الأعيـــاد الدينية, الوطنية و الأمازيغية في الجزائر
العيد اسم لما عاد من شيء في وقت معلوم ، وقيل : إنّه سمّي عيداً لأنّه يعود كلّ سنة بفرح مجدّد.
الأعياد و الاحتفالات مواقيت خاصة للاحتفال يأتي معظمها مرة كل عام، و قد يستمر يومًا أو أكثر. تكرم الكثير من الأعياد و الاحتفالات في بلاد الغرب و بعض بلاد الشرق العظماء من القادة أو القديسين أو الآلهة أو الأرواح، و هناك جهات تحتفل بمواسم الحصاد أو بداية فصل أو عام جديد أو ذكرى حدث تاريخي.
و معظم الأعياد و الاحتفالات مناسبات بهيجة، و لكن ينطوي بعضها على الحِدَاد و طلب التوبة. قد يتوقف الكبار عن أعمالهم أثناء بعض الأعياد و الاحتفالات، و يلزم الأطفال مساكنهم، و لا يذهبون إلى مدارسهم. يحتفل البعض بالأحداث السعيدة بتزيين مساكنهم و شوارعهم و يلبسون ملابس خاصة و يتبادلون الهدايا. تتطلب معظم هذه الاحتفالات إعداد وجبات خاصة أو رقصًا أو استعراضات. أما المناسبات الجادة فتُراعَى بالصَّوم و التأمل والصلاة.
الأعياد الدينية في الجزائر
أعياد المسلمين أيام مقدسة تجمع بين العبادة (صلاة وذكر وصدقة ونسك وتهليل وتسبيح وتكبير) وبين العادة (ما فيه توسع في الطعام والشراب والملبس والزينة والمرح والسرور وسائر الأعمال المستحبة).
ويحتفل الجزائريون بعيديْن هما: عيد الأضحى (العيد الكبير)، وعيد الفطر (العيد الصغير):
1- عيد الفطر:
عيد الفطر هو أول أعياد المسلمين, يحتفلون به في أول يوم من أيام شهر شوال. و عيد الفطر يأتي بعد صيام شهر رمضان و يكون أول يوم يفطر فيه المسلمين بعد صيام الشهر كله ولذلك سمي بعيد الفطر. ويحرّم صيام أول يوم من أيام عيد الفطر، ويستمر العيد مدة ثلاثة أيام.
في عيـــد الفطـــر يحرص الأباء على شــــراء ثياب جديدة لأطفالهم, و تحضر الأمهـــات حلويات و أطباق خاصة للاحتفال بالعيد تختلف من منطقة الى أخرى ...
2- عيد الأضحى:
عيد الأضحى أحد أهم مناسبتين عند المسلمين ، يوافق هذا اليوم العاشر من ذي الحجة بعد انتهاء وقفة عرفة ، الموقف الذي يقف فيه حجاج بيت الله الحرام لتأدية أهم مناسك حج البيت ، يعتبر هذا العيد أيضا ذكرى لقصة سيدنا إبراهيم عندما أراد التضحية بابنه سيدنا إسماعيل تلبية لأمر ربه لذلك يقوم العديد من المسلمين بالتقرب إلى الله في هذا اليوم بالتضحية بالأنعام و توزيع لحم الأضحية على الأقارب و الفقراء و أهل بيته ، ومن هنا جاء اسمه " عيد الأضحى.
تبدأ احتفالات عيد الاضحى باداء صلاة العيد فجر اليوم الاول من العيد. و تصلى هذه الصلاة في مصلى خارج "المساجد" كما انها تجوز داخل المساجد. ايضا و بعد اداء الصلاة ينتشر المسلمون ليقوموا بذبح اضحياتهم تطبيقا للآية الكريمة من قول الله تعالى : "انا اعطيناك الكوثر ،فصلّ لربك وانحر"
3- مناسبات دينية أخرى:
إضافة إلى عيدي الفطر و الأضحى يحتفل الجزائريون ببعض المناسبات الدينية و منهــــا:
- رأس السنة الهجرية:
يحتفل برأس السنة الهجرية في الأول من محرم من كل سنة, و هو يوم هجرة الرسول صلى الله عليه و سلم من مكة الى المدينة, و يوم بداية التأريخ الهجري.
- يوم عاشوراء
عاشوراء هو اليوم العاشر من شهر محرم في التقويم الهجري و يسمى عند المسلمين بيوم عاشوراء يعتبره الشيعة يوم عزاء لاستشهاد الحسين بن علي حفيد النبي محمد في معركة كربلاء بينما يعتقد السنة انه يماثل يوم الغفران أو التكفير أو يوم كيبور عند اليهود حيث يعتقد أهل السنة والجماعة أنه اليوم الذي نجى الله فيه موسى و قومه من آل فرعون، و يعتقدون بأن نبي الله موسى صام ذلك اليوم للأعراب عن الامتنان لله لتحرير قومه من سيطرة فرعون و اتباعه. و بحسب المصادر الاسلامية السنية فان رسول الله محمد (صلى الله عليه وسلم) قد صام ذلك اليوم و امر الناس بصيامه، و يقارن ذلك بيوم العاشر أو (يوم كيبور) في التراث اليهودي فهو الفرصة الأخيرة لتغيير المصير الشخصي أو مصير العالم في السنة الآتية.
- المولد النبوي
المولد النبوي هو يوم مولد الرسول صلى الله عليه و سلم ويكون في 12 ربيع الأول من كل عام. المصريون و التونسيون هم أول من احتفل بهذه المناسبة منذ العهد الفاطمى حيث اعتبر الفاطميون هذا اليوم عطلة رسمية. و كان الخليفة الفاطمي يخرج راكبا حصانه و من خلفه سيدة القصر في هودجها في موكب مهيب يبدأ من قصر الخلافة وحتى مشهد الحسين بن على بالقاهرة.
و من هذا الموكب ظهر مايعرف بحصان المولد و عروسة المولد حيث صنع المصريون من السكر أشكال للحصان والعروسة مازالت موجودة إلى ايامنا و يحرص أغلب المصريون على شرائها.
أمــــا في الجزائــــر فتضاء سمــــاء ليلة المولد النبوي الشريف بالمفرقعات و المقذوفات و الألعاب الناريـــة بأشكالهـــا, ألوانهـــا و أحجامهــــا المختلفة, إضـافة إلى اشعال الشموع و ترديد المدائح الدينية, كمــــا تقوم ربات البيوت بتحضير أطبـــاق تقليدية خاصة بالاحتفال بهذه المناسبة كالسلو و الطمينة و غيرهــــا.
2/ الأعياد الوطنية في الجزائر
يحتفل الجزائريون بأعياد وطنية جمـــة, تقوي لدينــــا -كجزائريين- الشعور بالانتمــــاء إلى هذا البلـــــد العظيم الذي ارتوت أرضه بدمــــاء شهداء ضحوــــا بحياتهم في سبيل أن ننعم بالحرية و الاستقلال. الاحتفالات بالأيام و الأعياد الوطنية تخلق لدى الانسان اعتزازا بالوطن و رغبة بالتقديـــم له و بالتضحية من أجله, كمــــا تدفع إلـــى العمل الدؤوب من أجل الحفاظ على نعمة الحرية و الاستقلال.
و من أهم الأعياد الوطنية التي يحتفل بهـــــــــــا الجزائريون:
1- ذكرى ثورة التحرير الجزائرية:
في الفاتح من شهر نوفمبر من كل سنة, يحتفل الجزائريون بذكرى اندلاع ثورة التحرير الكبرى (1 نوفمبر 1954) هي سبع سنوات و نصف من الكفاح المستمر و الجهاد في سبيل حرية الوطن راح ضحيتهـــا مليون و نصف مليون شهيد ...
ثورة التحرير الجزائرية هي نموذج خالــــــــــــد لثورة شعب أبي رفض الرضوخ للاستعمــــار الغاشم, ففجـــر أعظم ثورة في التـــــــاريخ ... هي رمز لبطولة شعب ضحى بالنفس و النفيس من أجل عــزة الوطن ...
يحتفل الجزائريون بهذه الذكرى المجيدة بنقل أخبار الثورة و تعريف الاجيــــال الجديدة بتاريخنـــا المشرف المجيد, كمـــا تعلق الأعلام الوطنية في الأماكن العمومية و حتى المنازل و تنطلق الأناشيد الوطنية في كل مكـــان.
2- عيد استقلال الجزائــــــــــر:
الخامس من شهر جويلية 1962 يوم استقلال الجزائـــر, يوم توجت التضحيات بالنصر العظيم.
يحتفل الجزائريون بأحد أعظم الانتصارات في العالم الثالث, حين تم اعلان استقلال الجزائــــر بعد ثورة قدم فيهـــا الانسان الجزائري مثالا و نموذجـــا تحتذي به الشعوب التي تسعى لأجـــل حريتهـــا. وضع هـــذا الشعب البسيط بأسلحته البسيطة نهايـــة لأحد أهم و أعظم القوى الإستعمارية في ذلك الوقت, نموذج لقوة الإرادة و للايمـــان بالنصر و الحرية.
3- عيــــد النصر:
يحتفل الجزائريون بعيد النصر الذي يعود تاريخه إلى المفاوضات بين جبهة التحرير الوطني والاستعمار الفرنسي فــي معاهدة "إفيان" نسبة إلى مديـــنة إفيان التي تقع على الحدود الفرنسية السويسرية في يوم 7 مارس 1962 التي بموجبها تم توقيف القتال الذي التزم بـه جيش التحرير الوطني منتصف نهار يوم 19 مارس 1962 .
4- ذكرى الثامن ماي:
حدث مهم في تاريخ الجزائــــر, بدأ بمسيرة سلمية يوم 08 ماي 1945 ليعبر الشعب الجزائري عن فرحته بانتصار الحلفـــاء – انتصار الديمقراطية على الدكتاتورية- قوبل بمجازر وحشية من طرف المستعمر الفرنسي الذي استغل ذلك التجمع الجزائري الكبيــــر ليجعل منه مجزرة و ساحة للتقتيل الجماعي. يتذكر الجزائريون هذه الأحداث المؤلمة التي تصور وحشية المستعمر و ارهابـــه.
5- يوم الشهيــــد:
حضي الشهيد بالتكريم والتبجيل لما خصه به الله من مكانة حميدة , وعرفان له لما قدمت يداه من تضحيات جسام فهو الذي لبى وضحى بالروح والجسد دفاعا عن الوطن والحرية والشرف صادقا عهده ولم يبدل تبديلا وقد خصص تاريخ 18 فيفري كيوم وطني للشهيد وتم الاحتفال به لأول مرة سنة 1990 وتهدف هذه المناسبة إلى إرساء الروابط بين الأجيال وتذكير الشباب بتضحيات الأسلاف من أجل استخلاص العبر والإقتداء بخطهم الشريف .
6- يوم العِلْم:
يحتفل الجزائريون بيوم العلــــم في 16 أفريل من كل سنة. يوم العلم في الجزائر هو تخليــــد لذكرى وفاة الشيخ العلامة عبد الحميد بن باديس في 16 أفريل ,1940 الذي بعث العلم في الجزائر و شرفه. تتمّ مظاهر الإحتفال بهذا اليوم من خلال المعارض العلمية، و المساباقات الفكرية الثّقافية و العلميّة في جميع المؤسّسات التربوية و بدور الشّباب.
3/ الأعياد الأمازيغية بالجزائر:
1- الناير رأس السنة الأمازيغية:
يحتفل أمازيغ الجزائر يوم 12 أو 13 جانفي / يناير ببداية السنة الأمازيغية الجديدة أو ما يطلق عليه بالأمازيغية ( ASEGWAS AMAYNU ) ، حدث يحمل في طياته الكثير من معاني التضحية والنضال.و هو يوم مرتبط أساسا بحدث تاريخي،حيت يصادف انتصار "شيشونغ" ملك الأمازيغ على الفراعنة سنة 950 ق م، ليحكم بذلك بلاد مصر، إذ يعتبر أمازيغيو شمال إفريقيا هذا الانتصار "يوما مشهودا في تاريخ الإنسانية يحق الاحتفال به".
ولما كان الأمازيغ مرتبطين بالأرض ارتباطا روحيا، جعلوا هذا اليوم بداية تاريخهم، يعبرون فيه عن تشبثهم بالأرض حتى وصفوه ببداية السنة الفلاحية.
2- تافسوت إيمازيغن
الربيع الأمازيغي أو - تافسوت إيمازيغن - كما يسمى بالأمازيغية حدثيحمل في طياته الكثير من معاني التضحية. فهو يؤرخ لانتفاضة جماهيرية شاركت في صنعها مختلف الفئات و الشرائح الاجتماعية بمنطقة القبائل الجزائرية في 20 أبريل 1980، انتفاضة جاءت كرد فعل على منع ندوة الكاتب مولود المعمري حول الأدب الأمازيغي القديم بجامعة تيزي وزو، حيث رأوا أنه لا طائل من العيش مع فقدان الذان والحرية إذا كان الهدف في العاصمة الجزائرية العمل على إماتة اللغة والثقافة الأمازيغية ولو أنها عللت منعها بالأسباب الأمنية، شرارة الاحتجاج إمتدت إلى عموم المنطقة حيث أضربت المستشفيات والثانويات وشلت الحركة في المنطقة برمتها. فاقتحمت القوات فضاء المدينة وهاجمت الطلبة والعمال والموظفين فسقط آنداك 32 قتيلا وعشرات الجرحى واقتيذ العديد من المناضلين إلى المخافر والمعتقلات.
هكذا بدأ الربيع الأمازيغي بالجزائر، و نظرا لرمزية الذكرى و لتاريخها المهم بالنسبة للأمازيغ أصبحت تقليدا سنويا يخلدها مناضلوا الأمازيغية في تامزغا - شمال افريقيا- .