أدان مجلس الأمن الدولي الثلاثاء استخدام القوة ضد المتظاهرين المسالمين في ليبيا، ودعا إلى محاسبة المسؤولين عن ذلك، في حين أعلنت دولة بيرو تجميد علاقاتها مع طرابلس لقمعها المتظاهرين السلميين.
وأصدر المجلس المكون من 15 دولة بيانا قرأه رئيسة المجلس سفيرة البرازيل ماريا لويزا ريبيرو فيوتي، وأعربت فيه عن "القلق العميق" بشأن الوضع في ليبيا، ودعت إلى محاسبة المسؤولين عن استخدام القوة ضد المدنيين.
وقالت فيوتي إن "أعضاء مجلس الأمن يدينون العنف واستخدام القوة ضد الشعب، ويستنكرون قمع المتظاهرين السلميين". وأضافت "أعرب أعضاء المجلس عن عميق الأسف إزاء مقتل مئات المدنيين. وطالبوا بوقف فوري للعنف والقيام بخطوات أولية لتلبية المطالب المشروعة للشعب".
وقالت فيوتي إن المجلس حث السلطات الليبية على احترام حقوق الإنسان وحرية الصحافة والتجمع. وطالب المجلس بالسماح لعمال الإغاثة الإنسانية بالوصول إلى من هم في حاجة والسماح بدخول الإمدادات الطبية للبلاد.
وجاء البيان بعد ساعات من توعد العقيد الليبي معمر القذافي بسحق الثورة الشعبية المتزايدة على حكمه الذي مضى عليه 42 عاما.
وكان المجلس عقد مشاورات سرية. وقام وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية لين باسكو بإطلاع أعضاء المجلس على التطورات على الأرض في ليبيا، حيث يواصل أفراد الأمم المتحدة عملهم.
وقال باسكو للصحفيين إنه أطلع المجلس على أنشطة الأمين العام للمنظمة بان كي مون خلال الأيام الأخيرة. وقال إن بعثة الأمم المتحدة في ليبيا ليست لديها مصادر لتؤكد بشكل مستقل تفاصيل الاحتجاجات الشعبية أو محصلة القتلى.
وقال إن هناك تقارير عن وجود طائرات ومروحيات تحلق فوق رؤوس المتظاهرين ودبابات تسير في شوارع طرابلس، ولكن الأمم المتحدة ليست في وضع يسمح لها بتأكيد ذلك.
وكان مساعد رئيس البعثة الليبية في الأمم المتحدة إبراهيم دباشي -الذي أعلن انشقاقه عن النظام- قال بعد الخطاب الذي ألقاه العقيد القذافي "بدأت مليشيات بمهاجمة المدنيين العزل، وهو ما يدفعني للاعتقاد بأن مجزرة قد بدأت فعلا، كما أؤكد أن القذافي يستعمل مرتزقة لتنفيذ هذه الهجمات".
تجميد علاقات
وفي تطور لافت، أعلنت بيرو الثلاثاء تجميد العلاقات الدبلوماسية مع ليبيا لتصبح أول دولة تتخذ مثل هذا الإجراء، وسط حملة دموية لقمع الثورة الشعبية التي تسعى للإطاحة بالعقيد الليبي معمر القذافي.
وقال رئيس بيرو ألان غارسيا في بيان صحفي "بيرو ستجمد كل العلاقات الدبلوماسية مع ليبيا إلى أن يتوقف العنف ضد الشعب".
وأضاف أن "بيرو تحتج بشدة ضد حملة القمع التي شنتها دكتاتورية معمر القذافي ضد أبناء الشعب الذين يطالبون بإصلاحات ديمقراطية لتغيير الحكومة التي ظلت تقودهم على مدى 40 عاما من قبل الشخص نفسه".
وقال غارسيا إن بيرو ستطلب من مجلس الأمن الدولي "إقامة منطقة حظر طيران في المجال الجوي الليبي حتى لا تستخدم الطائرات الحربية ضد الشعب الليبي".
ومن جهته اعتبر وزير خارجية بيرو خوسيه أنطونيو غارسيا بيلاوندي أن "السلطات الليبية تقوم باستخدام القوة ضد المدنيين من دون ضبط للنفس في حرب شاملة تقريبا".
الموقف الأميركي
وكانت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون قالت الثلاثاء إن الولايات المتحدة ستعمل مع غيرها من الدول وداخل الأمم المتحدة من أجل اتخاذ "خطوات مناسبة"، ردا على حملة التصدي العنيفة للمتظاهرين في ليبيا.
كلينتون قالت إن بلادها ستتخذ "خطوات مناسبة" ردا على حملة القمع الليبية (رويترز)
ولم تحدد كلينتون ما إذا كانت تلك الخطوات تشمل فرض عقوبات أم لا، قائلة إن هناك حاجة إلى مزيد من الوقت لتحديد ماذا حدث في ليبيا، حيث يعتقد أن مئات الأشخاص لقوا حتفهم خلال أيام من الاحتجاجات.
وأضافت كلينتون -في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير خارجية لاتفيا- "سنتخذ خطوات مناسبة بما يتماشى مع سياساتنا وقيمنا وقوانيننا، ولكن يجب أن نعمل بالتنسيق مع المجتمع الدولي".
ودعت كلينتون ليبيا إلى احترام "الحقوق العالمية" للشعب الليبي في التعبير عن آرائه والتجمع السلمي، وألقت باللائمة على حكومة الزعيم الليبي معمر القذافي في استخدام العنف. وأضافت أن "حكومة ليبيا تتحمل مسؤولية ما يحدث، ويجب أن تتخذ إجراءات لوضع حد للعنف".