سيبقى عام 2010 ذكرى مليئة بالتناقضات للكثير من الجزائريين المولعين بكرة القدم؛ لأنه العام الذي بلغ فيه المنتخب الأول الدور قبل النهائي من نهائيات كأس إفريقيا خلال البطولة التي استضافتها أنغولا مطلع العام، في سيناريو هو الأول من نوعه منذ 1990، تاريخ تتويج الجزائر بأول وآخر كأس إفريقية، كما أنه العام الذي شهد عودة "الخضر" للمشاركة في نهائيات كأس العالم لأول مرة منذ 24 عاماً.
لكن المنتخب الجزائري حقق نتائج لم تكن في مستوى آمال وتطلعات "الجماهير المليونية" التي خرجت مرات عديدة في عام 2009، احتفالاً بالنتائج التي كان يحققها ومن أبرزها عبور المنتخب المصري والمشاركة في مونديال جنوب إفريقيا، وأقصي من الدور قبل النهائي من دورة أنغولا بعدما تلقى صفعة قوية على يد أحفاد "الفراعنة" الذي نجح في دكّ شباكه برباعية نظيفة.
كما أنه فشل في تسجيل ولو هدف واحد خلال مشاركته في المونديال الإفريقي الذي ودّعه من الدور الأول بعد خسارته من سلوفينيا والولايات المتحدة الأمريكية صفر-1، وتعادل سلبي مع إنكلترا.
سعدان شخصية العام
ويمكن أن يكون المدرب رابح سعدان هو الشخصية الرياضية بامتياز في الجزائر لعام 2010، لكن "الشيخ" غادر الإدارة الفنية للمنتخب الجزائري من "الباب الضيق" بعدما اضطر إلى تقديم استقالته في اليوم الذي تلي تعادل الجزائر مع ضيفتها تنزانيا 1/1، في الثالث من سبتمبر/أيلول الماضي في افتتاح التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس أمم إفريقيا 2012 المقررة بغينيا الإستوائية والغابون.
وبلغة الأرقام، قاد سعدان المنتخب الجزائري في 14 مباراة لم تذق الجزائر طعم الفوز إلا ثلاث مرات (واحدة في مواجهة ودية ضد الإمارات) وتعادلت ثلاث مرات وخسرت ثماني مرات (سقطت ثلاث مرات ودياً)، وسجلت سبعة أهداف مقابل تلقيها 21 هدفاً.
لا جديد مع بن شيخة
ولم يتحسن حال المنتخب الجزائري في عهدة المدرب الجديد عبدالحق بن شيخة، إذ سجل انهزاماً أمام منتخب جمهورية إفريقيا الوسطى صفر-2، كما تعادل سلبياً مع لوكسمبورغ ودياً. لكن مجيد بوقرة مدافع غلاسغو رينغرز الاسكتلندي واصل سيطرته على كل الجوائز المحلية.
ونجح منتخب المحليين في اقتطاع تذكرة المشاركة في النسخة الثانية من بطولة كأس أمم إفريقيا للمحليين التي تستضيفها السودان في فبراير/شباط بعد مواجهة مباشرة مع ليبيا، أما منتخب السيدات فقدم أداءً مميزاً رغم خروجه من الدور الأول لنهائيات كأس أمم إفريقيا التي أقيمت بجنوب إفريقيا، لكن ذلك لم يشفع لمدربه عز الدين شيح للنجاة من مقصلة الإقالة.
تألق وفاق سطيف والقبائل
وعلى نحو غير مألوف، تألق فريقي وفاق سطيف وشبيبة القبائل، الأول توّج بكأس السوبر لاتحاد شمال إفريقيا ثم كأس اتحاد شمال إفريقيا للأندية الفائزة بالكأس، إضافة لخوضه دور المجموعات لمسابقة دوري أبطال إفريقيا. أما الثاني فوصل إلى الدور نصف النهائي لنفس البطولة وانسحب بشرف أمام مازيمبي الكونغولي حامل اللقب ومنشط الدور النهائي لكأس العالم للأندية، ليصنع بذلك أحسن نتيجة للأندية الجزائرية في أغلى المسابقات الإفريقية.
دوري المحترفين
محند شريف حناشي رئيس نادي شبيبة القبائل
وسيبقى 2010 محفوظاً في الذاكرة، ليس فقط لأنه شهد ميلاد أول دوري للمحترفين، لكن لكونه أيضاً تميز بإقدام فرق الدرجة الثالثة على مقاطعة البطولة احتجاجاً على استثنائها من الاحتراف. أما نادي وداد بن طلحة، الذي يمثل حياً ارتبط اسمه بأعمال العنف التي شهدتها الجزائر منتصف التسعينيات من القرن الماضي، فأعلن ببساطة حل نفسه بسبب ما يصفه مسؤولوه "ظلم اتحاد الكرة".
ولم يسبق أن عرفت الكرة الجزائرية أي ظاهرة احتجاج كالتي عرفتها في بداية الموسم الجاري، والمثل ينطبق أيضاً على الأزمة التي فجّرها محند شريف حناشي رئيس نادي شبيبة القبائل عندما اتهم محمد روراوة بطلبه تسهيل فوز الأهلي المصري على فريقه في دوري أبطال إفريقيا.
وبعد أشهر من التوتر والتجاذب اقتربت العلاقات "الكروية" بين الجزائر ومصر من العودة إلى مجراها الطبيعي، بعد عقد جلسة صلح بين محمد روراوة وسمير زاهر تحت مظلة قطرية. والظاهر أن فوز قطر بشرف تنظيم مونديال 2022 سرّع عملية المصالحة التي مهّد لها السير الحسن لمواجهات شبيبة القبائل ضد الإسماعيلي والأهلي بدوري أبطال إفريقيا.
نتائج متباينة لبقية الرياضات
تأرجح مستوى الرياضيات الأخرى في جزائر 2010 بين ما هو جيد ومتوسط، حيث ضيّع منتخبا الرجال والسيدات للجودو اللقبين الإفريقيين، وفي المقابل أحرزت صونية إصلاح الميدالية البرونزية في بطولة العالم للشباب بالمغرب. أما منتخب سيدات الكرة الطائرة فأخفق في ترك بصماته في أولى مشاركته في بطولة العالم التي استضافتها اليابان.
تراجع كرة اليد
منتخب كرة اليد الجزائري
منتخب كرة اليد الجزائري
وعموماً تأكد تراجع مستوى كرة اليد بدليل خسارة نادي المجمع البترولي للرجال للقبي كأس السوبر الإفريقي لحساب الزمالك المصري وكأس الأندية الإفريقية البطلة لصالح النجم الساحلي التونسي.
وسجّلت رياضة ألعاب القوى بعض النتائج تثبث قدرة الجزائر على استرجاع عصرها الذهبي الذي عرفته في سنوات التسعينيات، إذ أحرز العداء عنو عبدالرحمن الميدالية الذهبية في بطولة العالم للناشئين في اختصاص 1500 متر، كما تفوقت زهرة بوراس على البطلة العالمية لمسافة 800 متر خلال البطولة الإفريقية التي استضافتها كينيا. ونجح العربي بورعدة في تحسين رقمه الإفريقي في اختصاص العشاري.
ووصل منتخب الرجال لكرة السلة إلى الدور نصف النهائي من البطولة العربية، أما منتخب الملاكمة فتوّج بلقب النسخة الثالثة لكاس أمم إفريقيا للملاكمة.
ونال السباح نبيل كباب ثلاث ميداليات ذهبية في البطولة الإفريقية للسباحة التي استضافتها المغرب، لكنه فشل في تحقيق أي إنجاز يذكر في بطولة العالم بدبي.
وكتبت الجزائر اسمها في الأولمبياد الأول للناشئين بسنغافورة وحصلت على ميدالية برونزية في الفروسية.