السلام عليكم و رحمة الله و بركاته :
لست أدري كيف أبدأ ، ولا من أين أبدأ ، فعند الكتابة عن الأقصى ، تتعثر
الكلمات ، وتتلاشى العبارات ، وكيف لي أن أكتب بقلمي ؟ والواجب يحتم
علي أن أكتب بدمي ، وأكاد أبالغ ان فكرت أن أعصر قلبي ، لأجعل من
خلاصة الدم حبرا أزود به قلمي الجريح ، لأسطر به حروفا ، علها تعبر
عما أراد به وجداني ، الذي يخنقه الهم والحزن .لعل هذه الحروف
الممزوجة بحبر قلمي ، وعبرات عيني ، تلامس قلوبا أسرتها الدنيا
بشهواتها ، ومتاعها ، وملذاتها ، وشغلتها عن تلبية واجب الدين ، و
صرفتها عن الاستجابة لصرخات المسجد الأقصى ، الذي يئن صباح
مساء ، حزنا وهما وكمدا وقهرا ، على ما آل اليه في هذا الزمان ، من
ذل وهوان ،وتدنيس وامتهان ، على يد الظلم والطغيان ، اليهود والأمريكان
، والكفار والأعوان ، متناسين قدسية الأقصى في القرآن ، ومكانته عند
الملك الديان ، كيف لا وقد شرفه بمباركة المكان، يقول رسول الله(صلى
الله عليه وسلم): "لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لعدوهم
قاهرين، لا يضرهم من خالفهم ولا ما أصابهم من لأواء، حتى يأتيهم أمر
الله وهم كذلك، قالوا يا رسول الله وأين هم؟ قال: في بيت المقدس وأكناف
بيت المقدس".لقد اقترن اسم المسجد الاقصى بسيدنا آدم من حيث أقدمية
البناء ، لما في حديث الصحيحين عن آبي ذر الغفاري رضي الله عنه قال:
(قلت يا رسول الله أي مسجد وضع في الأرض أول قال: المسجد الحرام.
قال: قلت ثم أي؟ قال: المسجد الأقصى. قلت: كم كان بينهما؟ قال:
أربعون سنة. ثم أينما أدركتك الصلاة بعد فصل فان الفضل فيه) .
تعرض أقصانا مرارا لمحاولات الهدم والنسف والحرق ، عبر احتلال
اليهود له ، بالاضافة لمنع المسلمين من دخول المسجد والخروج منه ،
فضلا على استيلائهم على عدد من مباني الأقصى وجعلها مراكزا للشرطة ،
والأخطر من ذلك الحفريات المستمرة تحت أنقاض المسجد الأقصى
بحجة بحثهم عن الهيكل المزعوم ، وهي حجة باطلة في محاولة لاصباغ
شرعيتهم على الأقصى ، وأنهم أحق الناس به ، وحجتهم هذه مردود عليها
، لأن المسجد الأقصى لم يكن يوما هيكلا انما هو مسجد منذ أن وضع في
الأرض بعد أربعين سنة من المسجد الحرام. أما بناء سليمان عليه السلام،
فهو تجديد للمسجد الأقصى، ونحن أحق به، لأننا نؤمن انه نبي من أنبياء الله،
وما كان له أن يبني بناءا يعبد فيه غير الله .
فادعو لها بالنصر القريب ان شاء الله ....
هــمــ الحنين ــس