لا يتميّز شهر رمضان عند أتباع الطريقة التيجانية، وهي من بين أكبر الطرق الصوفية في الجزائر والعالم بأكثر من 350 مليون مسلم منتشرين في أربع قارات، عن صيام باقي المسلمين المنتسبين للطرق الصوفية الأخرى، كالقادرية والحبيبية وغيرها؛ حيث يستقبل الشّهر الفاضل بتكثيف العبادة لله عزّ وجلّ وصوم أيّامه وأداء الصّلوات في المساجد، كما يستعد باقي الأفراد، كالنّساء والأطفال، لهذا الشهر على غِرار باقي الجزائريين والمسلمين لمعايشة أجواء الصّيام.
ولعلّ المميّز في شهر الغفران هو الأجواء اللّيلية بعد الفطور الّذي تكون مائدته عادية كمائدة الجزائريين، بتنوّع الأطعمة والأكلات حسب كلّ عائلة، ليتّجه الجميع إلى المساجد لأداء صلاة التّراويح والعشاء جماعة، وقبلها متابعة الدرس الّذي يلقيه الإمام لمدة ثلث ساعة حول فقه الصّيام ومعالجة القضايا الاجتماعية والأخلاقية، من خلال تقديم المواعظ والأحكام. وتؤدّى صلاة التّراويح من طرف الإمام الراتل، إضافة إلى معينين اثنين على امتداد ليالي الشّهر الفاضل لختم القرآن الكريم.
وتعتبر ليلة النصف من رمضان، أو ما يُعرَف بـ''النِّصفية''، مميّزة عند التيجانيين، حتّى وإن كانت مظاهر إحيائها عادية، وكذلك ليلة القدر والعشر الأواخر الّتي يقام فيها التهجّد بعد صلاة التّراويح. وتمتد العشر الأواخر من اللّيلة 21 إلى اللّيلة 26، أي ست ليالي يختم فيها القرآن الكريم، بأداء 20 ركعة يومياً بعد صلاة التّراويح وتلاوة عشرة أحزاب فيها، أي قراءة نصف حزب في كلّ ركعة، ليُتلى فيها القرآن كاملاً في هذه اللّيالي الست بختم ثان للمصحف الشّريف. كما يختم القرآن ختماً ثالثاً في ليلة القدر، ليلة خير من ألف شهر، بقيام اللّيل في المساجد وتكثيف العبادة لله عزّ وجلّ، وإتمام الذِّكر فُرادى على النّبيّ المصطفى.