* الجذام مرض مزمن تسببه عصيّة، هي المتفطرة الجذامية. وتشير الأرقام الرسمية إلى إصابة أكثر من 213000 نسمة بهذا المرض وذلك في آسيا وأفريقيا بالدرجة الأولى، علماً بأنّ عام 2008 شهد الإبلاغ عن نحو 249000 حالة جديدة.
* تتكاثر المتفطرة الجذامية ببطء شديد، وتصل فترة حضانة المرض إلى نحو خمسة أعوام. ويمكن أن يحتاج ظهور الأعراض إلى فترة قد تمتد إلى 20 عاماً؛
* الجذام مرض ليس شديد العدوى. فهو ينتقل عبر رذاذ الأنف والفم، أثناء المخالطات الحميمة والمتواترة مع حالات لم تُعالج.
* بإمكان الجذام، إذا لم يعالج، إحداث تلف مرحلي ودائم للجلد والأعصاب والأطراف والعيون. ويبقى تشخيص المرض في المراحل المبكّرة ومعالجته المتعدّدة الأدوية من العناصر الأساسية للتخلّص منه كمشكلة صحية عمومية.
الجذام مرض معد ومزمن تسبّبه المتفطرة الجذامية، وهي عصيّة صامدة للحمض وقصبية الشكل. ويصيب هذا المرض، أساساً، الجلد والأعصاب المحيطية والغشاء المخاطي للسبيل التنفسي العلوي وكذلك العينين، فضلاً عن بعض المواضع الأخرى.
والجذام مرض قابل للشفاء والعلاج الذي يقدم في مراحله الأولى يحول دون الإصابة بالعجز؛
وتوفر منظمة الصحة العالمية المعالجة المتعدّدة الأدوية منذ عام 1995 بالمجان للمرضى في كل أنحاء العالم، كما أنّها توفر علاجاً بسيطاً وعالي النجاعة لجميع أنواع الجذام.
أوضاع الجذام الراهنة
لقد أصبح من السهل تشخيص الجذام وعلاجه، وتسعى معظم البلدان التي يتوطنها المرض جاهدة إلى إدراج خدمات علاج هذا المرض بشكل تام في الخدمات الصحية العامة القائمة. ويكتسي ذلك أهمية خاصة بالنسبة للمجتمعات المحلية المهمشة التي لا تستفيد من الخدمات الصحية بشكل كاف والتي تواجه ، أكثر من غيرها، مخاطر الإصابة بالجذام، علماً بأنّ تلك المجتمعات غالباً ما تكون أشدّ الفئات فقراً.
في مطلع عام 2009 بلغ العدد الإجمالي للحالات المُبلّغ عنها في 121 بلداً 213036 حالة، بينما بلغ عدد الحالات الجديدة التي تم الكشف عنها في عام 2008 زهاء 249007 حالات. كما انخفض عدد الحالات التي اكتُشفت على الصعيد العالمي بنحو 9126 حالة (أي بنسبة 4%) خلال عام 2008، مقارنة بعام 2007.
ومازالت بعض المناطق من أنغولا والبرازيل وجمهورية أفريقيا الوسطى وجمهورية الكونغو الديمقراطية والهند ومدغشقر وموزامبيق ونيبال وجمهورية تنزانيا المتحدة تشهد جيوباً يشتد فيها توطن الجذام. وتظلّ تلك البلدان ملتزمة، بقوة، بالتخلّص منه، وهي تواصل تكثيف أنشطتها في مجال مكافحة هذا المرض.
نبذة تاريخية موجزة- المرض والعلاج
عُرف الجذام في الحضارات القديمة في الصين ومصر والهند. ويرجع تاريخ أوّل إشارة كتابية معروفة إلى الجذام إلى عام 600 قبل الميلاد. وعلى مدى التاريخ كان المصاب، في كثير من الأحيان، يُنبذ من مجتمعه وأسرته.
وعلى الرغم من أنّ الجذام كان يُعالج بطريقة مختلفة في الماضي، فإنّ الانطلاقة الأولى حدثت في الأربعينات باستنباط دواء الدابسون، الذي كان يوقف المرض. لكن فترة علاج الجذام كانت تستغرق سنوات طويلة، وربما امتدت لعمر المريض، فكان من الصعب على المريض متابعة العلاج. وفي الستينات بدأ الجذام الناجم عن المتفطرة يقاوم دواء الدابسون، وهو الدواء الوحيد المعروف في ذلك الوقت لعلاج الجذام. وتم، في مطلع الستينات، اكتشاف الريفامبسين والكلوفازيمين، وهما المكوّنان الآخران للمعالجة المتعدّدة الأدوية
وفي عام 1981، أوصى فريق دراسة تابع لمنظمة الصحة العالمية باستخدام معالجة متعدّدة الأدوية. وتتألّف هذه المعالجة من ثلاثة أدوية هي: الدابسون والريفامبسين والكلوفازيمين. وتمكّن هذه التوليفة الدوائية من القضاء على العامل الممرض وضمان الشفاء للمريض؛
والجدير بالذكر أنّ منظمة الصحة العالمية توفر هذه المعالجة منذ عام 1995 بالمجان للمرضى في كل أنحاء العالم، وقد قامت بذلك في أوّل الأمر عن طريق صندوق الأدوية بالمؤسسة اليابانية، وهي توفرها منذ عام 2000 عن طريق التبرعات التي تقدمها شركة نوفارتيس ومؤسسة نوفارتيس لأغراض التنمية المستدامة.
التخلّص من الجذام كمشكلة صحية عمومية
اعتمدت جمعية الصحة العالمية، في عام 1991، قراراً بشأن التخلّص من الجذام كمشكلة صحية عمومية بحلول عام 2000. ويُعرّف التخلّص من الجذام كمشكلة صحية عمومية بأنّه معدل الانتشار الذي يقلّ عن حالة واحدة لكل 000 10 شخص. والجدير بالإشارة إلى أنّ ذلك الهدف تحقّق في الوقت المحدّد وأنّ الانتشار الواسع للمعالجة المتعدّدة الأدوية أدّى إلى التخفيف من عبء المرض بشكل هائل.
* على مدى الأعوام العشرين الماضية شُفي أكثر من 14 مليوناً من مرضى الجذام، علماً بأنّ أربعة ملايين منهم شُفيوا منذ عام 2000.
* انخفض معدل انتشار المرض بنسبة 90٪ - أي من 21.1 لكل 000 10 ساكن، إلى أقل من 1 لكل 000 10 ساكن في عام 2000.
* حدث انخفاض هائل في العبء العالمي للمرض: من 5.2 مليون حالة في عام 1985 إلى 000 805 حالة في عام 1995 وإلى 000 753 حالة في نهاية عام 1999 وإلى 036 213 حالة في نهاية عام 2008.
* لقد قُضي على الجذام في 119 بلداً من بين 122 بلداً كان هذا المرض يمثل فيها مشكلة من مشاكل الصحة العمومية في عام 1985.
* لم تُسجّل، حتى الآن، أيّة مقاومة حيال المعالجة المتعدّدة الأدوية.
* تركّز الجهود التي تُبذل حالياً على التخلّص من الجذام على المستوى الوطني في بقية البلدان التي يتوطنها المرض، وعلى المستوى دون الوطني في البلدان الأخرى.
الإجراءات والموارد اللازمة
لا بدّ، للوصول إلى جميع المرضى، من إدراج علاج الجذام بشكل تام في الخدمات الصحية العامة. فهذا سبيل رئيسي للنجاح في التخلّص من المرض. ويجب، علاوة على ذلك، مواصلة الالتزام السياسي في البلدان التي يظل يمثّل الجذام فيها مشكلة صحية عمومية. كما يجب أن يواصل الشركاء في عملية التخلّص من الجذام ضمان الموارد البشرية والمالية اللازمة للتخلّص من هذا المرض.
وتظلّ الوصمة القديمة العهد المرتبطة بهذا المرض عقبة في طريق الإبلاغ الذاتي والعلاج المبكّر. وعليه يتعيّن تغيير صورة الجذام على الصعيد العالمي والصعيدين الوطني والمحلي. ولابدّ من تهيئة بيئة جديدة لا يتردد فيها مرضى الجذام في التماس خدمات التشخيص والعلاج من أيّ مرفق صحي.
استراتيجية التخلّص من الجذام
تمثل الإجراءات التالية جزءاً من الحملة الجارية للتخلّص من الجذام:
* ضمان حصول جميع المرضى على خدمات المعالجة المتعدّدة الأدوية بدون انقطاع وذلك بوضع نُظم مرنة ومناسبة لهم بغرض تزويدهم بالأدوية؛
* ضمان استدامة خدمات المعالجة المتعدّدة الأدوية، عن طريق إدراج خدمات علاج مرضى الجذام في الخدمات الصحية العامة وبناء قدرات عموم العاملين الصحيين على علاج الجذام؛
* التشجيع على الإبلاغ الذاتي عن الحالات وعلى العلاج المبكّر وذلك بإذكاء الوعي المجتمعي وتغيير صورة الجذام؛
* مراقبة أداء خدمات المعالجة المتعدّدة الأدوية، وجودة رعاية المرضى والتقدّم المحرز في سبيل التخلّص من المرض من خلال النُظم الوطنية لترصد المرض.