بسم الله الرحمن الرحيم
أمة اختصها الله بكتابه وبشريعة نسخت كل الشرائع واختصها بخاتم رسله وإمامهم, ثم حباها بالمقدرات والنعم والموارد التي ترشحها بلا منافس لقيادة الأمم.
تخلت الأمة عن قيادتها وريادتها فصارت في ذيل البشرية لما تنازلت عن شرع ربها ومنهج نبيها.
أمة أمسك بزمام قيادتها رجال تسموا بأسماء الأسد والفاتح, ولم يكن لهم من مسمياتهم أي نصيب, ما ذاقت الأمة على أيديهم إلا الذل والتخلف والتأخر وتذيلت الركب وصارت خلف الجميع وتقدمها الرعاع وباعة الأعراض.
ولكن نعود على أنفسنا: ما السبب في هذا التخلف؟
يجيبنا الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم:
«يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها». فقال قائل: "ومن قلة نحن يومئذ؟"، قال:«بل أنتم يومئذ كثير؛ ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم، وليقذفن الله في قلوبكم الوهن». فقال قائل: "يا رسول الله، وما الوهن؟"، قال:«حب الدنيا وكراهية الموت»[صحيح، سلسلة الأحاديث الصحيحة المجلد الثاني للألباني].
يا قُدسُ صبراً فانتصاركِ قادمٌ ****واللِّصُّ يا بَلَدَ الفداءِ جَبَانُ
حَجَرُ الصغير رسالةٌ نُقِلَتْ على **** ثغر الشُّموخ فأصغت الأكوانُ
ياقدسُ، وانبثق الضياء وغرَّدتْ **** أَطيارُها وتأنَّقَ البستانُ
يا قدس، والتفتتْ إِليَّ وأقسمتْ **** وبربنا لا تحنَثُ الأَيمانُ
واللّهِ لن يجتازَ بي بحرَ الأسى **** إلاَّ قلوبٌ زادُها القرآنُ
اللهم حرر المسجد الأقصى من أنجاس اليهود وارزقنا صلاة فيه يا رب العالمين.