اختلف المؤرخون في تحديد الوقت الذي ظهرت فيه لعبة كرة اليد منهم من ذكر الفضل في اختراعها لمدرب الجمباز الدنماركي ( هو نجر نلسن ) الذي كان يعمل مدرساً في مدينة ( أور دروب ) الدنماركية عام 1898 ميلادية ، أطلق عليها أسم ( هاند بول ) ...
والبعض أجزم أنها لعبة معدلة عن لعبة كانت تمارس في تشيكو سلوفاكيا عام 1902 ميلادية ، كان يطلق عليها أسم ( أزينا ) أو ( هازلينا ) الذي مازال يطلق هذا الاسم على اللعبة في الكثير من الدول الأوروبية ...
وآخرين أقروا أن هذه اللعبة ظهرت في أوكرانيا عام 1919 ميلادية ، إلا أن أغلب المؤرخين يرجع الفضل في ظهور كرة اليد الحديثة إلى مدرس الجمباز الألماني ( ماكس هيرز ) خلال الحرب العالمية الأولى عندما فكر في لعبة تضمن للاعبات الجمباز أثناء برنامج التدريب الشتوي إحماء سريع وكافي ، لذلك أخرج هذه اللعبة بمساعدة أحد أساتذة التربية الرياضية للمعلمين في مدينة ( برلين ) يدعى البروفسور ( شليتر ) عام 1917 ميلادية ، بالرغم من أن البعض يذكر أن ( شليتر ) نفسه هو الذي وضع هذه اللعبة وأخرجها ...
في البداية اقتصرت ممارسة اللعبة على الفتيات وأقيمت لها عدة دورات كان أولها عام 1917 ميلادية بين ثمانية فرق للفتيات أقيمت في صالات الجمباز بمدينة ( برلين ) وبدا لأول وهلة أن اللعبة تشبه إلى حد كبير لعبة كرة القدم من حيث مساحة الملعب ومقاييس المرمى ومراكز اللاعبين وتسميات خطوط الملعب وضربة البداية في منتصف الملعب أيضاً عند تسجيل الأهداف واحتساب خطأ التسلل ، إلا أن هذا لم يدم طويلاً إذ سرعان ما عدلت قوانين اللعبة واتخذ لها طابع خاص بها...
لقد أعجب الطلبة في المعهد باللعبة الجديدة وعكفوا على مساعدة أساتذتهم لتطوير وتعديل قواعدها ، لذلك تقرر أن تلعب الفتيات على ملعب طوله من ( 70 – 80 ) متراً وعرضه من ( 50 – 60 ) متراً ، كما أدخل عليها تعديلات جذرية بعد أن لاحظوا إقبال الشباب عليها خاصة من لاعبي الجمباز وكرة القدم وحتى ألعاب القوى وتم السماح بالجري بالكرة ومهاجمة الخصم الحائز على الكرة لتبرز اللعبة بثوبها الجديد المشوق والحماسي ...
درب ( شليتر ) عدداً من الفرق في ( برلين ) وعقد عدة دراسات للاعبين والمدربين مما أدى إلى زيادة المعجبين والمشجعين لها وأخذت سيرها إلى الأمام وتنتشر بسرعة في مدن ألمانيا وانتقالها للخارج وتقام أول دورة في ( برلين ) عام 1920 ميلادية ، وبعدها بخمس سنوات أقيمت أول مباراة دولية لكرة اليد للشباب بين ألمانيا والنمسا عام 1925 ميلادية وفازت فيها النمسا على مخترعي اللعبة ( 6 / 3 ) في مدينة ( هالا ) الألمانية ...
عام 1926 ميلادية شهد ظهور أول لجنة دولية انبثقت عن مؤتمر الاتحاد الدولي لألعاب القوى الذي عقد في ( لاهاي ) بهولندا وأخذت على عاتقها الأشراف على لعبة كرة اليد وتنظيمها . وفي عام 1927 ميلادية تأسس الاتحاد الدولي لكرة اليد وتم وضع القوانين الموحدة والرسمية التي طبقت فيما بعد على جميع المباريات المحلية والدولية ...
في عام 1928 ميلادية عقدت أول جمعية تأسيسية للاتحاد بمدينة ( أمستردام ) واتخذ قراراً بوضع مقراً رئيسياً للاتحاد في مدينة ( برلين ) وبعد ذلك قامت اللجنة الأولمبية الدولية بإدخال لعبة كرة اليد ضمن برامج الألعاب الأولمبية عام 1936 ميلادية ...
أول دولة عربية تم قبول عضويتها في الاتحاد الدولي لكرة اليد هي ( مصر ) عام 1930 ميلادية قبل أن يعقد المؤتمر الخامس للاتحاد الدولي الأول لكرة اليد للهواة في ( برلين ) عام 1938 ميلادية ، ليتوقف نشاطه بعد ذلك بسبب اندلاع الحرب العالمية الثانية في أيلول عام 1939 ميلادية ...
بعد انتهاء الحرب أقيمت أول مباراة دولية بين السويد والدنمارك والتي انتهت بفوز السويد ( 8 / 3 ) عام 1945 ميلادية وعقد بعدها اجتماع في مدينة ( كوبنهاجن ) لتأسيس الاتحاد الدولي الجديد لكرة اليد تقرر أن يكون مقره الرسمي في مدينة ( استو كهولم ) عام 1946 ميلادية ...
وفي الدنمارك عقد أول اجتماع للحكام عام 1947 ميلادية لتعديل عدد من قوانين اللعبة من ضمنها قاعدة التسلل لكرة اليد وبعدها بعشر سنوات أقيمت بطولة العالم الأولى لكرة اليد للسيدات عام 1957 ميلادية ...
تعتبر دول الجزائر والمغرب من أوائل الدول العربية التي عرفت اللعبة وتعتبر مصر أول دولة عربية تبنت اللعبة وحضنتها وأنشأت لها الملاعب والصالات وفي عام 1960 ميلادية تم قبول الاتحاد المصري عضو دائم بالاتحاد الدولي بعد دخول اللعبة المملكة الأردنية الهاشمية عام 1959 ميلادية عن طريق خريجي معاهد التربية الرياضية وقبل موافقة الاتحاد الدولي على قبول الاتحاد السوري عضو دائم في الاتحاد الدولي عام 1962 ميلادية ...