الموسم الثقافي 2010 يتمخض فينجب أكثر من 100 مهرجان
لم تخل سنة2010 من الأحداث والإنجازات التي أكسبت الجزائر حضورا قويا من خلال مهرجاناتها التي رأت النور لأول مرة وأخرى احتفت بالإبداع في مختلف مجالاته الذي عانق ثقافات القارات الخمس.وكونها لن تودع هذه السنة إلا بإحتفالية مميزة حُضرلها طيلة12 شهرا،ليسطع نجم عاصمة الزيانين تلمسان خلال السنة الجديدة و تزف عاصمة للثقافة الإسلامية 2011.
عائشة قحام
يعرف المشهد الثقافي الجزائري في الآونة الأخيرة حركية مستمرة بفضل جهود الدولة التي تهدف إلى تطويرهذا المجال الحساس المرتبط بوجود الإنسان، لا يمكن أن نطوي صفحة 2010 دون الوقوف عند أهم الانجازات التي قدمت خلال سنة ميلاد وتأسيس مهرجانات عديدة شملت مختلف مجالات الإبداع .
وقد استنطقت المهرجانات التي عرفتها الجزائر في طابعها الدولي والوطني، والمحلي ما يصل150 مهرجانا ثقافيا مميزا، على غرار مهرجان الدولي باتنة »تيمقاد«، المهرجان الدولي للموسيقي »جميلة«، المهرجان الثقافي الدولي للمنمنمات والزخرفة، المهرجان الثقافي الدولي للمسرح، المهرجان الثقافي الدولي للشريط المرسوم، المهرجان الثقافي الدولي للأدب وكتاب الشباب، المهرجان الثقافي الدولي للفن التشكيلي المعاصر، المهرجان الثقافي الدولي لموسيقى الديوان، المهرجان الثقافي الدولي للفن التشكيلي المعاصر، المهرجان الدولي للرقص العصري، حيث احتضنت العاصمة العديد من المهرجانات والفعاليات المحلية والوطنية على غرار المهرجان الوطني الثقافي الوطني للموسيقي الأندلسية «المالوف« والمهرجان الثقافي الوطني للموسيقي والأغنية الشعبية، والمهرجان الوطني للمسرح المحترف، المهرجان الوطني للشعر النسوي، المهرجان الثقافي الوطني للتصوير الفني.
كما كانت للمهرجانات المحلية صيت آخر وبنكهة جديدة ميزت سنة 2010 على غرار المهرجان المحلي للموسيقي والأغنية القبائلية، والمهرجان الثقافي المحلي لزربية بني ھشام، والمهرجان الثقافي المحلي للفخار، المهرجان الثقافي المحلي للإنشاد الذي أخذت طابعا أخرا كونها شهدت الترسيم سنة 2010، لتأكد الجزائر من جديد أن سنة 2010 كانت مليئة بالكثير من المحطات الهامة في تاريخها، وطيلة إثنى عشرة شهرا ابتهجت الجزائر مثلما ابتهج الفاعلين فيها، ومثلما غنت رائعة الفن الجميل ماجدة الرومي، أغاني جزائرية لكل من الراحل محمد الهاشمي قروابي »وحداني غريب « و »أنا الولية«، للفنانة نعيمة الجزائرية. خلال إحيائها حفلات بالجزائر.
ومن جديد أكدت الجزائر إصرارها ووقوفها وتثبتها بقوائم القضية الفلسطينية من خلال التظاهرات التي نظمتها في عكاظية الشعر العربي الذي حمل هذه المرة شعار »الشعر وثقافة المقاومة« هذا بحضور عربي كبير على غرار الشاعر العراقي عبد الرزاق عبد الواحد الذي كتب عن الثورة الجزائرية والشاعر التونسي منصف المزغني والشاعرة اللبنانية أمل طنانة، أين امتزج في العكاظية الأداء الجميل من خلال تناغم الكلمة المعبرة التي اختزلت جميعها محور القضايا العربية.
العد التنازيلي لفعاليات »تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية 2011
وليس بعيدا عن حصاد ثقافي ثري شهدته الجزائر طيلة سنة كاملة، حيث ستشهد مرة أخرى ودون انقطاع عرسا ثقافيا مميزا كونها تحتضن تظاهرة »تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية2011«، والتي سيشرف على افتتاحها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، يوم 16 أفريل 2011. بحضور شخصيات سياسية هامة، لدول الشقيقة والصديقة. كما ستشهد عاصمة الزيانيين عرسا شعبيا وطنيا يوم 15 فيفري 2011، المصادف لإحياء المولد النبوي الشريف.
إذ تم تخصيص حوالي 10 مليار دينار لإنجاح هذه التظاهرة التي ستبين مرة أخرى أن الجزائر مستعدة دائما للاحتفاء بالثقافة ومنفتحة على جميع الأصعدة .
وتوقفت وزيرة الثقافة خليدة تومي خلال 2010 على العديد من الانجازات التي شهدتها ولاية تلمسان في مختلف قطاعاتها، حيث تم تسجيل 99 مشروع ترميم تراثي وهياكل وفضاءات ثقافية تشرف على تنفيذها خبرات جزائرية وهي تشمل 23 مكتب دراسات و50 مؤسسة وطنية ضمن المشاريع مركب ثقافي ضخم ، قاعة سينما من الطراز لعالمي، مكتبة ولائية ، مسرح ضخم، وثلات متاحف.
فضلا على إنجاز 49 مشروع سينمائي، 19 مسرحية، 12ملتقى دولي بالتعاون مع وزارة لشؤون الدينية، 13 معرض فني، كما تم إنتاج 60 فيلماً جديداً حول مدن ومعالم إسلامية بارزة في الجزائر وشخصيات جزائرية وإسلامية أثرت في الثقافة والحضارة الإسلامية، ستعرض على مدار سنة2011، كما سيتم خلال سنة 2011 ترسيم حوالى 10 مهرجانا جديدا، بالإضافة إلى الأسابيع الثقافية للدول الإسلامية ومختلف الولايات الجزائرية.
إذ ستكون تلمسان عاصمة الدولة الإسلامية، دون منازع، وستؤكد الجزائر من جديد مدى جدارتها واستحقاقها لاحتضان الفعاليات الكبرى.
»خارجون عن القانون« يغازل عشاق الفن السابع
كما عرفت سنة 2010 تربع الفن السابع الجزائري على عرش السينما العربية، حيث توج فيلم رشيد بوشارب المثير للجدل»خارجون عن القانون« بالعديد من الجوائز التي حصدها بالمهرجانات العربية، فكانت من حظه ذهبية مهرجان دمشق العربي ومهرجان الدوحة السينمائي.
ومن المنتظر أن الفيلم »خارجون عن القانون« سيواصل تتويجاته لسنة2011 ويصنع الحدث مرة أخرى، كونه مرشحا ضمن جوائز أوسكار 2011 في فئة أفضل فيلم أجنبي، وهذا بعد أن إجتاز مرحلة الاختيار الأولي التي قامت بها لجنة التحكيم الدولية قصد اختيار أهم الأعمال السينمائية التي تألقت خلال هذه السنة لتقع عين اللجنة على فيلم بوشارب بعد النجاح الكبير الذي حققه هذا الأخير في مهرجان »كان« السينمائي في طبعته 63 كونه كان ممثل العرب الوحيد بغض النظر عن تلك الحملة الشرسة التي شنها بعض المتطرفين الفرنسيين لإفشال هذا العمل والحد من شهرته.
وليس بعيدا عن سنة التتويجات حصد الكثير من رواد الفن السابع النجومية والتكريم، حيث نالت الممثلة سامية مزيان جائزة أحسن ممثلة خلال مهرجان الفيلم الفرانكفوني عن دورها في فيلم»رحلة إلى الجزائر« لعبد الكريم بهلول، ومؤنس خمار افتك جائزة أحسن فيلم قصير في العالم العربي عن فيلمه » العابر الأخير«، فيما تحصل يانيس كوسيم على جائزة مهرجان أميان عن فيلمه»خويا«، فيما لايزال فيلم » حراقة« التتويجات هو الآخر، حيث عرض في مهرجان الفيلم الفرنسي العربي، وكان ضمن قائمة الأفلام الروائية الطويلة المشاركة في مسابقة مهرجان الفيلم العربي بروتردام.،فضلا عن عرضه على الشاشات الفرنسية ، إضافة إلى عرضه في حوالي ثلاثين مدينة فرنسية بعد عرضه في عديد المهرجانات المكرسة للفن السابع الوطني والمغاربي.
»ذاكرة الجسد« يتربع على الفضائيات العربية
عرفت سنة 2010 أيضا، طلة جديدة كون المشاهد العربي عرف رواية» ذاكرة الجسد « لأحلام مستغانمي عن قرب في مسلسل تاريخي درامي وبثوب جديد تألق فيه نجوم الشاشة العربية على غرار الممثلة الجزائرية أمل بوشوشة، التي تربعت عرش البطولة مع الممثل السوري جمال سليمان، وإخراج المخرج الكبير نجدت إسماعيل أنزور.كأول تجربة لها، حيث أظهرت جدارتها واستحقاقها للدور، فضلا عن ترشحها بفضل هذا العمل لجائزة أفضل ممثلة في مهرجان ودونيا 2010.
المسرح الوطني لُحمة عربية في 2010
عرف المسرح الوطني محي الدين باشطارزي بالعاصمة العديد من الفعاليات، حيث افتتح ركه لمختلف الفنون، طيلة سنة 2010، من خلال احتضانه فعاليات المهرجان الفني الدولي للرقص المعاصر في طبعته الثانية بمشاركة أجنبية قوية، إضافة إلى تزين ركحه باستضافة ألمع وأشهر الفنانين الكبار من خلال اعتناقه لروائع الموسيقي الكلاسيكية العطرة، حيث امتزجت إبداعات ممزوجة بنوتات عربية أصيلة وأجنبية راقية، وبهدوء ملفت للانتباه إحتضن المسرح الوطني الطبعة الثانية للمهرجان الثقافي الدولي للموسيقى السنفونية الذي يضاف إلى رزنامة المهرجانات المرسمة من طرف وزيرة الثقافة خليدة تومي، في مختلف المجالات الفنية والموسيقية. كونها تجسد مختلف الطبوع الجزائرية، إذ كانت اسبانيا ضيف شرف هذه الطبعة تحت شعار »التراث العالمي وانسجام« بمشاركة 18 بلدا.
كما عرف ركح بشطارزي، فعاليات المهرجان الوطني للمسرح المحترف تحت شعار »الجزائر الأبدية« مركزا في طبعته حول أهمية الاهتمام بالتراث المادي واللامادي وتوظيفه في الإبداع الفني والمسرحي على وجه الخصوص، كما تم تكريم العديد من الوجوه المسرحية الجزائرية والعربية عرفانا وامتنانا لما قدموه للفن الرابع ومن بينهم شقروني دريس، ميموني فاطمة الزهراء، دكار جمال، عيسى مولفرعة من الجزائر، دريد لحام و عبد الرحمان أبو القاسم من سوريا، عبير عيسى الأردن، سعاد عبد الله الكويت، عزيز خيون سامي عبد الحميد جواد الأسدي من العراق، منجي بن براهيم تونس، أحمد علوي المغرب، شكيب خوري من لبنان، وآخرون. حيث كانت فلسطين ضيف شرف. ناهيك عن العروض التي ميزته باستمرار ودون انقطاع كونه حقل ثقافي ومعلم بارز إحتضن محاطات هامة طيلة الموسم وجميعها تندرج في وعاء إسمه»الثقافة«.
المصادقة على قانون السينما 2010
ولم تودعنا سنة 2010، إلا بعد أن تم وضع الخطوط العريضة فيما يخص قانون السينما الذي تم المصادقة عليه، من قبل المجلس الشعبي الوطني،الهادف إلى تحديد القواعد العامة المتعلقة بالنشاط السينمائي واستغلاله وترقيته، ومن بين ما يتضمنه القانون المذكور مادة تتعلق بتأسيس صندوق ترقية فن الصناعة السينماتوغرافية، بالإضافة إلى شق آخر يتعلق بالإنتاج السينمائي والإنتاج المشترك وجنسية الأفلام حيث نص على تخفيف الجوانب الإجرائية المتصلة بإنتاج الأفلام المنجزة في إطار الاتفاقيات السينمائية الحكومية.
كما تنص الأحكام الجديدة المدرجة في قانون السينما على عدم إخضاع الأفلام غير الموجهة للتسويق و أفلام الهواة إلى مواد القانون الجديد و ترشيد المال العام المخصص للسينما وتنظيم حفظ الأرشيف إضافة إلى إلزامية الإيداع القانوني للأفلام و تحديد دور الدولة في المجال السينمائي. وجاءت هذه الخطوة التي شددت وزيرة الثقافة خليدة تومي على توفيرها، كقاعدة قانونية تحكم قطاع السينما من خلال وجود منظومة قانونية تسيره.