استهدفت غارات بحرية وجوية أمس وفجر اليوم مواقع في ليبيا بينها إقامات للعقيد معمر القذافي، وخلفت عشرات القتلى المدنيين حسب الحكومة الليبية التي أقرت بإصابة عدة أهداف في طرابلس، في وقت قال فيه المجلس الوطني الانتقالي الليبي إنه ينسق للمساعدة في تحديد الأهداف التي يضربها التحالف العسكري الدولي الذي قالت قطر إنها ستشارك فيه "لوقف حمام الدم".
وبدأ الهجوم بغارات فرنسية شنتها -حسب متحدث عسكري- 20 طائرة غطت مساحة 100 كلم في 150 كلم حول بنغازي.
أول طلقة
ونفت باريس أن تكون كتائب القذافي أسقطت إحدى طائراتها، وقالت إن أول غارة شنها سلاحها الجوي دمرت مركبة عسكرية، لكن الثوار تحدثوا عن رتل دبابات دمرت أربع منها.
وبعد قليل، أطلقت بوارج وغواصات أميركية وبريطانية 110 من صواريخ توماهوك استهدفت دفاعات جوية حول طرابلس ومصراتة وشلتها بشكل كبير حسب واشنطن.
وسُمعت في طرابلس فجرا أصواتُ المدافع المضادة للطائرات، تبعتها انفجارات وأصوات مدافع رشاشة حسب ما نقلته رويترز التي تحدثت عن هتافات رددت "الله أكبر".
وقالت وكالة الأنباء الفرنسية إن قنابل سقطت قرب مقر القذافي في باب العزيزية.
وطال القصف أيضا قاعدة المعيتيقة شرق طرابلس، في وقت تحدث فيه مراسل الجزيرة عن غارة على الكلية العسكرية قرب مصراتة (نحو 200 كلم شرق طرابلس).
وقالت السلطات الليبية إن 48 مدنيا قتلوا في الغارات، وقال التلفزيون الرسمي إن مئات الليبيين قصدوا مواقع قد تقصَف ليكونوا دروعا بشرية ومنها مقر إقامة القذافي في طرابلس.
الضربات الأميركية
وقال مدير هيئة الأركان الأميركية المشتركة الأميرال بيل غورتني إن الضربات الصاروخية تركزت في الغرب واستهدفت دفاعاتِ أرض-جو، ومُورِس خلالها تشويش على هذه الأنظمة التي تعتبر "قديمة، لكنها متكاملة وناجعة.
وقال إنه في هذه المرحلة لم تشارك قوات أميركية على الأرض، ولم تسهم طائراتٌ في الجهد العسكري، لكن الضربات الصاروخية تهيئ الوضع ليشارك سلاح الجو في تطبيق حظر الطيران.
ورفض غورتني مناقشة الخطط المستقبلية، واكتفى بالقول إن بلاده لن تستخدم قوة تتجاوز حماية المدنيين في العمليات التي عُهد بالإشراف عليها إلى قيادة أفريقيا في الجيش الأميركي، على أن ينتقل الإشرافُ إلى قيادة التحالف الدولي.
التحالف الدولي
وذكر بين أعضاء التحالف إيطاليا وفرنسا وبريطانيا -التي تشارك بسفينة واحدة، وتحدثت عن ضربات شنتها طالت مواقع للقذافي- وكندا التي تحدثت عن عمليات ستبدؤها طائراتها خلال يومين.
كما تحدث غورتني عن مشاركة دول عربية تفضل حسبه أن تكشف اسمها بنفسها.
وقد قال رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني إن بلاده ستشارك في العمل العسكري الدولي، بصورة لم يحددها.
وقال للجزيرة في باريس إن قطر ترى من واجب الدول العربية القيام بهذا العمل لأن "الوضع هناك لا يحتمل".
وذكّر بأن العرب طلبوا من مجلس الأمن التدخل لا من الدول الغربية، وقال إن الهدف ليس القذافي شخصيا، وإنما وقف حمام الدم.
هجوم يتسارع
وقد تحدثت فرنسا عن هجوم سيتسارع، لكنها رفضت تحديد سقف زمني له، واكتفى وزير خارجيتها آلان جوبيه بالقول إنه سيستمر حتى يذعن النظام الليبي لقرار مجلس الأمن، وهو قرار بات لاغيا حسب القذافي الذي أعلن فتح مخازن السلاح أمام كل الليبيين.
وحددت فرنسا الأهداف بمراكز القيادة ومخازن السلاح والطائرات والقوات البرية المتحركة والمطارات.
تنسيق على الأرض
وتحدثت مصادر للجزيرة عن تنسيق يمارسه المجلس العسكري التابع للمجلس الانتقالي بقيادة مصطفى عبد الجليل، للمساعدة على رصد مواقع كتائب القذافي، في وقت دعت فيه إذاعة ليبيا الحرة -التابعة للثوار- المدنيين إلى الابتعاد عن أماكن تواجد هذه القوات.
وجاءت الضربات بعيد قمة في باريس شارك فيها قادة غربيون وعرب لبحث تطبيق الحظر.
لا هدنة
وأعلن القذافي الجمعة وقفا أحاديا لإطلاق النار شككت فيه دول غربية، وكذبته الوقائع على الأرض.
فقد قصفت أمس قوات القذافي مدينة الزنتان غربا، وتقدمت إلى أطراف بنغازي، حيث أجبرها الثوار على التراجع إلى منطقة تبعد 30 كلم عن المدينة التي نزح عنها الآلاف.
وتحدث سكان عن قصف مكثف لضواحي بنغازي بصواريخ غراد وبالدبابات، وقالوا إن السكان لاذوا بالمساجد.
وأكد وزير الداخلية المستقيل اللواء عبد الفتاح يونس أن قوات القذافي لم تدخل المدينة، وإنما وصلت إلى بعض ضواحيها الخارجية، ونفى ادعاءات التلفزيون الليبي أنه (يونس) انضم مجددا إلى القذافي، وقال إن الصور التي بثت وتظهره مع القذافي إنما هي صور قديمة.
وحذّر متحدث باسم شباب ثورة 17 فبراير من أن كتائب القذافي تعمدت قصف مواقع مدنية قبيل القصف الدولي لإيهام السكان بأن التحالف الدولي يقصف المدنيين، وهو ما حدث في مصراتة البارحة.