الى الاقصى الجريح

01 أحقيقـة ٌ هي .. أمْ تـُـراني أحْلـُـــــــــــمُ

( المسـْجدُ الاقصى) يُهـــــانُ ويهْـــــــدَمُ


02 حثـْلُ الصّهايـنِ قدْ تواصــلَ عدْوُهُـــــمْ

والعـرْبُ صُمْـتٌ ، ما بهـمْ مُتكلّـــــــــمُ

03 ماذا بهم .. خَـدَرٌ أصابَ جسومهــــمْ !!

العيْنُ في نعْــسٍ .. تنامُ وتحلـُــــــــــمُ

04 دَنَـَسَ اليهـودُ مساجـدَ قدْسِـــــــــــــنا

(أقصـى) الهدايـةِ في المجـــازرِ يجْثـُـــمُ

05 هدَموا البُيـوتَ على الرّؤوسِ تحدّيـــــاً

صَلـَفاً ، وكبْـراً ، والجريمـةُ أعظـــــمُ

06 ثارَ الرجالُ معَ الشّـيوخِ ، ونســـــــــوةٌ ٌ

في القدسِ أطفـالٌ ، تهـبُّ وترجُـــــمُ

07 (أحرارُ) عرْبٍ في نفيــــرٍ عـــــــارمٍ

يرْنونَ للحرَمِ الشّـريـــفِ ويحزمـــوا

08 كلٌّ يتوق ُ الى الشّــــــهادةِ دارعـــاً

يغـْشـى الحِمـامَ ، بكلِّ عزْمٍ يقـْـــــدمُ

09 يا مهبـطَ الأســراءِ صبْراً انـّنـــــــا

نهْفـو اليْكَ ، وفي رحابـكَ ننـْعــــــــمُ

10 . بالموْتِ ، حقـّاً ، في سـبيلكَ نرْتجــــي

ظلّ الجِنـانِ ، وفي ذراهــا نغـْنــــــــمُ

11 . هذي بلادُ القدْسِ تصْرُخُ في الفضـــا

النـّارُ تشْـعلُ ، في لهيـــــبٍ يضْــَرمُ

12 . ما للعُروبـةِ في غفــــاءٍ مسْكــــــرٍ

وصَحتْ قوارضُ ،في الجحورِ تخيّــمُ

13 . خرَجتْ الى البرّ الأميــنِ تتابُعـــــــاً

نفضتْ غبارَ الأرْضِ وهيَ تـُغمغــــمُ

14 . أسْـداً تراهـا ، دونَ خلـْقتها بـــدتْ

بالزأرِ تعـْدو ، للفرائسِ تلـْهـَـــــــمُ

15 . يا أيّها الأقصى الجريحُ كفاكَ حزْنـــاً

أبْطـالُ قدْسـكَ ، في المعاركِ تزْحُــــمُ

16 . يا ثالثَ الحرَميْـنِ أنتَ مقــــــــدّسٌ

أنتَ الطـّهـورُ ، وفي ولوجكَ بلـْسَــمُ

17 . أسْـرى اليكَ المصطفـــى متبتّـــــلاً

الليْـلُ ســرْمدُ ، والبُراقُ يُحمْحِــــمُ

18 . منْ أرْضِ مكـّــة َ في سكونٍ خاشــعٍ

ليَحُـط ّ في الكـَنـَفِ العظيمِ ويجثـُــــمُ

19 . في السّاحِ صلـّى بالأمامـةِ مخـْبتـــاً

بالرّسْـلِ جمْعـاً ، والملائكُ حُـــــوّ مُ

20 . أقـْصاكُـمُ ، يا عرْبُ، يغرقُ في الأسى

يبْكـي الدّمـوعَ غزيــــــرة ً تتسجّــمُ

21 . هلاّ هببْتـمْ هبّـــــــة ً مُضـَريّـــــــة ً

تهْـوي على السّـفـْلِ العُلوجِ وتقـْصمُ

22 . آثرْتـُمُ حبّ الحَيـاةِ ، وصرْتـُــــــــمُ

تبْعــاً ، وأنتـم للنـّجادةِ ألـْـــــــــزم

23 . اللـّــهَ يا وطـَنَ الابـــــاءِ وديـــرَة ً

تغـْفـو على قِمـمِ الفـُتوحِ وتحلـُــــمُ

24. أسْيافُ( سعـْدٍ) في المدائنِ أخـْضعـتْ

أجْنادَ (كسْرى)، والمكامـنُ تهـْــــدَمُ

25 . و(ابنُ الوليدِ) بسيفِـهِ ولـُهامِــــــــهِ

هَزَمَ العـُداة َ، وفي المعاركِ ضيغـَـــمُ

26 . النصْـرُ في أعلى الأسنـّةِ عالـــــــق ٌ

( عمْـروٌ ) يُغيرُ على العلوجِ ويهْــزمُ

27 . في كلّ ضبْـحٍ منْ لهائثِ خيْلـــــــــهِ

نارٌ تئـجّ ضرامــــــــــة ً تتلهّــــــمُ

28 . هذا(صلاحُ الدّينِ) حرّرَ قدْسَــــــــنا

سـبْعونَ عاماً ، والظـلامُ مخيّــــــمُ

29. و(المسجدُ الأقصى) تسيـلُ دمـــاؤ هُ

تجْري المذابحُ في الفنــاءِ وتعْظـُـــمُ

30 . هلكَ الطـّغاة ُ ، ما لهمْ منْ ناصــــرٍ

ولـّوْ ، بأذيــالِ المُصيبـــة ِ هُـيّــــمُ

31 . وغـُزاة ُ هودٍ مثـْلهـمْ ، تبْعـاً لهـــــمْ

باؤوا بخسْـرٍ ، والهزيمـة ُ أعْظــــمُ

32 . جمْـعُ الصّهاينِ وانْ بدا مُتـَغطـْرسـاً

سيصيرُ شـتـّاً ، في الفلاة يحـــــوّمُ

33 . يا صخـْرة َ(المعراج) معْلمَ هدْينـــــا

فيك الشـّموخُ ، وفي ظلالكِ ننْـعَــــمُ

34 . سـتتيـهُ يا (أقصى) بنصْرٍ عاجـــــلٍ

الليلُ يجْلـو ، والضّيــاءُ يخيّــــــــمُ

35 . هذا أذانُ الفجْـرِ يصْـدحُ معْلنــــــاً

رحَلَ الظـلامُ ، وكلُّ حُـرٍّ يبسُـــــــمُ


للشاعر العربي الفلسطيني
ابراهيم سعادة