الكاتب : محمد قسيم غادي
يحتفل الاردنيون في هذه الايام باعياد وطنية وقومية مجيده شكلت في التاريخ الاردني والعربي والاسلامي محطات مضيئه في مسيرة نهضة الاردن ورخاء شعبه والحفاظ على قدسية الاهداف والثوابت الوطنية والقوميه ووحدة العرب التي قامت من اجلها الثورة العربيه الكبرى التي بنت نواة الجيش العربي حامي استقلال الوطن وامل الشعب والامة في تحطيم المؤامرات التي تسهدف كيان الوطن العزيز ففي هذا اليوم الاربعاء التاسع من حزيران يحتفل الاردنيون بعيد جلوس جلالة الملك عبداللـه الثاني ابن الحسين على العرش ويحتفلون يوم الخميس العاشر من حزيران بذكرى الثورة العربية الكبرى، ويوم الجيش العربي المصطفوي القوات المسلحة الاردنية الباسله .
وتحل هذه الاعياد الغاليه على قلوب الاردنيين جميعا وهم يواصلون مسيرة النهضة والبناء والعطاء والاصرار على الانجاز ليظل الاردن كما اراده الهاشميون الدولة الحريصة على رخاء شعبها وتقدمه في مختلف المجالات والعاملة بكل مثابرة وايمان على تحقيق اماني الامة في التضامن والتقارب والوحده لتظل الامة عصية على الطامعين بارضها وخيراتها منطلقة بكل طاقاتها نحو قمم الحضاره والرقي والتعاون الانساني مع شعوب العالم. عيد الجلوس الملكي في عيد الجلوس الملكي السعيديجدد الاردنيون عهد الولاء للقيادة الهاشميه وميثاق المحبة والوفاء لقائد الوطن بالمضي خلف قيادة جلالته لتحقيق المزيد من الانجازات التي ينعم بها الوطن من اجل رخاء الاردنيين وعزتهم ورفعة الوطن وحماية استقلاله ومجده وجعله الدولة النموذج ، دولة المؤسسات والقانون والديمقراطية والحريات وحقوق الإنسان وتكافؤ الفرص والعدالة والتنمية الشاملة التي يستفيد منها كل مواطن.
في عيد الجلوس الملكي يفاخر الاردنيون بقيادتهم الهاشمية التي تتواصل معهم في كل اماكن وجودهم على امتداد رقعة الوطن الغالي تستمع الى مطالبهم وتتفقد احوالهم، وتأمر بتلبية احتياجهم وتوجه الحكومة وكل من يعنيهم الأمر بوضع خطط وبرامج ذات اجندة زمنية محددة لاقامة المشروعات التنموية والبنى التحتية ويعود الى المكان عينه بعد حين لتفقد ما تم انجازه والاطلاع على المتغيرات الايجابية التي طرأت وفق الخطط التي وضعت في يوم الجلوس الملكي يتطلع الأردنيون الى مزيد من الانجازات والارتقاء بالخدمات وتجويد الانتاج وابداء المزيد من القدرة على المنافسة في عالم تحتدم فيه المنافسة وهو الهدف الذي يسعى اليه جلالته منذ اطلق مرحلة بناء النموذج الذي يراكم على الانجازات التي تحققت ويعظم مكتسبات التنمية ويفتح الآفاق والنوافذ والشرفات أمام الكفاءات والعقول الأردنية التي اثبتت قدراتها واراداتها القويه وفازت في امتحان التحدي الذي انتقل بالأردن اقتصاداً وعمراناً واتصالات ومواصلات وصناعات وتعليماً واعلاماً الى مرحلة متقدمة لا مبالغة في وصفها بالمعجزة التي ترسخت وهي تنطلق اليوم الى افاق اكثر انفتاحاً واكثر قدرة في الرهان على الأردنيين بأن يحافظوا على منجزات وطنهم ويعززوها،
والذي يقوم على اسس راسخة من الانتماء والولاء لهذا الوطن العزيز وشعبه الوفي والمعطاء وأن يكون اعتمادنا في الدرجة الاولى بعد الله سبحانه وتعالى على أنفسنا، وأن نأخذ بالأسباب التي توفر لنا المزيد من التقدم وتضع بلدنا وشعبنا على خارطة الدول المتقدمة التي تراهن على الانسان وتستثمر فيه وتوظف كل امكاناته وطاقاته لخدمة وطنه ومجتمعه واسرته ونفسه وان يكون قادراً على التواصل الايجابي مع محيطه وبما يضمن للأردن الوطن والشعب والنموذج حضوره في المشهدين الاقليمي والدولي.
في عيد الجلوس الملكي يقرأ الأردنيون بارتياح الصفحة البيضاء والخالدة لوطنهم وقيادتهم في كتاب التاريخ الذي سطروه بدمائهم وتضحياتهم ودموعهم وما اجترحوه من اعمال عظيمة وما انجزوه على مدى الايام والسنين في مسيرة ستتواصل انجازاتها وبلوغ اهدافها التي يبذل جلالة الملك كل جهوده من اجل تحقيقها. ذكرى الثورة العربيةالكبرى ويصادف يوم الخميس ذكرى الثورة العربية الكبرى التي انطلقت في العاشر من حزيران 1916 بقيادة الشريف الهاشمي الحسين بن علي المنقذ الأعظم والتي استهدفت تحرير الأرض والإنسان العربي وتأسيس الدولة العربية الواحدة المستقلة. ضمن مبادىء الحرية والعدالة وبناء مجتمع عربي حر موحد قوي وقادر على مواجهة كل التحديات.
فقد كان اليوم العاشر من حزيران صفحة مشرفة في تاريخ الامة العربية ومنعطفا تاريخيا هاما ، ناصعا ببطولاته ناصعا بالاصرار على حتمية تحقيق الاهداف من اجل عزة العرب ووحدتهم وكرامتهم ومستقبل اجيالهم . فقد جسدت الثورة العربيه الكبرى الاحداث العظيمة في تاريخ هذه الامة.حيث قاد الهاشميون مسيرة التحرر ولم الشمل العربي ودحر المحتلين وفاء لوجباتهم ومسؤولياتهم التاريخية فكانت الثوره اهم انجاز تشهدها الامة العربية ، وكانت هذه الثورة البداية لنهضة الامة ووحدتها والخطوة الاولى على طريق تحررها وبناء مستقبلها . واذ يحيي الاردنيون ذكرى هذه الحركة القوميه النبيله انما يؤكدون وفاءهم لاهداف الثوره وتجديد العهد لحفيد قائد الثورة جلالة الملك عبد الله الثاني بانهم باقون على ميثاق الوفاء والولاء ملتفين حول قيادة جلالته ومعاهدين الله على مواصلة اهداف الثورة العربيه في حماية الاستقلال ومراكمة الانجاز الوطني في جميع الميادين .
عيد الجيش العربي الأردني ويحتفل شعبنا يوم غد العاشر من حزيران بعيد الجيش العربي الأردني المصطفوي وهو العيد العزيز على قلوب كل الاردنيين والذي أولاه وارث الثورة العربية الكبرى جلالة الملك عبدالله الثاني كل عناية وتقدير و اعتزاز ورعاية كريمة ودعم موصول لتطويره وتحديثه بناء وتسليحا وتنظيما واعدادا للوصول الى مستوى من الاحتراف والكفاءة والتفاني في اداء الواجب والاخلاص والانتماء لقيادته الهاشمية الشجاعة فقد شكلت المفاهيم والاهداف النبيلة للثورة العربيه الكبرى شعار الجيش العربي الاردني منذ انشائه وهي التي (وكما اراد الهاشميون) حتمت عليه ان يحمل اسم الجيش العربي لانه نذر نفسه للاردن و للعرب وقضاياهم فكان الجيش العربي منذ تشكيله الامين على الرايه والمدافع عن الاستقلال والقدوة في التضحية والايثار ونكران الذات مسجلا عبر تاريخه النبيل مواقف البطوله والشهامه ناهضا بواجباته الوطنية والقوميه بكل شجاعة واقتدار باذلا الغالي والنفيس من أجل الاردن و العرب ولم يبخل يوما على امته في كل ديارها بالنجدة والدعم والقتال الباسل لاسترداد الحقوق وحفظ الكرامات والدفاع عن الأرض والمقدسات.
حيث تستمر مسيرة القوات المسلحة الأردنية في التقدم والتطور والبناء برعاية جلالة القائد الأعلى الملك عبدالله الثاني بن الحسين الذي لا يدخر وسعا في توفير كل ما من شأنه النهوض بهذا الجيش وتطويره وتحديثه، فقد سعى جلالته ومنذ آلت إليه الراية لإعداد هذا الجيش إعدادا شاملا بحيث يستوعب كل ما هو جديد ومتطور يعتمد العلم والتكنولوجيا الحديثة كي يساير بذلك احدث الجيوش في العالم وكي تكون القوات المسلحة الأردنية غاية في الاحتراف والتميز. وقد استطاعت القوات المسلحة الأردنية وبحكمة وقيادة قائدها الأعلى أن تخطو خطوات واسعة نحو التقدم والتطوير والتحديث والتدريب وشهدت تطورا ملموسا شمل كافة صنوف وأسلحة الجيش.
وما مركز الملك عبد الله الثاني للتصميم والتطوير إلا واحد من هذه الإنجازات التي تمثل البنية التحتية لصناعات عسكرية متقدمة تماثل احدث الصناعات الدفاعية في العالم وبأيد أردنية ..فأصبح الشريك الاستراتيجي للقوات المسلحة يحمل معها رؤى وتطلعات قيادتها الرشيدة. كما يوفر الجيش العربي للمجتمع المحلي الكفاءات المدربة في كل المهن ويحفظ للأردن أمنه واستقراره فهو السياج المنيع الذي يحمي الاستقلال ويسعى لامتلاك تكنولوجيا العصر يطورها ويبني عليها ويسخرها لخدمته حيث جعل العلم والعمل أساسا لحياته وجعل الوفاء والإخلاص شعارا يزين هاماته وعنوانا يدخل فيه كل بقاع الدنيا رسولا للسلام والمحبة والأمن.
ففي عيد الجيش والثورة العربية الكبرى يستذكر الاردنيون تضحيات ابنائهم وابائهم في الجيش العربي الاردني ويذكرون باعتزاز وتقدير عظيمين قوافل الشهداء الذين ضحوا من اجل اعلاء راية الاردن عالياً والدفاع عن قيم واهداف الثورة العربية الكبرى العظيمة والنبيلة ويقدرون عالياً الدور العظيم الذي ينهض به جيشنا في الدفاع عن ثرى الاردن والحقوق العربية والمساهمة في مسيرة الاصلاح والتنمية وحمايتها إنه عيد الجيش العربي ، وارث الثورة العربية الكبرى والمحافظ على اهدافها وثوابتها والوفي للعهد والوعد في ان يكون (كما حرص الهاشميون وارادوا لجيشنا العربي) جيشاً محترفاً ومهنياً وفي جهوزية عالية وبسالة وإيمان عميق برسالة هذه الأمة وبحقها في الحياة والحرية والاستقلال وان تجد لها مكاناً تحت الشمس يليق بها وبتاريخها وبحضارتها واسهاماتها في الحضارة الانسانية في الماضي كما في الحاضر وفي المستقبل.