قال ابن القيم رحمه الله " إنما جعل الله طلب العلم في سبيل الله لان به قوام الإسلام كما أن قوامه بالجهاد فقوام الدين بالعلم والاجتهاد"..
عند اشراقة كل صباح, يردد طالب العلم المسلم: نويت التعلم والتعليم والنفع والانتفاع والمذاكرة والتذكير والإفادة والاستفادة والحث على التمسك بكتاب الله وبسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم والدعاء إلى الهدى والدلالة على الخير ابتغاء مرضاة الله.. هكذا يبدأ الطالب المسلم يومه وهو واضع نصب عينيه الاستزادة من العلوم وتحقيق النجاح في إي مجال يسلكه فقد وُجدنا على هذه الأرض لسببان ألا وهما العبادة وتعمير الأرض , والعلم هو الجامع بين العبادة وتعمير الأرض, فمن سلك طريق العلم واجتهد به كل يوم دون كلل وحرص على إتقانه واستخدامه بما يرضي الله قد ساهم في عمارة هذه الأرض.
فقال الشاعر:
تمنيت أن تمسي فقيها مناظرًا.... بغير عناءٍ فالجنون فنون
وليس اكتساب المال دون مشقةٍ... تحملها فالعلم كيف يكون
بقدر الكد تكتسب المعالي..........ومن طلب العلا سهر الليالي
___________________________
ومن رام العلا في غير كدٍ.........أضاع العمر في طلب المحال
فوفقني إلى تحصيل علمٍ ..........وبلغني إلى أقصى المعالي
فيحرص الطالب منا على الاجتهاد في العلم فلا علم دون تعب وحفظ واجتهاد, من خلال القراءة والمراجعة اليومية لما يدرسه والحرص على الحفظ, فعلم بلا حفظ كالذي يكتب في الماء.
ويجب عليه الثقة بالله و بالنفس خلال الدراسة فبذلك يستطيع التركيز أكثر ويتيح له الدراسة بهدوء دون قلق, فمن وثق بالله عز وجل وجعل علمه سبيلا لمرضاته تحقق له التوازن الداخلي , فالثقة بالله والنفس هي مفتاحٌ إلى التفاؤل وتبسيط الأمور لبلوغ ما تصبو إليه. بالإضافة إلى الابتعاد عن المعاصي فهي تلهي القلب عن طاعة الله وبالتالي التعلم. وأيضا يجب عليه أن يجعل من دراسته وتعلمه عشقا للمعرفة فيزداد النشاط لدية لتحقيق الأفضل وتعلم المزيد.
و التركيز على إتقان الدراسة التي يقوم فيها. فانا لماذا ادرس؟ لنفع المسلمين في شتى بقاع الأرض, وأكون عضوا عاملا في هذا المجتمع, وكي أساهم في رفع المستوى الاقتصاد لبلادي.
فالدراسة هي وسيلة لبلوغ غايات عده كخدمة الإنسانية , تعمير الأرض, الحصول على مهنه شريفة وأيضا فضول المعرفة بقول رسول الله – صلى الله عليه وسلم- ( اثنان لا يشبعان طالب العلم وطالب المال).
وألان لنفكر قليلا(ماهي سمات شخصية الطالب المسلم).. التوازن في الشخصية والحرص على الوسطية فالطالب المسلم من اتبع الوسطية والاعتدال منهاجا له فيحرص على عبادة الله للآخرة وأيضا يحرص على تعمير الأرض للدنيا لقولة عز وجل " وابتغ فيما أتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن الله إليك" , فأمة الإسلام امة وسطاً.
الثقة بالنفس فالثقة بالنفس تخلق لدينا شخصية قيادية ناجحة واضحة الأهداف صاحبة مسئولية عالية يمكن الاعتماد عليها في المستقبل, مستقرة النفس, متفائلة النظرة. ومن ابرز سماته الحرص على العمل لكن العمل على قدر الطاقة ف" لا يكلف الله نفسا إلا وسعها" صدق الله العظيم.
وفي النهاية اللهم أكرمنا بنور الفهم وأخرجنا من ظلمات الوهم وافتح لنا أبواب رحمتك وانشر علينا حكمتك يا ارحم الراحمين آمين.