كیف تزید من قوة ذاكرتك؟
الكثیرون منا یعانون من مشكلة النسیان، وقد یعتقد أحدنا أن ظاھرة
النسیان ملازمة لھ بشكل حتمي، ولكن بعض التقنیات الحدیثة أثبتت أن
الإنسان قادر ببعض التدریب على تقویة ذاكرتھ، وبرمجتھا بشكل یسمح
لھ باسترجاع المعلومات عندما یریدھا على نحو أفضل. وسنقدم لكم
أعزائي القراء ھذه التمارین التي یمكن أن تساعدكم على ذلك:
التمرین الأول :إذا كنت قد نسیت شیئا ما حدث معك في الماضي، كأن
تنسى مثلا اسم شخص قابلتھ قبل بضعة أیام، فحاول أن تسترخي تماما
وفي جو ھادئ، وعندما تشعر بأن ذھنك بات صافیا، حاول العودة
بشریط الزمن إلى الوراء، وتخیل نفسك في الیوم ذاتھ الذي قابلت فیھ
ذلك الشخص، وضع نفسك في الظروف نفسھا التي كانت تحیط بكما
أثناء اللقاء. اعمل على رسم صورة كاملة للمشھد حتى أدق التفاصیل،
ثم أرھف السمع للحدیث الذي دار بینكما، ولا تحاول أن ترفض أي فكرة
تعترض طریقك، بل حاول فقط أن تتخیل المشھد مع الاستماع للحدیث
الذي یجري بینكما. وسرعان ما ستجد أن اسمھ سیبرز على السطح،
وربما مع الكثیر من التفاصیل التي كنت قد نسیتھا عنھ أیضا.
التمرین الثاني :إن من أھم أسباب النسیان ھو عدم وجود روابط تربط
بین الأحداث والمعلومات التي نخزنھا في عقلنا الباطن، فالذھن یحفظ
المعلومات بطریقة بسیطة جدا، تتلخص في إنشاء الروابط بین الأشیاء.
إذ نجد على سبیل المثال أنھ من الصعب حفظ معلومة مجردة عن
الزمان والمكان وغیرھا من الظروف، بل عادة ما نجد أنفسنا نربط بین
اسم الشخص مثلا وبین شكلھ وصوتھ والمكان والزمان اللذین التقیناه
فیھما. ولھذا فإنھ من الأفضل أن نركز دائما على ھذه الأشیاء المحیطة،
لنتمكن من ربطھا مع المعلومات التي یھمنا أن نحتفظ بھا للمستقبل.
ومن أجل ذلك، سنقوم بھذا التمرین الذي یساعد على إنشاء الروابط،
والذي یتخلص في أن نقوم بالاسترخاء وإغماض العینین، ثم الاستماع
إلى درس أو محاضرة مثلا على جھاز التسجیل، وأن نقوم بعقد إصبعي
السبابة مع الإبھام عند النقاط التي نرى أنھ من المھم حفظھا. وبعد
نھایة المحاضرة، نقوم بالاسترخاء مرة أخرى وتصفیة الذھن، ثم
التركیز على ما استمعنا إلیھ من الدرس، وعندما نجد أن الذاكرة لا
تساعدنا، یمكننا أن نلجأ لحركة الأصابع، فنقوم بعقد الإصبعین كما فعلنا
من قبل، وسنجد أن الذھن غالبا ما یقوم باسترجاع المعلومات التي قمنا
من قبل بربطھا بھذه الحركة.
یمكن استخدام ھذه التقنیة في أشیاء أخرى كثیرة. ومنھا أن نبرمج
أذھاننا مثلا على تذكر مواقف لھا أثر طیب في النفس، ثم نسترجعھا
عندما نتعرض للضغط النفسي، ولكن ھذه التقنیة قد لا تؤتي ثمارھا إلا
ببعض الصبر والتدریب، مع محاولة التركیز والإصرار على استخلاص
أفضل النتائج.