في الثاني من ابريل لكل عام يحتفل عالم الكتاب والكتّاب والمثقفين المهتمين بأدب الطفل بيوم الكتاب العالمي للأطفال. وعلى الرغم من تخصيص يوم كهذا يبقى أدب الطفل في عالمنا العربي يشهد تراجعًا في انتاج المادة المقروءة والتفاعل وانخفاضاً في نسبة الأطفال القارئين .
ما السبب في ذلك .. ؟
أين يكمن الخطأ ؟ وكيف تتم معالجته ؟
نسمع دائمًا أن - المثقف العربي في أزمة -
فهل أزماته هذه أثّرت بشكل أو بآخر على تنمية وعي الطفل القاريء بشكل عام ؟
أم أن العولمة والانفتاح الالكتروني الهائل قضى على الرغبات الصغيرة في القراءة والإطلاع وتوسيع المدارك من خلال الكتاب أو يكاد!؟
البعض يلقي باللائمة على الكاتب العربي الذي همّش قراءة الطفل ولم يعر للإنتاج الأدبي للأطفال أي اهتمام يذكر! والبعض الآخر يلقي بها على الناقد الذي يسمح للغثّ والسمين من المواد المقروءة بأن تقع بين يديّ الأطفال دون رقابة عامة !
وهناك من يتهّم الأهل والوالدين بالتقصير ويحمّلهم مسؤولية هذا التدني في رغبة الطفل القرائية وانعدام الرقابة والتوجيه وتطوير اهتماماته .
البعض يحرص على الاشتراك في مطبوعة شهرية أو أسبوعية مثلا ويصطحب أبناءه للمكتبات ويقوم بدور الصديق القاريء والموجّه ويختار لهم ما يناسبهم . وبعضهم يشجع على القراءة واقتناء الكتب بشكل عام دون رقابة . وهناك أيضًا من لا يحفّز على المطالعة وهناك وللأسف من يمنعها وتزعجه رؤية الكتب والقصص والمجلات و ربّما الصحف .
ولم تسلم المكتبات المدرسية ودور المعلّم من اتهام التقصير . فالعمق المعرفي للمعلّم واتساع مداركه واطلاعه يفتح بابًا من خلال وسيلة السؤال والجواب مع الطالب والطالبة الوسيلة التي تعمّق فيهم قيمة المعلومة وتثري لغتهم وتحفّزهم للبحث عن المصدروغالبًا ما يكون الكتاب . وفي المقابل فإن اتهام التقصير يقع على المعلم السطحي ومشرف المكتبة المُهمِل وربما يكون مًهْمَلاً أيضًا ويحتاج للتوعية .
في يوم الكتاب العالمي للطفل ..
هل سيكون الاحتفال مجرّد خبرًا تتناقله وسائل الإعلام والأوساط الثقافية ( المهتمة) ؟
أم أن هناك من أدرك أهمية أن ينشأ ابنه وبين يديه كتاب فيحتفل به وبالكتاب سوية
خاصة إن أدرك أن الكتاب خير جليس لطفل لم يزل غضًا ومتعطشًا للمعرفة .
إذًا .. ماهو سبب هذا التراجع في انتاج المادة المقروءة والتفاعل وانخفاض
نسبة الأطفال القارئين
ومرة أخرى .. أين يكمن الخطأ ؟ وكيف تتم معالجته ؟