السجان الأمّيّ من غفلته ومن أميته..
تذكرت هذه القصة وأنا أتابع ممارسات قوات الأمن المصرية قبل وأثناء وبعد انتخابات مجلس الشعب الأخيرة، وهم يعتدون على أنصار حركة الإخوان المسلمين، بالعصي والهراوات، مستخدمين أساليب القمع المختلفة. وتخيلت كل واحد من أفراد قوات الأمن الداخلي نسخة عن ذلك الشاب الأمّي، الذي خطف من قريته النائية التي لم يتلق فيها أي نوع من أنواع التعليم، وجُنّد في جهاز من أسوأ أجهزة الأمن الداخلي في العالم، كي يحارب "أعداء الوطن "، بعد أن تجرى له عملية غسل دماغ.
فكم من الوقت يحتاج هؤلاء كي يستيقظوا من غفلتهم وأمّيتهم ويعرفوا أعداء وطنهم الحقيقيين؟
* "الهدية" مباشرة بعد اللعبة
أياما عديدة (قبل وأثناء وبعد) مباراة كرة القدم بين فريقين أسبانيين، انشغل المهووسون (وهم كثيرون) من أبنائنا بأدق التفاصيل، في ظاهرة متكررة، تكاد تقسم أنها لا تحدث إزاء مجزرة أو عدوان على أمتنا وشعبنا وأهلنا.
ولأن الأسبان يعشقون العرب ويهيمون بالمسلمين ولا يهدأ لهم بال حتى يجعلوهم في رأس سلم أولوياتهم، فقد استيقظ عشاق ميسي وفيسي ورونالدو على خبر تسجيل فريق كـُرْه المسلمين والعرب هدفا جديدا في صميم عقيدتهم، عندما افتتحت أسبانيا ملهى ليليا على شكل مسجد وأطلقت عليه اسم "مكة"، تعبيرا عن عشقها للحضارة الإسلامية وللتاريخ الذي سجله المسلمون في الأندلس.. وليفرح عشاق ميسي ورونالدو وريال وبرشلونة...
* رئيس تحرير صحيفة صوت الحق والحرية
[b]