الحياة الدنيا .....متاع الغرور
يقول تعالى : واصفا حقيقة الحياة الدنيا بقوله : { اعلموا أنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال والأولد كمثل غيث أعجب الكفار نباته ثم يهيج فتراه مصفرا ثم يكون حطاما وفي الآخرة عذاب شديد ومغفرة من الله ورضوان وما الحياة الدنيا الا متاع الغرور } الحديد
مكونات الحياة الدنيا :
في هذه الآية الكريمة 0 يذكر الله سبحانه وتعالى مكونات هذه الحياة الدنيا ، وأن كل صاد عن الآخرة انما هو متورط في أحد هذه المكونات التي تعيقه عن الالتفات للآخرة ، ولما طلب منه أن يقوم به في هذه الحياة من العبادة 0
يقول الايمام الشوكاني ( لما ذكر الله سبحانه وتعالى حال الفريق الثاني وما وقع منهم من الكفر والتكذيب وذلك بسبب ميلهم الى الدنيا وتأثيرها بين لهم حقارتها ، وأنها أحقر من أن تؤثر على الدار الآخرة 0
1- واللعب : هو الباطل ، اللهم كل شيء يتلهى به ثم يذهب 0 قال مجاهد : كل لعب لهو ، وقيل اللعب ما رغب في الدنيا ، واللهو ما ألهى عن الآخرة ، وشغل عنها 0
2- والزينة : التزين بمتاع الدنيا من دون عمل للآخرة 0
3- وتفاخر بينكم : أي يتفخر به بعضكم على بعض وقيل يتفاخرون بالخلقة والقوة وقيل بالأنساب والأحساب كما كانت عليه العرب
4- وتكاثر الأموال والأولاد : أي يتكاثرون بالأموال والأولاد ويتطاولون بذلك على الفقراء ثم بين سبحانه لهذه الحياة شبها وضرب لها مثلا : فقال : ( كمثل غيث أعجب الكفار نباته ) 0
5- والمعنى : أن الحياة الدنيا كالزرع يعجب الناظرين اليه لخضرته وكثرة نضارته ثم لا يلبث أن يصير هشيما تبنا كأنم لم يكن )
فالحياة بما فيها من نعم خلقها الله للانسان ليست بمحرمة ولا مكروهة ، ولكنها اذا تسببت في الصد عن الآخرة فتدخل في باب الكراهة والتحريم ، والعاقل من يستخدم هذه النعم الكثيرة ويتمتع بها دون أن تشغله عما خلق من أجله وهو ( العبادة ) بل تكون سببا في اعانته على عبادة ربه وزيادة درجته في الآخرة 0
جعلنا الله واياكم من الذين يستخدمون نعم الله في طاعته