أشارت صحيفة لوس أنجلوس الأميركية إلى ما يقال بأن العقيد الليبي معمر القذافي بدأ يتأذى بسبب تقلص عائدات النفط في البلاد، وقالت إن هجماته على مدينة البريقة ربما تبرهن على محاولته استعادة السيطرة على حقول ومصافي النفط الذي شكل له أهمية كبرى على مدار 41 عاما.
وأوضحت أن المعارك التي تدور في البريقة أو الميناء النفطي ذات الموقع الإستراتيجي على البحر الأبيض المتوسط وحيث يصد الثوار من أهل الميناء هجمات القوات الموالية للقذافي في كل مرة، ربما تبرهن على أن القذافي بدأ يعاني نقصا في العوائد النفطية، في ظل وقوع معظم حقول النفط وموانئه الإستراتيجية في أيدي أبناء الثورة الشعبية الذين ينادون بإسقاط النظام.
وأما نظام القذافي -والقول للصحيفة- فحافظ على بقائه في السلطة لأكثر من أربعة عقود معتمدا على مليارات الدولارات التي يجنيها من عوائد الصادرات النفطية، مضيفة أنه من غير الواضح إذا ما كان القذافي يحتفظ بثروة كبيرة كافية لاستمرار إنفاقه على الموالين وعلى المرتزقة من الجيوش المستأجرة.
كما أشارت لوس أنجلوس تايمز إلى أن كثيرا من الحقول النفطية في ليبيا تقع في الجزء الشرقي من البلاد، وأنها سقطت في أيدي الثوار منذ الأيام الأولى للثورة الشعبية، موضحة أن سيطرة الثوار على حقول الإنتاج النفطي المتزامنة مع العقوبات الاقتصادية الدولية المفروضة أمران يحرمان القذافي من العائدات الضرورية التي يحتاجها لاستمرار القتال في ما وصفته بصراع البقاء.
معاناة القذافي
كما نسبت الصحيفة إلى المتحدث باسم ائتلاف 17 فبراير مصطفى الغرياني في بنغازي القول إن الليبيين لم يكونوا بالأصل يشعرون بوجود عائدات للنفط على جميع الأحوال، وإن القذافي هو من قد يعاني جراء توقف تصدير النفط وليس الثوار.
وفي حين يشار إلى أن النفط والغاز يشكلان 95% من عائدات الصادرات الليبية بحسب صندوق النقد الدولي، فإن الثوار يقولون إن من بين أهداف الثورة الشعبية هدف يتمثل في ضرورة توزيع عائدات الثروة النفطية على جميع أبناء وبنات الشعب الليبي بشكل عادل.
كما تساءلت لوس أنجلوس عن مدى قدرة القذافي على الاستمرار في تمويل بعض القبائل التي لا تزال موالية له وتشكل قاعدته السياسية، أو قدرته على الاستمرار في دفع رواتب المرتزقة الذين استأجرهم، وذلك وسط تهديداته المستمرة بمحاربة الشعب الليبي في العاصمة طرابلس وفي المدن الليبية الأخرى.
المصدر: لوس أنجلوس تايمز