تعتبر النظم الايكولوجية الهشة نظما ايكولوجية هامة تتميز بملامح وموارد
فريدة. وتشمل النظم الايكولوجية الهشة الصحاري، والأراضي شبه القاحلة، والجبال،
والأراضي الرطبة، والجزر الصغيرة، وبعض المناطق الساحلة. وغالبية هذه النظم
الايكولوجية ذات نطاق إقليمي إذ أنها تتجاوز الحدود الوطنية.
والتصحر هو تردي الأراضي في المناطق القاحلة وشبه القاحلة والمناطق الجافة
وشبه الرطبة نتيجة عوامل شتى من بينها تغير المناخ والأنشطة البشرية. ويؤثر
التصحر على سدس سكان العالم، و 70 في المائة من جميع الأراضي الجافة التي تبلغ
3.6 من بلايين الهكتارات، وربع مجموع مساحة اليابسة في العالم. وأوضح أثر
للتصحر، فضلا عن انتشار الفقر على نطاق واسع، هو تردي 3.3 من بلايين الهكتارات
من مجموع أراضي الرعي، مما يشكل 73 في المائة من أراضي التي تنخفض امكاناتها
لاستيعاب البشر والحيوان؛ وانخفاض خصوبة التربة وبنية التربة في نحو 47 في
المائة من مناطق الأراضي الجافة التي تشكل أراضي مزروعة بعليه حدية. وتردي
الأراضي المزروعة المروية التي تبلغ نسبتها 30 في المائة من مناطق الأراضي
الجافة ذات الكثافة السكانية العالية والإمكانات الزراعية.
ولذا ينبغي أن تكون الأولوية الأولى في مكافحة التصحر هي تنفيذ تدابير
وقائية بالنسبة للأراضي التي لم تصب بالتردي بعد، أو التي لم تتدهور إلا بقدر
طفيف. بيد أنه لا ينبغي إهمال المناطق المتردية ترديا شديدا. وتعد مشاركة
المجتمعات المحلية، والمناطق الريفية، والحكومات الوطنية والمنظمات غير
الحكومية، والمنظمات الدولية والإقليمية، أمرا أساسيا في مكافحة التصحر
والجفاف.
وتدرج المجالات البرنامجية التالية في جدول أعمال القرن 21:
- تدعيم قاعدة المعرفة وتطوير نظم المعلومات والرصد الخاصة بالمناطق
المعرضة للتصحر والجفاف، بما في ذلك الجوانب الاقتصادية والاجتماعية لهذه
النظم الايكولوجية؛
- مكافحة تردي الأراضي عن طريق جملة أمور منها الأنشطة المكثفة لحفظ
التربة والتحريج وإعادة التحريج؛
- وضع وتعزيز برامج متكاملة للقضاء على الفقر وتعزيز النظم البديلة لكسب
العيش في المناطق المعرضة للتصحر؛
- وضع برامج شاملة لمكافحة التصحر وإدماجها في خطط التنمية الوطنية
والتخطيط الوطني في مجال البيئة؛
- وضع مخططات شاملة للتأهب للجفاف والإغاثة في حالات الجفاف، بما في ذلك
ترتيبات الجهد الذاتي، من أجل المناطق المعرضة للجفاف وتصميم برامج للتصدي
لمشاكل اللاجئين البيئيين؛
- تشجيع وتعزيز المشاركة الشعببية والتثقيف البيئي، مع التركيز على
مكافحة التصحر وإدارة آثار الجفاف.
وفي عام 1994، أعلنت
الجمعية العامة للأمم المتحدة 17 حزيران/يونيه ’’اليوم العالمي
لمكافحة التصحر والجفاف‘‘ من أجل تعزيز الوعي العام بهذه القضية، ولتنفيذ
اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر في البلدان التي تعاني من الجفاف الشديد
و/أو من التصحر، وبخاصة في أفريقيا.
ومنذ ذلك الحين، تحتفل الدول الأطراف في الاتفاقية ووكالات منظومة الأمم
المتحدة والمنظمات الدولية والمنظمات غير الحكومية وأصحاب المصلحة المهتمين،
وذلك بالقيام بسلسلة أنشطة توعية في جميع أنحاء العالم.
والاحتفال بهذا اليوم في هذا العام أمر في غاية الأهمية ، ذلك أن اعتماد عشر
سنوات كخطة استراتيجية وإطارا لتعزيز تنفيذ الاتفاقية يمثل نقطة تحول في عملية
اتفاقية مكافحة التصحر والاعتراف بها كأداة لمنع التصحر وتدهور الأراضي والتحكم
بهما وعكسهما، وللمساهمة كذلك في الحد من الفقر وفي الوقت نفسه تعزيز التنمية
المستدامة.
اليوم العالمي لمكافحة التصحر والجفاف هو فرصة فريدة لتذكير الجميع بأن
مكافحة التصحر يمكن أن تعالج بفعالية، وأن الحلول ممكنة، وأن الأدوات الرئيسية
لتحقيق هذا الهدف تكمن في تقوية المشاركة المجتمعية والتعاون على جميع الأصعدة.